مزارعون ينصرفون عن حقولهم في غزة

مزارعون ينصرفون عن حقولهم في غزة

05 فبراير 2015
الزراعة في غزة (العربي الجديد/عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

لم يكن أمام المزارع الفلسطيني، سليمان عبد الغفور (56 عاماً)، من خيار سوى أنّ يتوقف عن زراعة أرضه ليوقف سيل الخسائر الفادحة والمتتالية التي تصيبه في كل موسم زراعي، بسبب منع الاحتلال تصدير المنتجات الزراعية من غزة، وتجريف آلياته العسكرية لجزء كبير من أرضه الواقعة في المنطقة العازلة التي تفرضها إسرائيل على طول الحدود مع القطاع.

واتخذ عبد الغفور قراره النهائي بعد تكبده خسائر قدرها بـ 20 ألف دولار بسبب تلف جزء كبير من محصوله بفعل القذائف الإسرائيلية التي استهدفت أرضه خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة منتصف العام الماضي، بالإضافة إلى منع سلطات الاحتلال تصدير محصول "الفراولة" ما اضطره إلى البيع في السوق المحلية بأسعار زهيدة.

وأعلنت وزارة الزراعة أنّ خسائر القطاع الزراعي في غزة بلغت 451 مليون دولار؛ بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير، وهذا الرقم توافق مع ما أعلنه معهد أبحاث السياسات الاقتصادية "ماس"، في نشرة الأمن الغذائي التي يصدرها كل نصف سنة، حيث قال، إن مجمل خسائر القطاع الزراعي في غزة جراء العدوان الأخير بلغت 450 مليون دولار.

ويقول عبد الغفور لـ"العربي الجديد": "أملك أرضاً شرق مدينة خانيونس قرب السياج الحدودي، تبلغ مساحتها 5 دونمات، كنت أزرعها بالقمح والشعير والبطاطا والخيار والباذنجان والفراولة، جرفت الآليات العسكرية الإسرائيلية نحو ألف متر منها قبل الحرب الأخيرة على غزة، وخلال الحرب دمرت القذائف الإسرائيلية ثلاثة دونمات".

ويضيف عبد الغفور أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يبق لي سوى دونم واحد مزروع، معظمه بفاكهة الفراولة التي بعت محصولها في السوق المحلية بأسعار زهيدة بسبب منع السلطات الإسرائيلية تصدير المنتجات الزراعية من قطاع غزة".

ويشير إلى أن الأسعار التي يتم بيع الفراولة بها في أسواق غزة لا تكاد توفر سوى رأس المال وأجرة عمال الحصاد فقط.

المزارع الفلسطيني، سعد الله صيام، هو، أيضاً، ممن شملتهم خسائر القطاع الزراعي، فقرر التوقف عن زراعة الأزهار التي كانت تدر عليه "ذهباً" قبل عام 2007، وبات يزرع الخضراوات في أرضه التي تبلغ مساحتها 4 دونمات.

ويقول صيام لـ"العربي الجديد": "تقدر تكلفة زراعة الدونم الواحد من الزهور بـ9 آلاف دولار، وكنا قبل عام 2007 نحصل على دعم هولندي بقيمة 3 آلاف للدونم الواحد، ونصدر ما ننتجه من أزهار ونحقق أرباحاً مجزية".

ويضيف "في الأعوام الأخيرة تم تقليص الدعم الهولندي إلى 700 دولار بغض النظر عن عدد الدونمات المزروعة. إسرائيل تمنع منذ 2007 تصدير الأزهار لدول أوروبا، ولذلك نحن نتكبد خسائر فادحة منذ ذلك الوقت ولا أحد يهتم بمعاناتنا".

ويشير إلى أنه قرر التوقف عن زراعة الأزهار والانتقال لزراعة الخضراوات التي يمكن بيعها في الأسواق المحلية ولا تكلف زراعتها كثيراً.

من جانبه، قال مدير التسويق والمعابر في وزارة الزراعة الفلسطينية، تحسين السقا، لـ "العربي الجديد"، إنّ منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي تصدير المنتجات الزراعية خارج القطاع يتسبب في خسائر تقدر بـ40 مليون دولار سنويّاً، يضاف إليها خسائر فادحة تقدر بالملايين بسبب تجريف الاحتلال الإسرائيلي واستهدافه بالصواريخ للأرضي القريبة من الحدود.

وأوضح السقا، أنّ وزارته ترشد المزارعين في القطاع إلى زراعة المحاصيل التي يتم استيرادها من الخارج مثل الخضراوات والفواكه ليتم بيعها في الأسواق المحلية، ولا يتكبد المزارعون خسائر أخرى.

ودعا السقا السلطات المصرية الى فتح معبر رفح البري والسماح بتصدير المنتجات الزراعية من غزة عبره.

المساهمون