روسيا تتقبل خفض إنتاج النفط وتفاوض السعودية على التفاصيل

روسيا تتقبل خفض إنتاج النفط وتفاوض السعودية على التفاصيل

29 نوفمبر 2018
نوفاك والفالح... وخوض في التفاصيل (فرانس برس)
+ الخط -

نقلت "رويترز" عن مصدرين في قطاع النفط، قولهما إنه أصبح لدى روسيا قناعة متزايدة بالحاجة إلى خفض إنتاج النفط جنبا إلى جنب مع "منظمة الدول المصدرة للبترول" (أوبك)، لكنها ما زالت تتفاوض مع السعودية أكبر منتج في المنظمة، بشأن موعد أي خفض محتمل وحجمه.

وعقدت وزارة الطاقة الروسية اجتماعا مع رؤساء الشركات الروسية المنتجة للنفط يوم الثلاثاء، قبيل اجتماع (أوبك) وحلفائها في فيينا يومي الخميس والجمعة المقبلين.

وقال مصدر مطلع على المحادثات بين شركات النفط الروسية والوزارة، "فكرة الاجتماع كانت أن روسيا بحاجة إلى إجراء خفض. السؤال المحوري هو عن السرعة والحجم"، مضيفاً أن "الغالبية اتفقت على أنه لا يمكننا الخفض فوراً، بل يحتاج الأمر إلى عملية تدريجية مثل المرة الماضية"، فيما أحجمت وزارة الطاقة الروسية عن التعليق.

وامتنعت شركتا النفط الروسيتان "روسنفت" و"غازبروم" نفط عن التعليق، بينما لم تستجب "لويك أويل" و"تاتنفت" و"سورغوت نفط غاز" و"نوفاتك" على الفور لطلب بالتعقيب.

وتكبح (أوبك) وحلفاؤها بقيادة روسيا، الإنتاج بموجب اتفاق جرى التوصل إليه في أواخر 2016 لدعم أسعار النفط.

ووافقت موسكو على خفض إنتاجها 300 ألف برميل يومياً، أو سدس إجمالي الخفض المتفق عليه البالغ 1.8 مليون برميل يومياً، لكن الشركات الروسية استغرقت شهوراً حتى تصل إلى هذا المستوى من الخفض.

والآن، تقترح الرياض على (أوبك) وحلفائها خفض الإنتاج، بمقدار مليون برميل يومياً من يناير/ كانون الثاني 2019 لوقف هبوط الأسعار، مع تراجع خام القياس العالمي برنت إلى دون 59 دولاراً للبرميل هذا الأسبوع، من 85 دولاراً في أكتوبر/ تشرين الأول، بسبب القلق من تخمة محتملة في المعروض.

وإذا تحملت روسيا النسبة نفسها في مثل هذا الخفض مثلما فعلت في الاتفاق القائم، فإن نصيبها في الخفض سيبلغ 166 ألف برميل يومياً.

وقال المصدر: "تردد أيضاً أن الخفض بنسبة السدس هذه المرة يبدو مطلباً صعباً"، فيما قال مصدر ثان مطلع على المناقشات: "نحتاج إلى الخفض، لكننا لا نريد أن نخفض بكمية كبيرة".

وستجتمع (أوبك) وحلفاؤها وسط قلق من تباطؤ الاقتصاد العالمي، وزيادة إمدادات النفط من الولايات المتحدة، وهي ليست مشاركة في الاتفاق القائم.

وتواجه السعودية ضعوطاً متجددة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي طلب من الرياض أن تحجم عن خفض الإنتاج وتساهم في دفع الأسعار لمزيد من التراجع.

عقدة جريمة خاشقجي

وما قد يعقّد أي قرار بخصوص إنتاج النفط في محادثات الأسبوع القادم، الأزمة التي أثارها مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول. إذ يساند ترامب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رغم دعوات الكثير من السياسيين الأميركيين لفرض عقوبات قاسية على الرياض.

ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الأمير محمد بن سلمان خلال قمة مجموعة العشرين، التي سيحضرها ترامب أيضاً، فيما لم تبد موسكو حتى الآن التزاماً بأي خفوضات جديدة في الإنتاج.

وقال بوتين أمس الأربعاء، إن روسيا على اتصال بـ(أوبك)، لكن موسكو راضية بسعر النفط عند 60 دولاراً للبرميل. وكان الرئيس الروسي قال من قبل إنه سيكون راضياً بسعر للنفط عند 70 دولاراً.

وتابع بوتين: "نحن على اتصال بـ(أوبك)، ومستعدون لمواصلة جهودنا المشتركة إذا اقتضت الضرورة".

وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أمس الأربعاء، إن بلاده لن تخفض إنتاج النفط وحدها. كما قال اليوم على حسابه بموقع "تويتر"، إنه التقى نظيره الأرجنتيني خافيير إيغواسيل وتباحثا بخصوص السوق النفطية.



وذكر الفالح أنهما ناقشا "أوجه التعاون والاستثمار بين البلدين في الشأن النفطي، ووجهات النظر حول أسواق النفط، وأهمية استمرار جهود المنتجين لاستقرارها".

بدورها، قالت "جيه.بي.سي" لاستشارات الطاقة في مذكرة: "في العموم، لدينا تحفظات بشأن احتمالية التعاون هذه المرة على غرار ما حدث في 2016، لكن الموقف الروسي سيكون حاسماً بلا شك".

موقف الكويت

وزير النفط الكويتي بخيت الرشيدي، قال اليوم الخميس، إن (أوبك) قادرة على تلبية الطلب على النفط في السوق، وإن ما يهم المنظمة هو استقرار أسواق الخام بشكل خاص.

وأضاف الرشيدي في تصريحات للصحافيين لدى تفقده محطة الشقايا للطاقة المتجددة، أنه يتوقع زيادة الطلب العالمي على الخام بين 1.4 و1.5 مليون برميل يومياً سنوياً.

وقال إن الاجتماع المقبل لـ(أوبك) سيدرس العرض والطلب ثم يقرر زيادة أو خفض إنتاج الخام.


(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون