تفجيرات القاهرة تقضي على فرص تعافي السياحة المصرية

تفجيرات القاهرة تقضي على فرص تعافي السياحة المصرية

15 يوليو 2015
قطاع السياحة يعاني من تراجع أعداد الوافدين والإيرادات(فرانس برس)
+ الخط -
زادت أعمال العنف والتفجيرات الأخيرة في مصر، من مخاوف العاملين في قطاع السياحة من أشهر عجاف خلال موسم الشتاء، الذي بدأت حجوزاته ويعول عليه بشكل كبير في دعم الإيرادات، ولا سيما في ظل قيام بعض الدول الأوروبية بإصدار تحذيرات من السفر إلى مصر واتجاه دول أخرى إلى إتباع نفس الإجراء.
ويعاني قطاع السياحة بالأساس من تراجع أعداد الوافدين والإيرادات منذ أكثر من أربع سنوات، زادت حدته على مدار العامين الأخيرين.
وأصدرت وزارة الخارجية الإيطالية تحذيرات سفر لمواطنيها إلى مصر، عقب تعرض قنصليتها فى القاهرة لتفجير يوم السبت الماضي. وقال مسؤول بارز في وزارة السياحة المصرية، إن دولاً أوروبية في طريقها لتشديد تحذيرات السفر إلى مصر عقب التفجير الأخير، موضحاً أن هذه الدول تضم كلاً من بريطانيا والتشيك وأيرلندا وألمانيا.
وأضاف المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريح لـ"العربي الجديد" أن شركة طومسون إحدى الشركات التابعة لمجموعة "توي" عملاق السياحة الأوروبية، والتي تعمل في بريطانيا أوقفت رحلاتها السياحية لزيارة الأقصر وأسوان حتى نهاية موسم الصيف الجاري وتحويل وجهاتها إلى مناطق سياحية أخرى في المنطقة. وذكر أن "بولندا سبق أن رفعت من تحذيرات سفر مواطنيها لزيارة مصر إلى المستوى الثالث، عقب مقتل النائب العام المصري هشام بركات نهاية يونيو/حزيران، وهو ما يعني أن الشركات لن تغطي قيمة التأمين على السائح الوافد، وستكون الزيارة على مسؤوليته الشخصية، بما يضعف من التوافد لمصر".
وتابع "بعض الشركات التشيكية أبلغتنا بعزم وزارة الخارجية إصدار تحذيرات خلال الساعات القليلة المقبلة بشأن السفر لمصر"، مشيراً إلى أن "هناك مخاوف من اتساع دائرة تحذيرات السفر إلى مصر". وقال إن المكاتب الخارجية للهيئة العامة للتنشيط السياحي في كل من روسيا وألمانيا وبريطانيا تكثف اتصالاتها مع شركات السياحة بهذه البلدان للإجابة عن تساؤلاتهم حول الأوضاع في مصر. وتتصدر السياحة الروسية التدفق السياحي لمصر خلال السنوات الخمس الماضية بأعداد 3.1 ملايين سائح خلال العام الماضي.

وتعول مصر بشكل كبير على السياحة الأوروبية، حيث تمثل نحو 72% من إجمالي حركة السفر الوافدة للبلاد سنوياً. وقال رئيس لجنة السياحة في جمعية رجال الأعمال المصريين، أحمد بلبع، إن إصدار إيطاليا تحذيرات سفر إلى مصر سيأتي بنتائج سلبية على التدفق السياحي، خاصة لبعض المناطق التي تعتمد على السوق الإيطالي بصورة كبيرة.
وأضاف بلبع لـ"العربي الجديد" أن أهم المناطق التي يزورها الإيطاليون في مصر هي منطقة مرسى علم على ساحل البحر الأحمر شرق مصر إلى جانب الساحل الشمالي الغربي على البحر المتوسط .
وبلغ عدد السياح الإيطاليين الوافدين لمصر خلال العام الماضي نحو 400 ألف سائح، مقابل 504 آلاف خلال العام السابق 2013.
وقال رئيس جمعية المستثمرين السياحيين في منطقة جنوب سيناء شمال شرق مصر، هشام علي، إنه "لا يمكن التعرف على نسب حركة السفر الوافدة لمصر خلال الوقت الحالي، لكن في جميع الأحوال ستدفع الأحداث الإرهابية إلى تدني نسب الحجوزات للموسم الشتوي المقبل".
وتوقع انخفاض الإشغالات السياحية إلى أقل من 40% في جنوب سيناء، بعد انتهاء عطلة عيد الفطر التي ترجح أن تشهد إقبالاً من قبل بعض المصريين خلال هذه الفترة.
وكان وزير السياحة السابق، هشام زعزوع، والذي تم استبعاده في تعديل وزاري في مارس/آذار الماضي، قد ذكر في تصريحات صحافية، أن هناك زيادة في حجوزات موسم الشتاء المقبل بنسب تترواح بين 15 إلى 20% مقابل الموسم الماضي.
ولكن مسؤولاً في هيئة التنشيط السياحي الحكومية، قال إن الشركات يمكن أن تغير وجهة هذه الحجوزات إلى مناطق أخرى، في حال تصاعد أعمال العنف في مصر.

