فرنسا تطمح لتكريس موقعها كمنصة لأنشطة الشركات في أفريقيا

فرنسا تطمح لتكريس موقعها كمنصة لأنشطة الشركات في أفريقيا

23 سبتمبر 2016
الاقتصاد الفرنسي يسعى للتمدد (جان افرارد/ فرانس برس)
+ الخط -

تسعى فرنسا التي تراهن على موقعها الجغرافي عند ملتقى القارتين الأوروبية والأفريقية، والتي ترتكز على علاقاتها المميزة مع عدد كبير من الدول الأفريقية، إلى فرض نفسها كمنصة للشركات الأجنبية الكبرى في اتجاه أفريقيا.

وقال آلان بينتيجاك رئيس اللجنة الوطنية لمستشار التجارة الخارجية الفرنسية لوكالة "فرانس برس": "من المهم بالنسبة للعديد من المجموعات الدولية الكبرى، أن تشكل فرنسا منصة لأنشطتها الأفريقية".

وثمة عدد متزايد من الشركات الأجنبية الكبرى التي تختار فرنسا مركزاً لقيادة عملياتها في أفريقيا، وبينها فيديكس وتويوتا وريو تينتو وسواها.

 

شركات عملاقة

ويتولى الفرع الباريسي من مجموعة "ميتسوبيشي هيفي إنداستريز" اليابانية العملاقة للطيران والطاقة منذ أيلول/سبتمبر 2015 تأمين الاستراتيجية والدعم التجاري لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.

وقال المتحدث باسم المجموعة كينغو تاتسوكاوا لوكالة "فرانس برس": "نرى على ضوء القوة التقليدية للشركات الفرنسية في أفريقيا، فرصا لعقد شراكات مع هذه الشركات من أجل مشاريعنا في أفريقيا"، القارة التي تنطوي على أكبر وعود بالنمو في العالم.

وفي أفريقيا جنوب الصحراء، فإن حصص السوق للقوة المستعمرة السابقة تراجعت بالطبع إلى النصف خلال عشر سنوات (4% عام 2015 مقابل أكثر من 7% في 2005)، لحساب الدول الناشئة الكبرى، وخصوصاً الصين التي ارتفعت حصتها من السوق خلال عقد من 8% إلى حوالي 22%.

ورغم كل ذلك، لا تزال الصادرات الفرنسية إلى القارة الأفريقية ترتفع وقد حققت زيادة بنسبة 4% خلال 2005.

كما لفت رئيس معهد أفريقيا-فرنسا، رئيس وزراء بنين السابق ليونيل زينسو إلى أن "الكثير من الشركات الفرنسية المتمركزة منذ زمن طويل في أفريقيا تزيد استثماراتها في القارة" مثل شركة دانون.

معرفة الأسواق

وأوضح أنه "خلافاً لما يعتقد العديد من المراقبين، تعمل فرنسا الآن مع كامل أفريقيا، وليس فقط مع الاقتصادات الفرنكوفونية ودول إمبراطوريتها السابقة".

وتركز فرنسا قسماً من جهودها في القوى الاقتصادية الكبرى في القارة؛ أي نيجيريا وجنوب أفريقيا ومصر، في تطور لم تغفل عنه المجموعات الدولية الكبرى. وقال زينسو بهذا الصدد "قبل عشرين عاماً، كان الوضع أكثر استقطاباً بكثير".

وأوضحت موريال بينيكو المديرة العامة لوكالة "بيزنس فرنسا" العامة المكلفة الترويج لموقع فرنسا لدى المستثمرين الدوليين "من بين الدول الأوروبية، إننا البلد الذي يصدر أكبر قدر من البضائع إلى الدول الأفريقية، ولدينا بالتالي معرفة بالأسواق" يمكن للشركات الأجنبية الاستفادة منها بانتقالها إلى فرنسا.

كما أن فرنسا تؤمن لهذه الشركات "بنى تحتية لوجستية جيدة جداً للتصدير" بحسب موريال بينيكو.

وفي أوروبا، باريس هي أيضاً المنصة الجوية الرئيسية إلى القارة، وتنطلق منها رحلات مباشرة إلى 30 دولة أفريقية، وهذا ما جعل شركة فيديكس للبريد السريع مثلا تختار مطار رواسي-شارل ديغول مركزاً لكل نشاطاتها في منطقة أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط.

ومن الأهداف الأخرى التي تسعى إليها وكالة "بيزنس فرنسا" البدء باجتذاب شركات أفريقيا أيضا إلى فرنسا. وقالت بينيكو "هناك طبقات متوسطة إلى عليا كبيرة في أفريقيا، هناك مجموعات كبيرة وشركات عائلية كبيرة استثمرت بشكل أساسي في بلدانها، لكنها تبدأ أيضا بالنظر إلى ما وراء الحدود". وختمت "إن المعاملة بالمثل أمر مهم من أجل تطوير المبادلات".

المساهمون