"مكوجي رِجل"... مهنة مصرية شاقة يرفض الآباء توريثها للأبناء

"مكوجي رِجل"... مهنة مصرية شاقة يرفض الآباء توريثها للأبناء

القاهرة

عبدالله عبده

avata
عبدالله عبده
17 يونيو 2020
+ الخط -
لا يزال الحاج المصري جمال عليوة، البالغ من العمر 75 عامًا، وهو صاحب محل "مكوجي رِجل"، يمارس مهنته التي عشقها رغم حاجتها إلى قوة جسدية، إذ تعتمد على تحريك قدمه أداة كي حديدية وزنها 25 كيلوغراماً.

ويقول عليوة لـ"العربي الجديد"، أشتغل بمهنة "مكوجي رجل" منذ 65 عامًا، فقد تعلمتها من والدي منذ أن كان عمري 9 سنوات، وتعتمد في الأساس على تحريك أداة الكي بضغط وقوة القدم، أما اليدان فتستخدمان في توجيه "المكواة".

ويضيف: مكوى القدم تستخدم لكي جميع أنواع الملابس، خاصة الملابس ذات الأقمشة الثقيلة كالأقمشة الصوفية والمعاطف الشتوية، وألبسة القوات المسلحة والشرطة، والعباءات، وكذلك الجلابيب المحاكة على الطراز العربي، والمطرزة بالأشرطة والأقطنة.
ويوضح عليوة أنه رغم قلة الإقبال عليها، لتناقص أعداد ترزية الملابس العربي، إلا أنها مازالت مربحة، فتكلفة كي الجلباب البلدي أول مرة (للضغط على الأشرطة والأقطنة) 35 جنيهًا، بعدها تكوى القطعة الكبيرة بـ10 جنيهات، والصغيرة بـ5 جنيهات.


ويلفت الحاج جمال إلى أن المهنة في طريقها للانقراض، لأن أصحابها يرفضون توريثها لأبنائهم، من منطلق أنها متعبة صحيًا وتؤثر على العمود الفقري، نتيجة الانحناء على المكوى.
ويتذكر الحاج جمال، أنهم كانوا قبل الأعياد بـ15 يومًا، يمكثون في محلاتهم ليل نهار، لا يذهبون لبيوتهم، حتى عصر يوم العيد، لكي ينتهوا من طلبات الترزية والأفراد.

المساهمون