اقرأ أيضا: شركات سياحيّة توقف رحلاتها إلى مصر

وبلغ عدد السياح الذين زاروا مصر خلال العام الماضي نحو 9.9 ملايين سائح، مقابل 10 ملايين خلال 2013، بإيرادات بلغت 7.5 مليارات دولار.

وكانت مصر استقبلت في عام 2010 أكثر من 14.7 مليون سائح، قبل أن يتراجع العدد إلى 9.8 ملايين في 2011 عقب اندلاع ثورة يناير/كانون الثاني 2011، ليزداد العدد في 2012 إلى 11.5 مليون سائح، قبل أن يتراجع مجدداً في 2013، بعد إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي بعد عام واحد من وصوله للحكم عبر أول انتخابات رئاسية بعد ثورة يناير، حيث كان الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي وزيراً للدفاع آنذاك.
وأكد المسؤول في هيئة التنشيط السياحي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن أحداث العنف والتفجيرات ستصعب من استهداف وزارة السياحة زيادة التوافد إلى 12 مليون سائح بنهاية العام الجاري 2015.
ويعد القطاع السياحي أكبر الأنشطة الاقتصادية التي تعاني من الخسائر على مدار السنوات الأربع الماضية. وبحسب رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، إلهامي الزيات، فإن خسائر القطاع تزيد عن 15 مليار دولار.
وقال الزيات لـ"العربي الجديد"، إن الإشغالات في القاهرة ستنخفض بعد الأحداث الأخيرة، خاصة من قبل الجنسيات العربية الوافدة من دول الخليج العربي.
ويعمل بالسياحة 3.5 ملايين عامل يستحوذ قطاع الفنادق على الجانب الأكبر منها بنحو 800 ألف عامل. وقال عضو غرفة الفنادق في البحر الأحمر شرق مصر، ماجد الحيدي، إن الإشغالات بالفنادق لا تزيد عن 50%، متوقعاً أن تؤثر التفجيرات الأخيرة على الحجوزات للموسم الشتوي المقبل.
وكثفت وزارة الداخلية المصرية من تواجدها حول الفنادق بالقاهرة، خاصة القريبة من وسط العاصمة، فضلاً عن زيادة الإجراءات الأمنية بالمناطق السياحية في الغردقة شرق البلاد وشرم الشيخ شمال شرق.
وقال المسؤول في هيئة التنشيط السياحي "التحذيرات التي تصدرها الدول تجعل السائح لا يخرج من الفندق، ما يقلل من الإنفاق".
وبلغ متوسط الإنفاق للسائح خلال الربع الأول من العام الجاري 73 دولاراً، مقابل 77 دولاراً فى الربع الأخير من 2014.
وتأمل وزارة السياحة الوصول بمتوسط الإنفاق للسائح بنهاية العام الجاري إلى 80 دولاراً، بما يساعدها على الوصول بالدخل إلى 9 مليارات دولار. وبحسب مسؤولين في وزارة السياحة فإن الدخل المتوقع بنهاية 2015 لن يزيد عن 8 مليارات دولار.
وقال رئيس غرفة شركات السياحة ووكالات السفر في جنوب مصر، ثروت العجمي، إن تفجيرات في أي منطقة في مصر تؤثر على باقي الأماكن، مشيراً إلى أن الإشغالات في الأقصر وأسوان تقل عن 12%، ويتخوف أن يتعرض الموسم الشتوي لمشاكل بالحجوزات.

اقرأ أيضا: بعد عام من رئاسة السيسي..المصريون مازالوا يئنون من المصاعب

المساهمون