ليبيا: مخزون الوقود يقترب من الصفر

ليبيا: مخزون الوقود يقترب من الصفر

03 فبراير 2020
إغلاق حقول النفط تفاقم معيشة المواطنين (عبدالله دوما/فرانس برس)
+ الخط -

 

أدى تواصل إغلاق حقول النفط في ليبيا إلى إطلاق تحذيرات رسمية من أزمة كهرباء ووقود خانقة على الأبواب، إذ أبدت المؤسسة الوطنية للنفط في العاصمة طرابلس، المعترف بها دوليا، مخاوفها من وصول مخزونات البنزين وغاز الطهو في المنطقة الجنوبية إلى صفر.

وأوضحت المؤسسة، عبر بيان لها، أن احتياطي البنزين في بنغازي يكفي لـ14 يوما، بينما تكفي احتياطيات الديزل 7 أيام فقط، موضحة أن كميات غاز الطهي تكفي لمدة 13 يوما.
أما بالنسبة لمدينة سبها (جنوب شرق)، فقد أوضحت المؤسسة أن مخزونات البنزين وغاز الطهي فيها بلغت الصفر، وأن مستودعات الديزل في المدينة لديها ما يكفي لـ11 يوما فقط.
وفي سياق الأزمة، قال مدير إدارة الإعلام في الشركة العامة للكهرباء، محمد التكوري، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن استمرار إغلاق الحقول النفطية يؤثر بشكل كبير على نقص كمية الغاز التي تحتاجها محطات توليد الطاقة الكهربائية، مما قد يسبب خروجها عن العمل.


وأضاف التكوري أن الشركة تفكر في حلول بديلة بشأن استمرار قفل الحقول النفطية.
ونتيجة إغلاق حقول غاز الخط الشرقي المغذي لمحطتي توليد الزويتينة وشمال بنغازي، فقدت المنطقة أكثر من 300 ميغاوات من القدرات الإنتاجية المتاحة لهاتين المحطتين، وفي حالة استمرار انخفاض ضغط الغاز ستفقد الشركة قدرات إنتاجية بأكثر من 300 ميغاوات إضافية، ويترتب على ذلك زيادة العجز في الشبكة العامة.
وينقطع التيار الكهربائي عن العاصمة طرابلس نحو سبع ساعات يومياً، ويعتمد السكان على المولدات الكهربائية التي تعمل بالبنزين والديزل، فيما شهدت محطات الوقود طوابير طويلة في ظل تفاقم الأزمة.

وقال المحلل الاقتصادي، أبوبكر الطور، لـ"العربي الجديد" إن توقف إنتاج الحقول النفطية سيعطل مناحي الحياة في ليبيا بسبب نقص الكهرباء والبنزين وغاز الطهي، إضافة إلى تردي الخدمات العامة، مضيفاً أن المحرك الأساسي للاقتصاد الليبي النفط المورد الأساسي للعملات الأجنبية للدولة.
وفي يوم 18 يناير/كانون الثاني الماضي، فرضت المؤسسة الوطنية للنفط حالة القوة القاهرة، وسط توالي الإدانات الدولية للإقفالات غير القانونية التي تقوم بها قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر.

ويبلغ سكان طرابلس نحو 2.5 مليون نسمة، حسب بيانات حديثة، وتصرف ليبيا 800 مليون دينار سنوياً، أي ما يعادل 645 مليون دولار، لدعم الكهرباء، في حين لا يسدّد المواطنون فواتير استهلاك الكهرباء منذ عام 2011.

وتعتمد ليبيا على 5 مصاف لتكرير النفط، ويغطى إنتاجها 30% من احتياجات السوق المحلى، بينما تعتمد على الاستيراد لتغطية 70% تقريبا من احتياجات البلاد.
وتراجع حجم إنتاج المصافي الليبية من النفط على مدار الفترة الماضية لتعمل بنصف طاقتها تقريبا.
وصرفت ليبيا خلال العام الماضي 4.8 مليارات دينار لدعم جميع أنواع المحروقات. ومنذ أوائل إبريل/نيسان من العام الماضي، دخلت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة في معركة للدفاع عن النفس ضد قوات حفتر التي تحاول السيطرة على العاصمة طرابلس.