خلافات طهران وأنقرة أكبر من الغاز

خلافات طهران وأنقرة أكبر من الغاز

16 يونيو 2015
حقل غاز إيراني (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

رغم أن المصالح التجارية تعلو في كثير من الأحيان على الخلافات السياسية، وأن الخيار الأسهل لتصدير الغاز الإيراني يمر عبر تركيا، لكن هناك عقبات سياسية ومالية تعترض هذا الخيار.

وحسب خبراء غربيين، فإن على إيران أن تقدم تنازلات لتركيا إذا كانت ترغب فعلاً في تصدير الغاز إلى أوروبا عبر تركيا.

أول هذه التنازلات، حسب خبراء، هو عرض سعر مقبول للغاز الذي تبيعه لتركيا والاتفاق معها على التعرفة أو رسوم مرور الغاز الطبيعي عبر الأراضي التركية، وحتى الآن لم تتم تسوية خلافات الرسوم وسعر الغاز الإيراني المصدر لتركيا.

أما العامل السياسي فيخص التدخل العسكري والسياسي الإيراني في شؤون المنطقة وهو ما ترفضه تركيا بقوة. وهذا الخلاف يعرقل مصالح تركيا التجارية ويخلق لها متاعب على طول حدودها العربية، وبالتالي فهو خلاف جوهري واستراتيجي بالنسبة لحكومة أنقرة.

وتصدر إيران حالياً كميات قليلة من الغاز إلى تركيا، لكن أنقرة غير راضية عن السعر الذي تبيع به إيران الغاز للشركات التركية.

يذكر أن إيران تعاقدت أخيراً مع سلطنة عمان، كما تعكف حالياً على تصدير الغاز إلى العراق ومدت أنبوبا لهذا الغرض ولكن تعترضه عقبات فنية. وقد تأجل وصول الغاز الإيراني ربما لبضعة شهور بعد أن كان يفترض أن يتدفق على العراق بنهاية الشهر الماضي.

وما لم تحل هاتان العقبتان، فإن خطط زيادة تصدير الغاز الإيراني تصبح أوهاماً على المدى القصير على الأقل.

وقال الخبير التركي بشركة "إف جي إي" الدولية لاستشارات الطاقة، جنيد كازوك أوغلو، إن خط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول "تاناب" هو الأنبوب الأكثر منطقية لتصدير الغاز الإيراني إلى البلدان الأوروبية.

وأوضح أوغلو، أن على إيران التركيز على خط "تاناب"، حيث إنه مشروع يهدف لنقل الغاز الآذري إلى أوروبا عبر (جورجيا - تركيا) مروراً ببلغاريا، وذلك من أجل الانفتاح على أوروبا. ويبدأ "تاناب" نقل الغاز في عام 2019.

ولدى إيران حدود مع تركيا تتيح لها إمكانية الوصول إلى خط "تاناب" مباشرة، وبذلك لن تحتاج إلى تكبد كلف بناء منشآت جديدة. ويلاحظ أن خط أنابيب "السيل التركي" أو "ساوث ستريم"، الذي يستهدف نقل الغاز الروسي إلى أوروبا، غير مناسب من الناحية الجغرافية لنقل الغاز الإيراني إلى أوروبا.

وكانت إيران تأمل سابقاً في تصدير الغاز إلى أوروبا عبر خط "ساوث ستريم"، لكن روسيا ألغت هذا الخط الذي كان مخططاً له أن يمر تحت البحر الأسود لتصدير الغاز إلى جمهوريات البلقان والمجر والنمسا وإيطاليا.


اقرأ أيضاً: أردوغان في إيران.. مصالح التجارة تعلو على خلافات السياسة