العيد ينعش الحجوزات في فنادق المغرب

العيد ينعش الحجوزات في فنادق المغرب

24 اغسطس 2018
العيد ينشّط الحركة السياحية (Getty)
+ الخط -
قطع الطباخ في فندق كبير بمراكش، محمد أمين، إجازته السنوية والتحق، يوم عيد الأضحى، بمقر عمله، من أجل المساعدة في الاستجابة لطلبات الزبائن، الذين حجزوا بكثرة هذا العام لقضاء الموسم في ذلك الفندق. 

يؤكد أمين، لـ"العربي الجديد"، أن نسبة إشغال الفندق من فئة خمس نجوم الذي يعمل فيه وصلت إلى 100%، بمناسبة العيد. وهي نسبة لا يحققها الفندق سوى في احتفالات رأس السنة الميلادية.

يشير إلى أن المؤسسة الفندقية التي يعمل فيها لا تقبل إتيان الزبائن بالأضاحي من أجل نحرها هناك، بينما تسمح فنادق أخرى بذلك، حيث توفر لزبائنها كل الظروف التي تجعلهم يشعرون بأنهم يحيون عيد الأضحى في جو عائلي.

ولا تكتفي فنادق أخرى في المغرب باقتراح عروض تشعر الأسر بعدم بعدها عن منازلها، فهي تقبل بإتيان الأسر بالأضاحي، حيث تضمن نحرها وتقطيعها وحفظها من أجل تسليمها لأصحابها عند عودتهم إلى مدنهم.

واقترح فندق من فئة خمس نجوم بمراكش عرضا للإيواء يبدأ من 70 دولارا، مضافا إليه 30 دولاراً، كمقابل لوجبة تحيل على احتفالات المغاربة بالعيد، وعرض فندق آخر خصما يصل إلى 40%، مع إغراء الزبائن بأجواء عيد فريدة.


ولم تتردد فنادق أخرى، لمواجهة المنافسة، في تقديم عروض تأخذ بعين الاعتبار عيد الأضحى، مع وعد بإعفاء طفل من أبناء الأسر من دفع تكاليف الإقامة. وتقترح فنادق حفلات لفائدة الكبار، مع الالتزام بتوفير وسائل الترفيه للأطفال.

وأشار استطلاع للرأي أنجزه مكتب الدراسات "لارغوس" وأعلن عن نتائجه في الأيام الأخيرة، إلى أن 45% من المغاربة يحتفلون بالعيد في منازلهم، بينما يُحيي 40% منهم تلك الشعيرة مع الأقارب.

وتجلّى من استطلاع الرأي الذي شمل 300 من الأسر، أن 14% من المغاربة يفضلون قضاء العيد في الفنادق أو المنازل الثانوية التي يملكونها.

ويتوقع المرشد السياحي محمد هندير، أن يستمر إقبال الأسر على قضاء العيد في الفنادق، والإقامة السياحية في المدن الساحلية والمناطق الجبلية، في ظل ارتفاع درجات الحرارة بالمغرب في هذا الصيف.

ويشير هندير، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن العديد من الأسر استأجرت منازل أو حجزت في فنادق بالمنطقة الجبلية القريبة من مدينة مراكش، حيث شرعت في الإقبال على المنطقة منذ يوم السبت الماضي.

ويتزامن عيد الأضحى هذا العام مع فترة الإجازات السنوية والعطلة المدرسية، ما يشجع الأسر من الطبقة المتوسطة على قضاء العيد بعيدا عن منازلها.

وتدين العديد من المدن السياحية المغربية للسياح المحليين، الذين أضحوا أكثر ميلا للسفر، فهم يتقدمون على السياح الأجانب الذين زاروا مدينة أغادير مثلا، وإن جاؤوا في المركز الثالث في ليالي المبيت.

وتجلى، في الأعوام الأخيرة، أن المغتربين والسياح المحليين ساهموا كثيرا في إنعاش ذلك القطاع، هذا ما تؤكده بيانات وزارة السياحة، التي تفيد بأن الإنفاق على السياحة يمثل حوالي 5.6% من مجمل إنفاق الأسر.

وأفادت دراسة أنجزت في فترة سابقة أن إنفاق المغاربة على السياحة الداخلية، تجاوز 3.5 مليارات دولار في العام الواحد، وهو رقم يؤشر إلى انتعاش حركة السفر داخل البلاد.

ويرى مراقبون أن مساهمة المحليين في السياحة جيدة، إلا أنه لا يتوفر مخطط من أجل الأخذ بعين الاعتبار احتياجات الأسر المغربية، فلم يتم إنجاز سوى ثلاث محطات سياحية من بين ست محطات، كانت برمجت في إطار مخطط "بلادي" الذي يستهدف السياح المحليين.

ويرى المسؤول في وكالة للأسفار، خالد بنعمر، لـ"العربي الجديد"، أن الفنادق المغربية والإقامات السياحية، يمكنها تقديم عرض مناسب للسياح المغاربة، إذا ما جرى التركيز على توزيع المنتج، كي تستفيد الأسر المغربية من أسعار منخفضة، كما السياح الأجانب الذين يأتون إلى المملكة في إطار الرحلات المنظمة.

المساهمون