ممتلكات تكريت للبيع في "أسواق الغنائم"

ممتلكات تكريت للبيع في "أسواق الغنائم"

29 مايو 2015
قوات الحشد تستولي على ممتلكات المدينة وتعتبرها "غنيمة"(Getty)
+ الخط -
لم تتوقف بعد عمليات السرقة والنهب التي تنفذها مليشيات الحشد الشعبي في مدينة تكريت بالعراق، بعدما سيطرت على أجزاء واسعة منها، ما خلق أسواقاً جديدة تُعرف باسم "أسواق الغنائم".
وانتشر هذا النوع من الأسواق في مناطق جنوب العراق وشرق بغداد، وهي أماكن تعج بآلاف الوحدات من الأجهزة الكهربائية والأثاث المنزلي والسيارات، يقول مطلعون إن مصدرها منازل المواطنين في مدينة تكريت.
واستباحت مجموعات من قوات الحشد الممتلكات الموجودة في منازل مواطني تكريت، بعدما حصلت على فتاوى من بعض رجال الدين الموالين للجناح الإيراني في البلاد، تُفيد بأن هذه الممتلكات غنيمة لهم.
لكن هذه البضائع خلّفت نوعا من "حرب الفتاوى" حول مدى مشروعيتها، ما دفع المواطنين إلى التفريق بين أسواق الغنائم "الحرام" و"أسواق الحلال"، وهذه التي تخلو من البضائع المسروقة من تكريت.
ويقول مدير منظمة السلام لحقوق الإنسان في العراق، محمد علي، لـ"العربي الجديد": "أكثر من 12 ألف منزل في تكريت سرقتها المليشيات حتى الآن في أحياء القادسية والأربعين والمعلمين والسوق والعسكري والجمهوري وتكريت الجديدة، فضلا عن عشرات القصور والفلل الفخمة والدوائر الحكومية والمزارع الخاصة والمتاحف والمتاجر والمولات والمجمعات التجارية الكبيرة". وأضاف أن أغلب هذه المسروقات يتم نقله إلى أسواق الجنوب العراقي، حيث موطن أغلب عناصر المليشيات.
وذكر أنه كان على الحكومة مداهمة هذه الأسواق واعتقال الباعة والمشترين وإعادة ممتلكات المواطنين العراقيين. وتشهد أسواق الغنائم إقبالاً كثيفاً من مواطنين وجدوا فيها ضالتهم بأسعار رخيصة، مقارنة بأسواق الحلال.
وحسب ما ذكرت مصادر من التجار لمراسل "العربي الجديد"، فقد عمدت عناصر من الحشد الشعبي مؤخراً، إلى اتباع طريقة أكثر سهولة في إفراغ منازل المدينة من ممتلكاتها، عبر الاتفاق مع تجار التجزئة على شراء البضائع وهي في أماكنها داخل المنازل أو المتاجر، وهو ما يُعرف بلهجة أهالي جنوب العراق بـ"الكَبالة"، وتعني شراء البضائع على حالتها في مكامنها. ويتولى التاجر في هذه الحالة نقل البضائع إلى السوق.
وعلى الرغم من مساعي رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، لوقف عمليات النهب في المدينة، إلا أنها ما زالت مستمرة ولكن بشكل أكثر تنظيما ما يستفز وسائل الإعلام المستقلة بالبلاد ويدفعها إلى إعادة إثارة القضية.
وقال أحد الناشطين العراقيين، فضّل عدم الكشف عن اسمه: "الشاحنات تتوقف عند مدخل المدينة وأصحابها يشترون بضائع شوارع كاملة من مليشيات الحشد الشعبي، ثم يدخلون المنازل لتحميل البضائع في حماية القوات".

المساهمون