اعتذار أردوغان.. خطوة نحو تطبيع العلاقات الاقتصادية مع روسيا

اعتذار أردوغان.. خطوة نحو تطبيع العلاقات الاقتصادية مع روسيا

28 يونيو 2016
"غازبروم" تسعى لاستئناف مشروع السيل التركي (Getty)
+ الخط -

اتجهت الأنظار إلى إمكانية عودة العلاقات الاقتصادية بين تركيا وروسيا إلى طبيعتها، وذلك فور تقديم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اعتذاراً لنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، عن إسقاط الطائرة الحربية في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وبعد ساعات على الاعتذار، كان عملاق الغاز الروسي "غازبروم" أول المبادرين بالإعلان عن انفتاحه أمام الحوار حول استئناف العمل على تحقيق مشروع "السيل التركي" لنقل الغاز إلى أوروبا.

من جانب آخر، أكدت الحكومة الروسية أنه لم تتم مناقشة مسألة عودة السياح الروس إلى المنتجعات التركية بعد.

وعلى عكس المنتجعات التركية التي تعتبر منافسة للوجهات السياحية داخل روسيا، فإن مشروع "السيل التركي" يشكل أهمية بالغة للبلدين، فهو يتيح لروسيا الحد من اعتمادها على أوكرانيا في نقل الغاز إلى أوروبا، ويسمح لتركيا بدورها بتحقيق طموحاتها في أن تصبح مركزاً إقليمياً لعبور الغاز.

ومع ذلك، يشير الباحث في الشؤون التركية بمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، آمور غادجييف، إلى أن هناك إمكانية لعودة حركة السياحة الروسية إلى تركيا بشكل محدود في الموسم الحالي.


ويقول غادجييف لـ"العربي الجديد": "الموسم السياحي في تركيا مستمر حتى سبتمبر/ أيلول، ويمكن استئناف حجز الرحلات على متن الرحلات المنتظمة التي لا يشملها الحظر السياحي، ولكن ذلك سيزيد من كلفتها بعض الشيء".

وحول إمكانية استئناف التعاون في المجالات المتوقفة الأخرى مثل توريد المنتجات الزراعية التركية إلى السوق الروسية، يضيف: "سيتطلب التطبيع الكامل للعلاقات الاقتصادية وقتا حتى نهاية الخريف المقبل؛ نظرا لارتباط ذلك بإجراءات بيروقراطية يتعذر الانتهاء منها بسرعة".

وقبل تدهور العلاقات بين روسيا وتركيا، كان حجم التبادل التجاري بين البلدين يزيد عن 30 مليار دولار سنوياً، كما كانت المنتجعات التركية تعتبر الوجهة الأولى للسياحة الخارجية الروسية بجذبها 3 - 4 ملايين سائح روسي سنويا. 

إلا أنه بعد حادثة إسقاط قاذفة "سوخوي-24" الروسية، شهدت العلاقات الروسية التركية توترات غير مسبوقة، إذ فرضت روسيا مجموعة من الإجراءات الاقتصادية ضد تركيا.

وشملت هذه الإجراءات حظر استيراد عدد من المنتجات الغذائية والزراعية، ومنع رحلات الطيران العارض (تشارتر) وحجز الرحلات السياحية، وحظر توظيف موظفين أتراك جدد، ووقف العمل بنظام الإعفاء من تأشيرات الدخول، ومنع الشركات التركية من العمل في قطاعي السياحة والبناء.  

ولكن حتى قبل اعتذار أردوغان بدأت تظهر بوادر للعودة التدريجية للعلاقات الاقتصادية، لا سيما بعد قرار روسيا في مايو/ أيار الماضي، إعفاء مجموعة إضافية من شركات البناء التركية من حظر توظيف الأتراك.

وكانت من بين هذه الشركات، شركة "رونيسانس" التي تم اختيارها لتنفيذ أعمال توسيع مطار "شيريميتييفو" الدولي في ضواحي موسكو. وكان سبب عودة التعاون في مجال البناء هو حاجة روسيا إلى منع حدوث تأخير في بناء المنشآت استعداداً لبطولة العالم لكرة القدم التي ستستضيفها عام 2018.



المساهمون