توجّه الأردن إلى رفع أسعار الخبز يؤجج الاحتجاجات

توجّه الأردن إلى رفع أسعار الخبز يؤجج الاحتجاجات

14 مايو 2015
تحذيرات للحكومة الأردنية من خطورة رفع أسعار الخبز(فرانس برس)
+ الخط -
صبّت أحزاب ونقابات عمالية ووسائل إعلام أردنية جام غضبها على حكومة بلادها، إثر إعلان رئيسها، عبدالله النسور، الاثنين الماضي، عن عزمه رفع الدعم عن الخبز، ما يهدد برفع سعر هذه المادة الحيوية، وذلك رغم تعهد النسور بتقديم دعم مباشر للمواطنين لتفادي الغلاء.

وقد طالبت الفعاليات الأردنية الحكومة بعدم رفع الدعم عن الخبز، لكونه سيزيد الأعباء المعيشية ويثقل كاهل المواطنين، حيث يعتبر رغيف الخبز مادة أساسية في موائد الفقراء.

وأكد أن رفع الدعم عن الخبز سيرفع معدل الفقر ويستنزف دخول الأسر، في وقت عرفت فيه الأسعار قفزات كبيرة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.

وقالت دائرة الإحصاءات العامة (حكومية)، أمس، إن 10.5% من الأسر الأردنية تعيش تحت خط الفقر المقدر بحوالى 516 دولارا شهريا لكل أسرة.

وحذر اتحاد النقابات العمالية المستقلة، اليوم الخميس، في بيان، الحكومة من مغبة الإقدام على رفع أسعار الخبز، معتبرا أن سياسة تخفيض عجز الموازنة عبر رفع الأسعار.

وقال الاتحاد إن "ما أعلنه رئيس الحكومة عن توجهه لرفع الدعم عن الخبز لضمان وصوله للأردنيين سيساهم في رفع أسعاره"، ورأى أن ذلك يعتبر "تجاهلاً لما يمر به الأردن من ترد في الأحوال الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى الظروف السياسية التي تعصف بالمنطقة، وهذا يحتم على الحكومة أن تتوخى الحذر في قراراتها، ونخص بالذكر تلك التي تمس قوت المواطن".

وأشار إلى "ما يعانيه المواطن من ضنك العيش، مما ولد احتقانا شعبياً وصل حداً لا يطاق"، مطالبا الحكومة باتخاذ "إجراءات تخفف العبء عن كاهل المواطن وتقلل من الاحتقان، بدل إصرارها على إصدار قرارات اقتصادية صعبة، متناسية حالة الاحتقان الشعبي التي تسود البلاد، والتي أنتجتها السياسات الاقتصادية والاجتماعية للحكومات المتعاقبة من تهميش وإقصاء لشرائح اجتماعية أساسية في المجتمع وإثقال كاهلها بسبب غلاء المعيشة وتدني الأجور.

وتابع: "الشعب الأردني أثبت، رغم كل أوضاعه الاقتصادية الصعبة، أنه حريص على أمن واستقرار بلدنا، إلا أن الحكومة تحاول أن تدفعه دفعاً باتجاه الانفجار والنزول للشارع نتيجة توجهها إلى رفع أسعار الخبز، الأمر الذي يعني تهديداً صريحاً لأمننا الاجتماعي".



اقرأ أيضا: مستثمرون يزاحمون الفقراء على غسل الموتى في الأردن

ونبه إلى أن الإضرار بـ"قوت المواطن سيدخلنا، إضافة إلى ما نحن فيه، في حالة اقتصادية اجتماعية سياسية معقدة، يثبت يوما بعد يوم أن التوقف عندها أصبح ضرورة حتمية لكل وطني غيور ومخلص، عبر الاعتراف بأن الخيارات السياسية الاقتصادية، التي رتبت هذه التحديات، تحتاج إلى المراجعة والتقييم وإيجاد الحلول الجذرية".

وأصدر حزب جبهة العمل الإسلامي، الجناح السياسي لحركة الإخوان المسلمين في الأردن، بيانا عبر فيه عن اعتراضه على رفع أسعار الخبز وتغيير آلية الدعم القائمة حاليا.

وعنون كتاب مقالات صدرت اليوم بـ"إلا رغيف الخبز"، حيث قال الكاتب فارس حباشنة إن شبح رفع سعر الخبز يحوم فوق رؤوس الأردنيين منذ زمن، وذلك يختصر جملة ظروف صعبة وغامضة وقاسية يتعرض لها رغيف الخبز".

وأضاف: "يمكن القول إن أي قرار يطال رغيف الخبز يمس الأمن الغذائي للمواطنين، رفع سعر كيلو الخبز حل اجتراحي، ما يعني خطف واحد من أبسط الحقوق الطبيعية للإنسان "لقمة العيش"، ومن المفروض أن يكون رغيف الخبز محمياً ومصاناً من قبل الحكومة".

وكتب الكاتب حلمي الأسمر: "يتبارى الكتاب وأصحاب الرأي وبعض النواب في التحذير من الفكرة، بحجة أن رفع أسعار الخبز خط أحمر، والحقيقة أنه لم يعد ثمة خطوط حمراء، فسعر الخبز سيرفع، ولن يحصل شيء، فخدُّ المواطن تعوّد على اللطم، إلى حد فقدان الإحساس، وحتى لو فكر هذا الخد في التمرد على لاطميه، فلن يجد من يناصره من قوى وتنظيمات سياسية، بعد أن "دان" الشارع وقواه للأمنين الناعم والخشن كلاهما! في مسألة الخبز".

وتقدر الحكومة تكلفة دعم المواد التموينية، بما فيها الخبز، خلال العام الحالي، بحوالى 317 مليون دولار.

ويبلغ الدعم الحكومي للخبز 20 قرشا للكيلو، حيث يباع للمواطنين بـ16 قرشا، رغم أن تكلفته تتجاوز 40 قرشا للكيلو.

اقرأ أيضا: الأردن يتجه إلى رفع الدعم عن الخبز

المساهمون