بريطانيا تتحدى الضغوط الأوروبية بأغذية أميركية

بريطانيا تتحدى الضغوط الأوروبية بأغذية أميركية

05 فبراير 2020
صفقات تجارية مرتقبة بين بريطانيا وأميركا (Getty)
+ الخط -

تبدّلت لهجة بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، عما كانت عليه قبل خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، وذلك بالتزامن مع بدء مرحلة جديدة من المفاوضات التجارية مع بروكسل.

وبدت تصريحات جونسون تشير إلى رغبته في فتح السوق البريطانية أمام السلع الغذائية الأميركية، رغم المخاوف السائدة في بريطانيا من جودتها، وقلق الكثير من دول الاتحاد الأوروبي كذلك من هذه الخطوة، التي تضر بحضور منتجاتها في السوق البريطانية.

ودافع جونسون عن الطعام الأميركي، داعيا إلى وضع حد لما يعرف في بريطانيا بـ "مامبو جامبو" في إشارة إلى التخاريف والخزعبلات وجنون العظمة، وذلك بحسب ما أوردت صحيفة "ذا تايمز"، أمس الثلاثاء.

ووفق الصحيفة، فإن جونسون يرى أن المخاوف الهستيرية بشأن جودة المنتجات الزراعية في الولايات المتحدة لا معنى لها، مشيرا إلى أن بلاده تفاوضت على صفقة تجارية جديدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وبدت رغبة جونسون في استيراد المواد الغذائية الأميركية، منذ حديثه في أول يوم له كرئيس للوزراء في يوليو/تموز الماضي، حيث قال: "دعونا نحرّر قطاع العلوم البيولوجية الاستثنائي في المملكة المتحدة من القواعد المناهضة للجينات المعدّلة، دعونا نطور المحاصيل الزراعية المقاومة للآفات المرضية لتوفير الغذاء للعالم".

وحرص رئيس الوزراء البريطاني، لدى بدء محادثات التجارة مع الاتحاد الأوروبي، بعد بريكست، على الترويج للمواد الغذائية الأميركية. وقال في أول خطاب له بعد هذه المناسبة، يوم الجمعة الماضي، إن "الساذجين غير الناضجين المعادين للأميركيين في المملكة المتحدة، يجب أن ينضجوا"، مشيرا إلى التزامه بالتجارة الحرة.

وتسعى بريطانيا إلى إبرام صفقات تجارية مع دول في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، خلال فترة انتقالية مدتها 11 شهراً عقب مغادرتها للاتحاد الأوروبي.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد صرح مؤخرا بأن واشنطن ولندن، يمكن أن تتوصلا إلى صفقة تجارية "ضخمة" جديدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تنطوي على إمكانية "أكبر بكثير وأكثر ربحية" من أي صفقة يمكن أن تعقد مع الاتحاد.

وتبدو تحركات بريطانيا لإجراء صفقات تجارية مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول حول العالم، من أجل التحوط بأوراق ضغط قوية خلال المفاوضات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، الذي يرغب في الاحتفاظ بمكاسب في السوق الأوروبي في مرحلة ما بعد بريكست.

وكانت فرانس برس، قد نقلت، الاثنين الماضي، عن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، قولها: "سيكون على بريطانيا ألا تتوقع أنه سيكون بإمكانها الوصول إلى السوق الأوروبي بلا حدود"، موضحة: "كلما رغبت بريطانيا في أن تكون أقرب، سيكون وصولها إلى السوق الموحدة أسهل، لكن لا شيء يأتي مجاناً، لذلك الوصول إلى السوق الموحدة أمر قيّم للغاية، إنها أكبر سوق موحدة في العالم، وتحمل أهمية بالغة، ولذا أعتقد أن الالتزام بالقواعد هو أمر منصف".

لكن رئيس الوزراء البريطاني حذّر في خطاب في وقت لاحق، من أن بلاده سترفض اتفاقاً يفرض عليها أن تواصل احترام بعض قوانين الاتحاد الأوروبي.

وتخشى دول الاتحاد، ومنها ألمانيا، من تضرر تجارتها حال عدم التوصل إلى اتفاق تجاري مع بريطانيا. وتتوقع تقارير اقتصادية، انخفاض الصادرات الألمانية إلى المملكة المتحدة بنسبة تصل إلى 50 في المائة، ما يلقي بظلال سلبية على التوظيف في أكبر اقتصاد أوروبي.

المساهمون