أزمة خبز خانقة تطحن السوريين... والنظام يساومهم

أزمة خبز خانقة تطحن السوريين... والنظام يساومهم

15 ابريل 2020
صعوبة كبيرة في الحصول على الخبز (Getty)
+ الخط -
لم يحصل أبو فؤاد هلال اليوم على الخبز، فالبائع المعتمد في الشارع الذي يسكنه في العاصمة السورية دمشق، اعتذر له لأنه لم يسجل اسمه في وقت سابق.

يقول هلال في حديثه مع "العربي الجديد"، إنه "عندما طلبت منه أن يسجل اسمي، قال: سيصلك الدور بعد أربعة أيام".

ويبدو أن جميع المعتمدين يعانون من أن كمية الخبز التي تصل إليهم لا تكفي الطلب، بحسب ما نقله هلال عن أكثر من معتمد، معتبراً أن "بيع الخبز عبر البطاقة الذكية خطة لتخفيض الكمية، وبالتالي إجبار الناس على شراء الخبز السياحي الذي يبلغ ثمن ربطته ثمانية أضعاف سعر ربطة الخبز في الفرن، وهو 50 ليرة (الدولار= نحو 514 ليرة)، ومن ثم يدفعون الناس إلى المطالبة برفع الدعم عنه وتحرير سعره، كما فعلوا بنا في المازوت، وكنا أول شعب يطالب برفع أسعار الوقود في العالم بحسب علمي".

كُثر ليس بوسعهم شراء ربطة الخبز السياحية، مثل جمال سرور، موظف في إحدى وزارات الدولة، وأب لعائلة مكونة من ستة أفراد، الذي يقول: "نحن شعب نعيش على الخبز، حتى إننا نأكل الأرز والبرغل بالخبز لنملأ معدتنا، فإن كنت سأشتري خبزاً سياحياً، فسيحتاج كل فرد منا رغيفين، والربطة فيها 7 أرغفة من القياس الوسط، أي عند كل وجبة نحتاج ربطتين بـ800 ليرة، أي في اليوم أحتاج إلى 2400 ليرة ثمن خبز".

وأضاف: "ألم تفكر الدولة من أين سيعيش هذا المواطن الذي تعطيه راتباً شهرياً 50 ألف ليرة، وتكلفة الخبز بـ72 ألف ليرة شهرياً؟ من أين يأتي بـ200 أو 300 ألف ليرة ليعيش، وبالحد الأدنى؟".

وتابع: "منذ تعليق بيع الخبز مباشرةً من الأفران، نذوق الأمرَّين لتأمين الخبز".

ولا يسلم المعتمد من سخط الناس، بحسب أبو أمين، الذي تحفّظ على ذكر اسم عائلته، قائلاً: "أتعرض لمواقف محرجة مع الأهالي، وبعض الأحيان يكون هناك مشادات بيني وبين أشخاص يريدون شراء الخبز، وأنا أعتمد على مسألة البيع بعد تسجيل الأسماء، لكن المشكلة أن الكمية قليلة ولا توجد موافقة على زيادتها".

وتساءل عن "آلية تحديد كمية الخبز المخصصة لكل معتمد، وهي لا تكفي للشارع الذي يكون فيه، والمطلوب أن تكفي احتياجات الحي أو جزء منه"، مبيناً أن "جميع معتمدي الخبز في المنطقة يعانون من أن كمية الخبز الموزعة عليهم غير كافية، ولديهم على دفاترهم الكثير من الأشخاص الذين ينتظرون دورهم".

ورغم الازدحام الذي تشهده سيارات بيع الخبز ومحالّه، خرج وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام، عاطف النداف، ليقول أمس الثلاثاء، في مقابلة على الفضائية السورية الرسمية، إن اعتماد آلية بيع الخبز على البطاقة الذكية هو لتخفيف الازدحام على الأفران بعد جائحة فيروس كورونا الجديد ومنع التجوال ليلاً، مبيناً أن كل مواطن يمكنه أخذ كمية الخبز التي يحتاجها وبعدد أربع ربطات في حد أقصى.

وبين أنه منذ اليوم الأربعاء، سيكون هناك 783 منفذ بيع في مدينة دمشق و1080 منفذاً في ريفها، وسيأخذ المعتمد 10% من حصته ليبيعها لمن لا يملك بطاقة، مقابل تسجيل اسمه ورقمه الوطني، قائلاً إن الخبز خط أحمر، وإنه لا تغيير في سعر الخبز، فالربطة في الفرن هي 50 ليرة، وعند المعتمد تضاف أجور النقل وبدل خدمة للمعتمد، وهي غالباً 10 ليرات.

إلا أن وزير النظام دفع في المقابلة ذاتها باقتراح يساوم به المواطنين على رفع سعر الربطة بشكل غير مباشر مقابل تحسين النوعية، قائلاً إنه يمكن أن يُجري الإعلام استبياناً حول أن تكون الربطة بين 10 و12 رغيفاً بدل من سبعة مع تحسين نوعية الخبز، وهذه الربطة تباع بـ100 ليرة، فيما ذات المبلغ هو ثمن لـ14 رغيفاً حالياً.

المساهمون