مصر تَحجب إيرادات قناة السويس للشهر الثالث

مصر تَحجب إيرادات قناة السويس للشهر الثالث

01 أكتوبر 2015
من حفل افتتاح التفريعة الجديدة لقناة السويس (أرشيف/Getty)
+ الخط -


أثار تعتيم الحكومة المصرية على بيانات الدخل وحركة السفن في قناة السويس منذ افتتاح التفريعة الجديدة تساؤلات في الأوساط الاقتصادية، فالعادة أن الحكومة تحرص على نشر هذه البيانات.

وواصلت الحكومة المصرية حجب تقارير الملاحة والإحصائيات الرسمية الخاصة بمعدلات الإيرادات الشهرية وأعداد وحمولات السفن المارة بقناة السويس للشهر الثالث على التوالي ومنذ شهر يوليو/تموز.

وحجبت الحكومة في موقعها الرسمي نشر البيانات الخاصة بإيرادات القناة عن أشهر يوليو وأغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول من العام الجاري، في سابقة تعد الأولى من نوعها. وكانت الحكومة تحرص على نشر التقارير الرسمية شهرياً.

وحسب المعايير العالمية، فإن قناة السويس مطالبة بالكشف عن بياناتها الشهرية باعتبارها أهم ممر ملاحي حول العالم.

ويأتي حجب الحكومة المصرية وهيئة قناة السويس لنشر تقارير الملاحة بالقناة تزامناً مع تصريحات صحافية يطلقها مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، بارتفاع معدلات أعداد السفن والحمولات بعد افتتاح المجرى الجديد بقناة السويس والذي بلغت تكاليف إنشائه نحو 4 مليارات دولار، طبقا للتصريحات الرسمية.

وكانت آخر الإحصائيات الرسمية التي نشرتها الحكومة المصرية في نهاية يونيو/ حزيران الماضي أكدت أن عائدات قناة السويس خلال النصف الأول من العام الجاري بلغت 2.538 مليار دولار، بتراجع 1.3% عن عائداتها خلال الفترة نفسها من العام الماضي والبالغة 2.572 مليار دولار .

وفي تفسيره لأسباب توقف قناة السويس عن نشر بيانات الإيرادات الشهرية والحمولات المجمعة لآخر 3 أشهر، قال الخبير الاقتصادي عبد الحافظ الصاوي، إن هذا التوقف يعني أن ثمة مؤشرات سلبية تخص إيرادات القناة، ولا ترغب الحكومة في نشرها.

وأضاف لـ"العربي الجديد"، أن هذا الأسلوب الحكومي يؤكد هواجس أثارها باحثون إبان الإعلان عن تنفيذ مشروع توسعة قناة السويس، حيث ذكروا أن لجوء النظام المصري للاقتراض المحلي، سببه الرئيس غياب المعايير المالية التي تؤيد موقف الحكومة في الاقتراض الخارجي للمشروع، وبالتالي فالحكومة كانت مضطرة للجوء للداخل، وليس بدافع وطني كما تم الترويج له وإنما بدافع غياب الجدوى.

اقرأ أيضاً: تصريحات السيسي تثير تضارباً حول تكلفة وإيرادات قناة السويس

وتقول مصادر بهيئة قناة السويس إن إيرادات القناة تشهد تراجعاً في معدلاتها رغم أن أعداد وحمولات السفن خلال الثلاثة أشهر الماضية تشهد زيادة، وذلك بسبب انخفاض قيمة وحدة حقوق السحب الخاصة (العملة الحسابية لصندوق النقد)، التي يتم بها حساب الإيرادات، والتي يعتمدها صندوق النقد الدولي.

وقالت المصادر إن سلّة العملات تضم عملات اليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني والدولار، مؤكدة أن حقوق السحب الخاصة تحدد قيمتها بالدولار.

وقالت إحصائية الملاحة الرسمية الصادرة عن هيئة قناة السويس إن أعداد السفن التي مرت بقناة السويس خلال الفترة من أول يناير/ كانون الثاني وحتى نهاية يونيو من العام الجاري بلغت 8556 بزيادة 5.2% عن الفترة نفسها من العام الماضي والتي بلغت 8133 سفينة.
 
وأكدت الإحصائية أن حمولات السفن المارة بالقناة خلال النصف الأول من العام الجاري بلغت 488 مليوناً و271 ألف طن، بزيادة 6.3% عن حمولات السفن المارة بالقناة خلال الفترة نفسها من العام الماضي والتي بلغت 459 مليوناً و610 آلاف طن.

وكان الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، أعلن أن الزيادة المتوقع أن تحققها قناة السويس في عائداتها خلال عام 2015 ستصل إلى 6.018 ملايين دولار بعد تشغيل التفريعة الجديدة .

وقال مصدر قريب من هيئة قناة السويس إن القناة مؤسسة اقتصادية تدير ممراً ملاحياً عالمياً، وايراداتها تمثّل أحد أهم مصادر الدخل القومي في مصر بعد السياحة والصادرات وتحويلات المغتربين، وهو ما يلزم الحكومة الإعلان عن الإيرادات بصفة دورية، سواء بشكل شهري أو ربع سنوي، وذلك كنوع من الشفافية وكبروتوكول متعارف عليه لمثل هذه المؤسسات الاقتصادية التي تودع إيراداتها بالكامل في البنك المركزي.

 
اقرأ أيضاً: وكالة "موديز" تستبعد تحقيق الإيرادات المتوقعة من قناة السويس

المساهمون