داء "نيوكاسل" يرفع أسعار اللحوم البيضاء في الجزائر

سجلت أسعار اللحوم البيضاء في الجزائر، منذ بداية الأسبوع الجاري، قفزات بلغت أعلى مستوياتها هذه السنة، رغم أن هذه الفترة من السنة، والتي تتزامن مع عيد الأضحى، غالبا ما يقل فيها الطلب على هذا النوع من اللحوم.
وسجل ثمن الكيلوغرام الواحد من الدجاج ارتفاعا بأكثر من 60% في ظرف أسبوعٍ، إذ لامس عتبة الألف دينار (9.09 دولارات) في أسواق العاصمة الجزائرية، كما عرفت أسعار لحم الديك الرومي نفس المصير حيث قفزت إلى 500 دينار جزائري للكيلوغرام الواحد (4.80 دولارات).

ويعزى ارتفاع الأسعار، بحسب ما صرح به تجار في الجزائر العاصمة، لـ "العربي الجديد"، إلى تأثر الدجاج بداء "نيوكاسل" أو ما يُطلق عليه أيضا في بعض الدول بـ "شبه طاعون الدجاج"، وارتفاع أسعار الصيصان ( الكتاكيت أو صغار الدواجن) إلى 130 دينارا (1.08 دولار) أي بزيادة تفوق 50 دينارا للصوص الواحد.
وأرجع عماد جعفري، تاجر لحوم بيضاء، الارتفاع الذي تشهده الدواجن منذ بداية سبتمبر/أيلول الحالي، إلى وصول وباء "نيوكاسل" إلى بعض المناطق، ما أدى إلى نفوق عدد منها وتراجع العرض ما زاد من الأسعار، يضاف إلى ذلك ارتفاع درجات الحرارة في الأيام الأخيرة، ما أثر على العرض.

فيما برّأ مهدي خودري، تاجر آخر، ذمة تجار التجزئة من هذه الزيادة، مؤكدا لـ "العربي الجديد"، أن ارتفاع سعرها لدى المربين وراء ارتفاعها لدى تجار التجزئة، فكل حلقة في السلسلة تضيف هامش ربحها.
وأرجع رئيس المجلس الوطني المهني المشترك لشعبة تربية الدواجن، مومن قالي، السبب الرئيس وراء الارتفاع غير المسبوق في أسعار الدجاج في الأسابيع الأخيرة، إلى أن "المربين لم يحضرُوا الدجاج المبيض بعدما باغتهم وباء نوكاسل"، مضيفا أن وزارة الفلاحة مطالبة بالتدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

واعتبر رئيس الجمعية الجزائرية للتجار والحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار، أن هذا الارتفاع الكبير في سعر اللحوم البيضاء، راجع إلى "نقص العرض الذي خلفه وباء نيوكاسل"، بالإضافة إلى تقليص المربين لطاقة الإنتاج في هذه المرحلة من السنة والتي تلي رمضان وقبيل عيد الأضحى لتزامنها مع شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول الحارين.
واستبعد رئيس الجمعية في حديث لـ "العربي الجديد"، أن تكون المضاربة وراء ارتفاع أسعار الدجاج، مستشهدا بالسعر الذي سجلته لحوم الدجاج قبل شهرين بعدما نزلت تحت عتبة 200 دينار للكيلوغرام.

ويبلغ مجمل ما يستهلكه الجزائريون من اللحوم البيضاء 400 ألف طن سنويا، في وقت يبلغ الإنتاج المحلي حوالي 300 ألف طن سنويا.