اتفاق تجاري تاريخي بين أوروبا و"ميركوسور"... وماكرون يرحب بحذر

اتفاق تجاري تاريخي بين أوروبا و"ميركوسور"... وماكرون يرحب بحذر

29 يونيو 2019
ماكرون رحّب بالاتفاق (فرانس برس)
+ الخط -
ما أن توصّل الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة "ميركوسور" (البرازيل والأرجنتين والأوروغواي والباراغواي) إلى اتفاق تجاري واسع النطاق يوم الجمعة، حتى رحّب به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم السبت، لكنه أعرب عن "الحذر" إزاء متابعة تنفيذه.

وكان الجانبان يتفاوضان بخصوص هذا الاتفاق منذ 20 عاماً، حسبما أعلنت مصادر رسمية لوكالة فرانس برس، وهو يكلّل مفاوضات شاقّة استغرقت عقدين من الزمن بين الاتحاد الأوروبي والدول الأميركية الجنوبية الأربع، وتوقّفت مراراً بسبب حساسيّة المزارعين الأوروبيين من سوق لحوم الأبقار.

ويأتي إبرام هذا الاتفاق في وقت تجد فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نفسها عالقة في العديد من النزاعات التجارية، في مقدّمها حرب تجارية مع الصين وتوترات مع الاتحاد الأوروبي، رغم الهدنة التي توصل إليها الجانبان اليوم السبت على هامش قمة العشرين في أوساكا اليابانية.

رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، قال في بيان الجمعة: "هذه لحظة تاريخية. في خضمّ التوترات التجارية الدوليّة نرسل اليوم إشارة قوية لشركائنا في ميركوسور".
من جهتها، وصفت البرازيل الاتفاق بـ"التاريخي"، في حين اعتبرته الأرجنتين "غير مسبوق"، فيما أتى إعلان الاتفاق، الذي ما زال يتعيّن أن توافق عليه الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 28 دولة، تزامناً مع اجتماع زعماء أقوى اقتصادات العالم في أوساكا باليابان لحضور قمة مجموعة العشرين.

ويُعدّ هذا أكبر اتفاق تجاري على الإطلاق يبرمه الاتحاد الأوروبي، إذ إنه ينشئ سوقاً ضخمة يبلغ عدد مستهلكيها أكثر من 770 مليون مستهلك، ويصل إجمالي الناتج المحلي لدولها إلى 18 ألف مليار يورو.

وكان المزارعون الأوروبيون الذين يخشون المنافسة غير العادلة من جانب أقرانهم في أميركا اللاتينية أعربوا عن مخاوف من هذا الاتفاق، وكذلك فعلت منظمات غير حكومية قلقة من عواقبه على المناخ.

وسيتيح هذا الاتفاق إدخال نحو 100 ألف طن من لحم البقر من دول أميركا اللاتينية الأربع، من دون فرض رسوم جمركية عليها.

ماكرون يرحب ويحذر

وغداة توقيع الاتفاق، رحب الرئيس الفرنسي اليوم السبت بالتوصل إليه، مع إعرابه عن "الحذر" إزاء متابعة تنفيذه.

وقال ماكرون، في مؤتمر صحافي عقده على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين في اليابان: "هذا الاتفاق جيد حالياً، وهو في الاتجاه الصحيح لكننا سنكون حذرين جداً"، مضيفاً أنه يرغب بـ"إجراء تقييم مستقل" له.
وأضاف ماكرون أنه "اتفاق جيد في الوقت الحاضر استناداً الى أخذ المفاوضين بالاعتبار وبشكل كامل لكل المطالب التي قدمناها".

وتابع مفصلاً ما ورد في الاتفاق، معتبراً أنه جيد "لأنه يقر بتحديداتنا الجغرافية، وهو الأمر المهم جداً للمزارعين الذي لم يقم به أحد من قبل بشكل أفضل. وأيضاً لأن المعايير الثلاثة التي وضعناها وردت في النص: التقيد الواضح باتفاقية باريس (حول المناخ)" وخاصة من قبل البرازيل، وهو ما يحصل للمرة الأولى "على هذا المستوى في نص تجاري".

وأضاف ماكرون: "المعيار الثاني هو المتعلق بالتقيد بمعاييرنا البيئية والصحية، والثالث هو حماية فروعنا الحساسة في إطار الحصص التي وضعنا حدودها، وخاصة بالنسبة إلى البقر والسكر".

وقال الرئيس الفرنسي أيضاً: "يضاف إلى ذلك نقطة في غاية الأهمية: بند حماية يطبق على المنتجات الزراعية"، الأمر الذي يعني "أنه في حال تعرض قطاع ما لزعزعة كبيرة من الممكن إطلاق آلية توقف تطبيق العملية".

وأكد أن باريس "ستكون حذرة جداً إزاء الصياغة النهائية" للاتفاق، و"لعملية تصديقه وخصوصاً آلية متابعته"، مضيفاً: "كما فعلنا بالنسبة لاتفاق التبادل الحر مع كندا أريد أن أطلق خلال الأيام القليلة المقبلة تقييماً مستقلاً وكاملاً وشفافاً وخاصة حول البيئة والتنوع البيولوجي".

المساهمون