اليابان تتنفس الصعداء بعد انخفاض الين

اليابان تتنفس الصعداء بعد انخفاض الين

13 يوليو 2016
ارتفاع سوق المال الياباني بعد انخفاض سعر صرف الين(Getty)
+ الخط -


تنفست اليابان الصعداء في أعقاب إعلان تيريزا ماي رئيسة للوزراء في بريطانيا بعد انسحاب منافسيها، حيث ساهمت حال عدم اليقين والفوضى السياسية التي ضربت بريطانيا أسواق الصرف العالمية، وأصبح الين الملاذ الآمن بالنسبة للعملات خاصة في آسيا.

وهذا الوضع أدى إلى ارتفاع كبير في سعر الين مقابل الدولار.
وبلغ الدولار في إحدى تعاملات الأسبوع الماضي 99 يناً لأول مرة، وهدّد بذلك الشركات اليابانية الكبرى التي تعتمد في نموها على التصدير.
ومعروف أن ارتفاع سعر صرف الين يعني عملياً تدني القيمة التنافسية بالنسبة للبضائع اليابانية في السوق العالمي.

كما انخفض الين كذلك بسبب فوز الائتلاف الذي يقوده رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، والذي يعني عملياً أن الحكومة اليابانية ستواصل سياسة التيسير الكمي الذي يعني عملياً توسيع الكتلة النقدية ومواصلة تبني سياسة الفائدة السالبة على صعيد النقد.
وحسب "رويترز" سجل الين، الملاذ الآمن، أدنى مستوى له في أكثر من أسبوعين أمام الدولار، أمس الثلاثاء، وهبط واحداً في المائة أمام اليورو بعد الفوز الذي حققه الائتلاف الحاكم في الانتخابات التي أجريت مطلع الأسبوع، مما أدى إلى تعزيز التوقعات بمزيد من التحفيز وزيادة الإقبال على المخاطرة.

ودفعت مكاسب أسواق الأسهم العالمية المستثمرين إلى تقليص حيازاتهم من الين الذي صعد بدعم من الطلب على الملاذات الآمنة بعدما أدى تصويت بريطانيا لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي إلى تأجيج المخاوف المتعلقة بالنمو العالمي، غير أن هبوط العملة أمس الثلاثاء بدد مكاسبها التي حققتها عقب التصويت البريطاني في 23 يونيو/حزيران.
وارتفع الدولار 0.8% أمام العملة اليابانية إلى 103.64 ين مسجلاً أعلى مستوى له منذ 24 يونيو/حزيران عندما تأثرت الأسواق العالمية بنتيجة الاستفتاء البريطاني. كما قفز اليورو واحداً في المائة إلى 114.93 ين مسجلاً أعلى مستوى له منذ نفس التاريخ.


وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، يوم الاثنين، إنه سيوجّه وزير الاقتصاد نوبوتيرو ايشيهارا ببدء العمل على وضع حزمة تحفيز مالي، لكنه لم يشر إلى حجم تلك الحزمة.
ومع استعداد وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي لتولي منصب رئيس الوزراء، اليوم الأربعاء، بما ينهي أسابيع من الضبابية السياسية ارتفع الجنيه الإسترليني 1.1% إلى 1.3145 دولار مبتعداً عن أدنى مستوى له في 31 عاما البالغ 1.2798 دولار الذي سجله الأسبوع الماضي.

وارتفع مؤشر نيكاي القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى أمس، مع تشجع المستثمرين بفعل تراجع الين والآمال في حوافز اقتصادية من المتوقع أن تطلقها طوكيو.
وارتفع نيكاى 2.46% إلى 16095.65 نقطة، ليغلق عند أعلى مستوى منذ 23 يونيو/حزيران مدعوماً بالأسهم المالية وأسهم الشركات المصدرة.
ويعد إنعاش الاقتصاد الهم الأول لحكومة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، الذي حلّ البرلمان، استعداداً للانتخابات البرلمانية في ديسمبر/كانون الأول المقبل.

ويعد الاقتصاد التحدي الأكبر لحكومة شينزو آبي، منذ أن فاز في انتخابات 2012، ولا يزال رغم موجات التحفيز النقدي المتواصلة التي ضخ بموجبها تريليونات الينات في شرايين الاقتصاد.
وتسعى الحكومة اليابانية عبر خطوات التحفيز إلى إنعاش الاستهلاك المحلي من جهة وزيادة الصادرات وتحريك القوة الشرائية محلياً من جهة ثانية.
ومنذ أن جاءت حكومة شينزو آبي عملت على إنعاش الاقتصاد الياباني عبر ثلاث آليات، الأولى ضخ سيولة نقدية مباشرة في الاقتصاد عبر سياسة "التيسير النقدي"، التي يتبعها المصرف المركزي.

والآلية الثانية هي زيادة الإنفاق الحكومي في مشاريع البنى التحتية وإعادة تعمير ما تبقى من دمار تسونامي في منطقة فوكوشيما.
أما الآلية الثالثة، فهي السماح للين الياباني بالانخفاض المتواصل حتى تتمكن من زيادة حجم الصادرات عبر زيادة تنافسية البضائع اليابانية.
ويلاحظ أن خارطة الطريق الاقتصادية التي اعتمدتها حكومة آبي منذ مجيئها أقرت عودة الوصفات العلاجية التقليدية للاقتصاد المعروفة لدى اليمين الياباني مع مشاريع عامة كبرى لتحفيز النشاط الاقتصادي، ولجوء أكبر إلى الاقتراض والتوسع في السياسة النقدية، ولكن هذه السياسة زادت الدين العام إلى 11 ترليون دولار من دون أن تنعش الاقتصاد.



المساهمون