توقيع مشروع "السيل التركي" بحضور بوتين وأردوغان

توقيع مشروع "السيل التركي" بحضور بوتين وأردوغان

10 أكتوبر 2016
بوتين وأردوغان عقدا اجتماعاً مغلقاً (اوزان كوسيه/فرانس برس)
+ الخط -


وقعت الحكومة التركية ونظيرتها الروسية، اتفاق مشروع خط الغاز الطبيعي "السيل التركي"، لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا، كما أعلن الرئيس الروسي عن تخفيض سعر الغاز الروسي إلى تركيا ورفع الحظر عن المنتجات الزراعية التركية.

وجرت مراسم توقيع اتفاق مشروع" السيل التركي" في مدينة إسطنبول بحضور الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقب لقاء مغلق بينهما استمر ساعة وأربعين دقيقة في قصر "مابين" في المدينة التركية.

ووقع على الاتفاقية من الجانب التركي وزير الطاقة والموارد الطبيعية، بيرات البيرق، ومن الجانب الروسي وزير الطاقة ألكسندر نوفاك.

من جهته قال بوتين إن موسكو وافقت على آلية لخفض سعر الغاز لتركيا في إطار اتفاق أوسع نطاقاً لبناء خط أنابيب نقل الغاز ترك-ستريم.

وأضاف بوتين في المؤتمر الصحافي أن موسكو قررت رفع حظر استيراد بعض المنتجات الغذائية من تركيا وأن البلدين اتفقا على العمل صوب التطبيع الكامل للعلاقات.

وسيتكون مشروع "السيل التركي" من خطين لأنابيب نقل الغاز بسعة 31.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، حيث سيُخصص أحد الخطين لنقل الغاز الطبيعي إلى تركيا لتلبية احتياجاتها، والخط الثاني لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن للمرة الأولى عن مشروع السيل التركي في كانون الأول/ ديسمبر 2014.

كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد قال إن بلاده "تولي أهمية للطاقة النووية وتسعى حاليًا لتنفيذ مشروع محطة نووية ثالثة".

وأضاف أردوغان في كلمة له، اليوم الإثنين، خلال مؤتمر الطاقة العالمي الـ 23، المنعقد في إسطنبول "نحن بحاجة ماسة لإمكانات الطاقة، وهدفنا في الأعوام المقبلة، تلبية نحو 10% من إنتاجنا للكهرباء من الطاقة النووية".

 

وأشار إلى أن بلاده "تعتمد إلى حد كبير على الخارج في تلبية احتياجاتها من الطاقة، وأنها عازمة على تشييد محطة نووية ثالثة بعد توقيعها اتفاقيتي تعاون مع روسيا واليابان لإنشاء محطتين نوويتين".

وأضاف: "هدفنا هو أن يتحول المؤتمر إلى منصة لتبادل وجهات النظر حول الرؤى والسيناريوهات المستقبلية للطاقة، وأن تتحول الطاقة إلى أداة للسلام والعدالة"، مشيرًا إلى أنه "لا يمكن التحدث عن التنمية والصحة والتغذية والتدفئة من دون حل مشكلة الطاقة".

 

وتابع: "تمتلك تركيا وخصوصًا في السنوات الـ 14 الماضية، نموًا (اقتصاديًا) أعلى من المتوسط العالمي، هذا الوضع مهّد لزيادة طلبنا للطاقة بنسبة 6-8% كل عام، ونحن إلى جانب تلبية هذا الطلب، نعمل على تحقيق أمن عروض الطاقة وتنويعها".

ولفت أردوغان إلى أن بلاده تقع في منطقة يوجد فيها نحو ثلثي احتياطات الغاز الطبيعي المؤكدة، وعلى رأسها منطقة الشرق الأوسط وحوض بحر قزوين.

 

وأشار إلى أن بلاده تقدمت بمشاريع مهمة لنقل مصادر الطاقة في المنطقة إلى الأسواق العالمية.

وذكر أردوغان أن "مشروع السيل الأزرق (أنبوب كبير لنقل الغاز الروسي إلى تركيا عبر البحر الأسود) وأنابيب نقل الغاز الطبيعي من باكو (عاصمة أذربيجان) وتبليسي (عاصمة جورجيا) إلى أرض روم (شرق تركيا) ومشروع ربط الغاز الطبيعي بين تركيا واليونان، يؤكد مكانة تركيا في هذا المجال على المستوى العالمي".

 

ولفت أردوغان إلى أن "غاز شرق المتوسط أصبح في وضع البديل الجديد لمساعي تنويع المصادر"، مضيفًا "أظهرت الأبحاث التي أجريت، أن مسار تركيا لنقل الغاز هو الأرخص والأكثر ربحية".

وأعلن أن بلاده على أعتاب استثمارات جديدة ومهمة كي تصبح مركز تجارة الغاز الطبيعي والطاقة، مضيفًا: "سنتخذ خطوة حساسة جدًا نهاية العام الجاري، وخلال العام المقبل (لم يفصح عنها)، وسننفذ استثمارات كبيرة في هذا المجال، وهكذا سنقترب خطوة أخرى نحو هدفنا في أن نصبح شريكًا موثوقًا لكل دول المنطقة في تجارة الغاز الطبيعي".

وأضاف أردوغان أنه بخصوص الطاقة والغاز الطبيعي تحديداً، إما أن تكون "منتجاً"، أو "ناقلاً"، أو "مستهلكاً"، مشددًا على أن بلاده ليست دولة منتجة، لكنها في وضع المستهلك والناقل.

(الأناضول ، رويترز) 

المساهمون