الغلاء يحاصر السعوديين...زيادة قياسية في أسعار الوقود والكهرباء والسلع

الغلاء يحاصر السعوديين... زيادة قياسية في أسعار الوقود والكهرباء والسلع

02 يناير 2018
قفزة بأسعار الوقود في السعودية (فرانس برس)
+ الخط -
شهدت السعودية موجة غلاء كبيرة ضربت الأسواق مع بداية العام الجديد، وأعلنت الحكومة رفع أسعار الوقود، أول أيام 2018 إلى مستويات قياسية، كما طاولت القفزة في الأسعار فواتير الكهرباء وكثيراً من السلع الضرورية التي بدأ تطبيق ضريبة القيمة المضافة عليها بنسبة 5%، فضلاً عن الضريبة الانتقائية التي تم تطبيقها خلال العام الماضي.
وصاحبت الإجراءات الحكومية حالة من الغضب الشعبي ضد القرارات الجديدة التي جاءت ضمن خطط السعودية للحد من الأزمة المالية التي تواجهها في ظل انخفاض إيرادات النفط مع تراجع الأسعار العالمية مقارنة بمستويات عام 2014، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة للحرب ضد الحوثيين في اليمن.

البنزين
أعلنت الحكومة السعودية، تطبيق زيادة جديدة في أسعار الطاقة بالأسواق المحلية، بدءاً من أمس، وذلك بنسب زيادة في أسعار البنزين تراوحت بين 83% و127%. ويصل سعر لتر بنزين 91 بعد الزيادة الجديدة إلى 1.37 ريال للتر (0.36 دولار) بارتفاع عن سعره السابق الذي كان يبلغ 0.75 ريال (0.20 دولار). في حين سيباع بنزين 95 بسعر 2.04 ريال للتر (0.54 دولار) بارتفاع عن سعره السابق الذي كان يبلغ 0.90 ريال (0.24 دولار) بزيادة بنسبة 126.6%. وسيظل سعر الكيروسين والديزل للشاحنات دون تغيير.
وحسب وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودية، تشتمل هذه الأسعار على ضريبة القيمة المضافة. والزيادة تأتي "ضمن خطة برنامج التوازن المالي لتصحيح أسعار منتجات الطاقة، التي تهدف إلى تقليص النمو المتسارع في الاستهلاك المحلي لمنتجات الطاقة في المملكة".

الكهرباء
بدأت الحكومة، اعتباراً من، أمس، العمل بالتعريفة الجديدة للكهرباء التي أقرها مجلس الوزراء في 12 ديسمبر/ كانون الأول الماضي. ووفقاً لهيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج السعودية فقد تم تقسيم أسعار الكهرباء إلى 6 قطاعات قامت برفع ثلاثة منها وهي السكني والتجاري والخيري. ووفقاً للتعريفة الجديدة فإن شرائح الاستهلاك للقطاع السكني ستصبح شريحتين فقط بدلاً من أربع، والتجاري شريحتين بدلاً من ثلاث في التعريفة السابقة، وكذلك ستصبح شريحتين في الخيري والتعاوني والزراعي بدلاً من 5 شرائح.



وارتفعت أسعار الاستهلاك للقطاع السكني إلى 18 هللة للشريحة الأقل من 6000 كيلو واط ساعة شهرياً بدلاً من 5 و10 هللة للكيلوواط ساعة بارتفاع بنسبة تتراوح بين 80% و260%، و30 هللة للشريحة الأعلى من 6000 كيلوواط ساعة في الشهر بدلاً من 20 هللة بزيادة بلغت نسبتها 50%. أما القطاع التجاري فبلغت الزيادة للشريحة الأولى من 16 هللة لكل كيلوواط ساعة إلى 20 هللة بزيادة 25% والشريحة الثانية إلى 30 هللة لكل كيلوواط ساعة بدلاً من 24 هللة بزيادة 25% أيضاً. أما القطاع الخيري والتعاوني والزراعي فقد ارتفعت أسعار الشريحة الأولى إلى 16 هللة لكل كيلوواط ساعة بدلاً من 10 و12 هللة في التعريفة السابقة وبزيادة بلغت 60%.

القيمة المضافة
ستطاول ارتفاعات الأسعار كثيراً من السلع الغذائية والاستهلاكية مع بدء تطبيق ضريبة القيمة المضافة الشهر الجاري بنسبة 5%، وتعد السعودية والإمارات أول دولتين يطبقان هذه الضريبة في منطقة الخليج. وقدرت وزارة المالية السعودية تحقيق عائد مالي من تطبيق ضريبة القيمة المضافة بنحو 23 مليار ريال (نحو 6.13 مليارات دولار) في عام 2018. كما توقعت، أن تبلغ الإيرادات من الضريبة على السلع الانتقائية نحو 9 مليارات ريال (نحو 2.4 مليار دولار). وما يزيد من الأعباء المعيشية على سكان السعودية، أن الحكومة بدأت تطبيق الضريبة الانتقائية العام الماضي، بالإضافة إلى رسوم الوافدين الذي بدأت العام الجاري. ويأتي رفع أسعار البنزين والكهرباء وتطبيق القيمة المضافة في السعودية بعد أيام من صرف الدفعة النقدية الأولى للمواطنين المسجلين في برنامج "حساب المواطن"، الذي يهدف إلى مساعدة المواطنين من ذوي الدخل المتوسط والمنخفض في مواجهة تداعيات الإصلاحات الاقتصادية.

غضب شعبي
ساد الغضب الشارع السعودي جراء جملة القرارات الحكومية التي أدت إلى موجة غلاء قياسية فاقمت الأزمات المعيشية للمواطنين والمقيمين. ولجأ المواطنون السعوديون إلى تويتر لإبداء رفضهم للزيادات الجديدة والتعبير عن صدمتهم مما آلت إليه أحوالهم الاقتصادية.
وتصدر وسم "# الراتب_ما يكفي_ الحاجه" تويتر مع اليوم الأول من 2018، وعبر المدونون عن خيبة أملهم من القرارات الاقتصادية الأخيرة التي جاءت في ظل الرؤية والإدارة الاقتصادية التي يقوم بها ولي العهد، محمد بن سلمان، حيث ارتفعت أسعار الكهرباء والبنزين والكثير من السلع. ويتزامن ذلك مع إيقاف العلاوة السنوية التي اعتادها المواطنون كل عام، والتي تسهم إلى حد ما في الإيفاء ببعض التزاماتهم المالية.

المساهمون