الكساد يعطل سوق السيارات في العراق

الكساد يعطل سوق السيارات في العراق

09 يونيو 2015
الحرب تفاقم خسائر قطاع السيارات (Getty)
+ الخط -
يعرف سوق السيارات في العراق حالة من الكساد تزيد حدتها في العاصمة بغداد، التي لم تعد معارضها التجارية تسجل أية حركة في البيع أو الشراء مثلما كان قبل عامين، في ظل نزوح مئات الآلاف من العراقيين عن مواطنهم، بفعل الحرب مع تنظيم الدولة الإسلامية.
ويقول متعاملون وتجار عراقيون، إن توقف حركة النقل البري بين العراق والأردن، ساهم في جمود حركة السوق، مع عدم استقرار سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي، ما أثر بشكل كبير على تجارة يتم استيرادها بالكامل من الخارج.
وقال أحد تجار السيارات في سوق المعارض بمنطقة "البياع" وسط بغداد، ويدعى أحمد حميد: إن تجارة السيارات في عموم العراق وبغداد خاصة، تعاني كسادا كبيرا، بسبب تداعيات الحرب، والتي أفضت إلى سيطرة داعش على الأنبار (غرب العراق) وتوقف حركة الدخول والخروج بين العراق والأردن عبر منفذ طريبيل، الحدودي مع الأردن، وأحد أهم المنافذ التجارية للعراق.
وتدخل نحو 90% من تجارة العراق عبر النقل البري.
وأضاف حميد، في مقابلة مع "العربي الجديد"، أن تجار العراق كانوا يستوردون من الأردن سيارات حديثة، لكن الحركة باتت متوقفة تماما، رغم عدم تغير الأسعار عما كانت في السابق رغم الزيادة التي طاولت أغلب السلع.
وتابع، أن تجار السيارات تحمّلوا التغيرات التي نتجت عن تراجع سعر الدينار العراقي مقابل الدولار، والزيادة التي طرأت على أسعار نقل وشحن السيارات داخل المحافظات نتيجة الظروف الأمنية السيئة، في مسعى للحفاظ على حركة السوق، غير أن الوضع العام للبلاد فرض نفسه.

وقال حميد، إن منفذ موانئ البصرة هو الوحيد الذي يُستخدم حاليا في نقل السيارات من خلال شحن السفن، ولكنها تمر بإجراءات جمركية تستغرق وقتا أطول من اللازم، ما يؤخر شحنات السيارات في الميناء ويحول دون وصولها للمعارض قبل أسابيع من دخول البلاد.
ويقول أحد العاملين في شحن ونقل السيارات، ويدعى يوسف عبد الرزاق، في حديث لـ "العربي الجديد": إن الأردن هو المورد الرئيس لسوق السيارات العراقية، لأن أغلب التجار يشحنون سياراتهم وبضائعهم إلى ميناء العقبة، ومنها يتم النقل عبر أسطول الشاحنات، إلى بغداد وباقي المحافظات.
وأشار إلى أن سيطرة داعش على محافظة الأنبار، وتوقف حركة النقل التجاري بشكل كامل بين العراق والأردن، تسبب في كساد سوق السيارات.
وقال: "أمتلك نحو 20 سيارة شحن، توقفت جميعها في العاصمة بسبب توقف حركة النقل، الجميع بانتظار إعادة الحركة بين العراق والأردن".
وقال إن حركة النقل الداخلية بين المحافظات، خاصة بين بغداد (وسط) والبصرة (جنوب)، تشهد صعوبة بالغة من حيث الإجراءات المتبعة في نقاط التفتيش، إذ تستغرق عملية شحن سيارة واحدة بين المحافظتين نحو ثلاثة أيام.
وقالت عضو اللجنة المالية البرلمانية، نورة البجاري في حديث لـ "العربي الجديد": إن توقف الحركة التجارية والنقل بين العراق والأردن وسورية بعد سيطرة داعش على الأنبار، يشل تجارة العراق بالكامل، إذ من غير الممكن إيجاد طرق برية بديلة غير التي فُقدت.

المساهمون