تركيا تبحث عن أسواق بديلة لتعويض وارداتها من روسيا

تركيا تبحث عن أسواق بديلة لتعويض وارداتها من روسيا

06 ديسمبر 2015
ميناء أنقرة التركي (فرانس برس)
+ الخط -

 

بدأت العديد من القطاعات في تركيا، البحث عن أسواق بديلة، لتعويض الخسائر المحتمل حدوثها نتيجة إعلان موسكو عن جملة عقوبات اقتصادية ستفرضها بحق تركيا، إثر حادثة إسقاط مقاتلتها التي انتهكت الأجواء التركية في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ووفقاً لمعلومات نشرتها وكالة "الأناضول"، فإنّه: "من المحتمل أن تكون دول أوروبا والشرق الأقصى، وأفريقيا وأميركا الجنوبية، أسواقاً جديدة لتركيا".

وأعلنت روسيا أنها ستفرض اعتباراً من الأول من يناير/كانون الثاني المقبل، حظراً على عدد من أنواع الخضار والفواكه الطازجة التي تستوردها من تركيا، وعلى رأسها الطماطم والبصل والبروكولي والقرنبيط والخيار، إضافة إلى البرتقال والتفاح والإجاص والفراولة والعنب.

ويزيد إجمالي قيمة المواد التي سُيحظر استيرادها من تركيا، عن 750 مليون دولار، فيما تبلغ قيمة الصادرات التركية إلى روسيا من الخضار والفواكه الطازجة، ملياراً و270 مليون دولار، حيث ستطرح تركيا هذه المنتجات في أسواقها الداخلية، وعدد من أسواق أوروبا الشرقية ودول الشرق الأقصى.

وذكر مسؤولون أتراك في قطاع إنتاج اللحوم البيضاء، أنّ: "السوق الروسية لا تُعدّ من الأسواق الهامة بالنسبة لهم، وأنّه بإمكان قطاعات الملابس والجلود والنسيج، تعويض خسائرها، عن طريق التصدير إلى بلدان أخرى".

وفي ما يخص قطاع المقاولات، أوضح القائمون على هذا القطاع أنّ: "تركيا لديها استثمارات تقدر بمليارات الدولارات في روسيا، وأنّ أكثر من 10 آلاف عامل تركي يعملون في روسيا"، لافتين في هذا السياق، إلى أنّه: "بإمكان قطاع الإنشاءات، التوجه نحو الأسواق في أفريقيا، وإيران وأميركا الجنوبية".

وأوضح مسؤولو القطاع، أن: "سيتم الاستفادة من أسواق قطر والمملكة العربية السعودية وشمال العراق والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، في مجال المقاولات وتصدير المواد الزراعية إلى أسواق هذه البلدان".

ومن المنتظر أنّ يتم تفادي الخسائر المحتملة عن تراجع توافد السياح الروس إلى تركيا، من خلال التركيز على السياح القادمين من أوروبا، حيث أوضح المسؤولون في هذا القطاع، أنّ إلغاء تأشيرة الدخول بين تركيا ودول الاتحاد، سيساهم في زيادة عدد السياح الأوروبيين القادمين إلى تركيا.

اقرأ أيضاً: أردوغان: نحن من أوقفنا مشروع السيل التركي وليس الروس

وقال رئيس مجلس إدارة العلاقات الاقتصادية الخارجية، عمر جهاد فاردان، أنّ: "الإجراءات الاقتصادية التي ستتخذها روسيا ضدّ تركيا، ستعود بالضرر إلى كلا الطرفين".

وأوضح فاردان، أنّ: "الصادرات التركية إلى روسيا تراجعت بنسبة وصلت إلى حدود 40 بالمئة خلال العام الجاري، وذلك نتيجة للمشاكل الاقتصادية التي تعاني منها الأسواق الداخلية في روسيا".

وأضاف أن: "الخسائر المحتملة في قطاع السياحة، مقارنة مع قيمة الصادرات التركية، لا تعادل 1% من الناتج القومي الإجمالي للبلاد.. تركيا ستعمل على تعويض هذه الخسارة، عبر الانفتاح على الأسواق الأخرى مثل أفريقيا أو أميركا الجنوبية أو إيران.. تركيا تعوّل كثيراً على الدول الأوروبية لتعويض هذه الخسارة".

بدائل في ما يخص الواردات

وفي ما يخص المواد التي تستوردها تركيا من روسيا، فإنّ مادة زيت بذور عبّاد الشمس، تأتي في مقدمة المواد التي تستوردها تركيا من روسيا، فقد بلغت قيمة الصادرات الروسية إلى تركيا من هذا الصنف خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، 601 مليون دولار، ويعادل هذا الرقم 41% من إجمالي المستوردات التركية من الزيوت النباتية الحيوانية البالغة قيمتها الإجمالية مليارا و465 مليون دولار.

وفي هذا السياق، قال رئيس جمعية مصانع الزيوت النباتية، طاهر بويوك هلواجي غيلر، إنّ: "روسيا ليست الدولة الوحيدة التي يمكن استيراد الزيوت النباتية منها"، مشيراً إلى أنّ الممارسات الروسية ضد رجال الأعمال الأتراك مؤخراً، لا تتوافق مع القيم الإنسانية.

وذكر أن: "إنتاج تركيا من مادة الزيوت النباتية، يبلغ 1.2 مليون طن.. نستهلك سنوياً ما يقارب 2.5 مليون طن، ونعلم أنّ روسيا وأوكرانيا من البلدان المهمة بالنسبة لاستيراد هذه المادة، لكن روسيا ليست الدولة الوحيدة التي يمكننا استيراد الزيوت النباتية منها، ويمكننا أن نؤمّن احتياجاتنا من هذه المادة من أوكرانيا وبلغاريا ورومانيا ومولدافيا والأرجنتين".

ويحتل قطاع الحبوب حيزاً مهماً في العلاقات التجارية بين تركيا وروسيا، فقد بلغت قيمة الصادرات الروسية إلى تركيا من هذه المادة حتى نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، 718 مليون دولار، أي ما يعادل نصف قيمة المستوردات التركية الإجمالية من الحبوب، والبالغة مليارا و446 مليون دولار.

وأفادت رئيسة جمعية موردي الحبوب، غولفم أرن، أنّ: "تركيا تشتري القمح والذرة بأسعار مخفضة من روسيا، وأنّ تركيا ستضطر للتوجه إلى أسواق أخرى في حال أوقفت روسيا تصدير هذه المواد إلى تركيا"، مشيرةً في الوقت ذاته، إلى أنّ أوكرانيا ودول الاتحاد الأوروبي، ستكون على رأس الأسواق البديلة لروسيا في ما يخص استيراد الحبوب.


اقرأ أيضاً:
تركيا ترفض العقوبات الاقتصادية الروسية
داود أوغلو: العقوبات الاقتصادية لن تتمكن من تركيع تركيا

المساهمون