بوتين يستخدم شحنات الدولارات والسلاح لجذب دول أميركا اللاتينية

بوتين يستخدم شحنات الدولارات وصفقات السلاح لجذب دول أميركا اللاتينية

14 نوفمبر 2019
بشحنات الطائرات المباشرة إلى كراكاس تم إنقاذ مادورو (Getty)
+ الخط -
تعمل روسيا وبمساعدة الصين ضمن استراتيجية منسقة لعزل دول أميركا اللاتينية الغنية بالنفط والمواد الخام عن النفوذ الأميركي. وساهم التنسيق بين موسكو وبكين في إنقاذ الرئيس الفنزويلي الرئيس نيكولاس مادورو من السقوط المحقق في العام الجاري، بعد أن ضيقت واشنطن خناق الحظر المالي والنفطي عليه. 

ونفذت الشركات الصينية صفقات نفط مستقبلية بمليارات الدولارات، كما أرسلت موسكو شحنات الدولارات مباشرة بطائراتها إلى كراكاس التي لم تكن تستطيع التعامل مع النظام المالي والمصرفي العالمي.

وقال تحليل في صحيفة "فزغلياد" الروسية اليوم الأربعاء، إن اهتمام الرئيس فلاديمير بوتين بدول أميركا اللاتينية، "لا يأتي من منطلق أنها خاصرة أميركية رخوة، يمكن استمالتها، ولكن كونها لاعبا مهما على الساحة العالمية، وأحد مراكز القوة المستقبلية في العالم الجديد متعدد الأقطاب، إلى جانب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية والصين والهند وجنوب شرقي آسيا والعالم العربي والاتحاد الأفريقي".

وكشف تقرير صحافي روسي، أن موسكو نجحت في إيصال دعم مادي كبير إلى فنزويلا، قدر بمئات الملايين من الدولارات واليوروهات، متحايلة على نظام العقوبات الأميركية التي تحد من وصول كراكاس إلى النظام المالي العالمي.

وحسب صحيفة "موسكو تايمز"، فإن روسيا أرسلت شحنات نقدية من العملة الأميركية والأوروبية إلى فنزويلا ، مما وفر شريان حياة للرئيس الفنزويلي مادورو.

وكشفت الصحيفة، أن روسيا أوصلت نحو 315 مليون دولار من الأوراق النقدية بين دولار ويورو، في 6 شحنات منفصلة بين مايو/أيار 2018 وإبريل/نيسان 2019، إلى نظام مادورو، وفقاً لبيانات حصلت عليها.

ووفقا لـ"موسكو تايمز"، فإن الشحنات خرجت من بنوك وشركات تديرها موسكو، وصبت في بنك التنمية الفنزويلي.

ويبذل نظام مادورو جهوداً كبيرة للحفاظ على إمكانية الوصول إلى العملة الصعبة، إذ تجعله العقوبات الأميركية معزولاً عن الأنظمة المالية التقليدية، فيما ترفض معظم البنوك الكبرى التعامل مع كراكاس.

وحول مصالح روسيا في أميركا اللاتينية، قال التحليل الذي نشرته صحيفة "فزغلباد": "في هذه المنطقة يشترون أسلحتنا ويريدون شراء المزيد منها. ويريدون أن نبني لهم محطات الطاقة النووية، ولديهم مجال عمل ضخم لشركات النفط والغاز الروسية. وهناك عمل لـ"روس كوسموس"، أيضاً".

وأشارت الصحيفة إلى استراتيجية موسكو في تعزيز موقعها في "النظام العالمي الجديد"، لافتة إلى أنه من الواضح أن المنافسة في المنطقة كبيرة، ليس فقط مع الأميركيين والصينيين والأوروبيين، إنما مع اليابانيين والكوريين وحتى الأتراك.

لكنها قالت: "مواقعنا تعززها رغبة أميركا اللاتينية في تنويع علاقاتها، وسط الخلافات بين واشنطن والعديد من دول أميركا اللاتينية".