تحفيزات مالية لجذب منتجي الأفلام الأجنبية في المغرب

تحفيزات مالية لجذب منتجي الأفلام الأجنبية في المغرب

16 فبراير 2016
شهد المغرب تصوير 150 فيلما أجنبيا (فرانس برس)
+ الخط -



يتجه المغرب نحو تقديم تحفيزات مالية لمنتجي الأفلام الأجانب، الذين يختارون المملكة من أجل التصوير، حيث ينتظر أن يشرع في تفعيل هذا الاتجاه، اعتبارا من النصف الثاني من العام الجاري.

وفي العام الماضي، شهد المغرب 37 إنتاجا أجنبيا، تتوزع بين أفلام سينمائية ومسلسلات، وكان نصيب مدينة ورزازات، التي يطلق عليها هوليود المغرب جنوب شرق البلاد نحو 19 إنتاجا.

وقامت المغرب بالترويج لمقاصدها في ألمانيا نهاية الأسبوع الماضي، كوجهة لتصوير الأفلام العالمية، بحسب صارم الفاسي الفهري، مدير المركز السينمائي المغربي، غير أنه لم يقدم تفاصيل حول التحفيزات المالية التي ينتظر توفيرها للمنتجين الأجانب.

وقال الفهري في تصريحات صحافية، إن المغرب توجه إلى برلين للترويج، بمناسبة المهرجان السينمائي الذي احتضنته العاصمة الألمانية، مشيرا إلى أن هذا الترويج يأتي في سياق منافسة بين الدول من أجل استقطاب الأفلام الأجنبية، خاصة جورجيا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا وفرنسا.

ويعتبر مراقبون أن المغرب تجاوزت التخوفات التي مرت بها خلال الربيع العربي، حين شاع بأن شركات إنتاج عالمية تعتزم تحويل اهتمامهم من المنطقة العربية إلى المكسيك وتركيا، غير أن المملكة تمكنت من الصمود، واستقطبت أفلاما كان مخططا تصويرها في تونس أو مصر.
 
وحسب المعطيات التي يوفرها المركز السينمائي، فإن المغرب شهدت في عام 2014، تصوير 38 فيلما أجنبيا، حيث وصلت موازنة تلك الأعمال إلى 44 مليون دولار.

فقد تم في ذلك العام تصوير الجزء الخامس من " المهمة المستحيلة"، الذي يقوم ببطولته طوم كروز، وفيلم "القناص الأميركي"، كما احتضن تصوير جزء من فيلم جيمس بوند.

وفي الفترة الممتدة بين 2010 و2015، شهد المغرب تصوير 150 فيلما أجنبيا، حسب ما جاء في حديث أدلى به عبد الرزاق الزيتوني، مدير لجنة الفيلم بورزازات، لوكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية نهاية الأسبوع الماضي، مؤكدا أن قيمة تلك الإنتاجات بلغت 281 مليون دولار.

واستقبلت مدينة ورزازات 45% من تلك الإنتاجات، وهو ما يرد إلى كون تلك المدينة تحتوي على استديوهات بمواصفات عالمية تتوفر، حيث تتاح أمام صناع السينما جميع التجهيزات والموارد البشرية التي يمكن تصورها.

وتعتبر الصناعة السينمائية من الروافد الاقتصادية المهمة في مدينة ورزازات، ما دفع إلى وضعها ضمن أولويات الاستراتيجية الاقتصادية المغربية.

وبعدما كان المغرب يستقطب في الثمانينات من القرن الماضي ما بين فيلمين وثلاثة أفلام أجنبية، أضحى اليوم مقصدا للكثير من المنتجين، وهو ما يرجع إلى كونه سعى في الأعوام الأخيرة إلى الانفتاح على مدارس سينمائية مختلفة.

ويعتبر الإعلامي المتخصص في الشأن السينمائي، المحجوب فريات، أنه بينما ظن المسؤولون أن المغرب سيصبح أحد ملاذات تصوير الأفلام بعد الربيع العربي، إلا أن عائدات الاستثمارات، لم ترتفع سوى في 2014.

ويرى فريات أن الانتعاش الذي تعرفه تلك الاستثمارات يبقى نسبيا في سياق متسم بتهديدات تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة، وهي التهديدات التي تدفع الكثير من الشركات إلى التردد قبل التصوير في بلد مثل المغرب، رغم عامل الاستقرار الذي يتميز به.

ويعتبر أن ارتفاع الإيرادات في العامين السابقين، له علاقة بتصوير أفلام كبيرة في المغرب، مشيرا إلى أن الأفلام المهمة التي تصور في المملكة تأتي من الولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى أفلام فرنسية متوسطة وبعض المسلسلات البريطانية، بينما يجرى الترويج من أجل جلب منتجي الأفلام الألمانية والهندية.

وكانت تونس من الوجهات العربية التي شهدت تصوير أفلام سينمائية عالمية، منها أغلب أجزاء فيلم "حرب النجوم"، بينما أدت المخاوف الأمنية إلى عزوف منتجين عالميين عن القدوم إلى البلاد خلال الأعوام الأخيرة.

ولا تقتصر طموحات الدول الراغبة في جذب صناعة السينما العالمية على إدخال موارد مالية عبر هذه الصناعة، وإنما تحويل وجهات التصوير إلى مقاصد ومهرجانات سياحية لجذب المزيد من الوافدين، مثلما تطمح تونس إلى تحويل منطقة عنق الجمل الصحراوية، التي تم فيها تصوير مشاهد من "حرب النجوم" للمخرج الأميركي جورج لوكاس، إلى منطقة جذب سياحي عالمية.

 


اقرأ أيضاً: صناعة السينما العربية تتشح بالسواد

دلالات

المساهمون