غريزمان في المركز 10..اكتشاف تكتيكي جديد في موسم استثنائي

غريزمان في المركز 10..اكتشاف تكتيكي جديد في موسم استثنائي

15 مايو 2016
غريزمان نجم أتلتيكو والمنتخب الفرنسي (Getty)
+ الخط -

قدم أنطوان غريزمان موسماً استثنائياً مع أتليتكو مدريد خلال كافة البطولات المحلية والقارية، وواصل الفرنسي عروضه القوية بقيادة الأتليتي لفوز أخير في الليغا هذا الأسبوع على حساب سيلتا فيغو، ليصل إلى مراحل الحسم في أفضل حال، قبل نهائي دوري أبطال أوروبا في ميلانو، وبطولة يورو 2016 على أرضه ووسط جماهيره بفرنسا.

التطور المذهل
كان غريزمان على بعد خطوة واحدة من الالتحاق ببرشلونة في حقبته الذهبية مع بيب غوارديولا، عندما راقبه الفيلسوف عن قرب في أول موسم له بالفريق الأول لريال سوسيداد عام 2009، وتحدث معه فعليا من أجل إقناعه، لكن بتواجده أولا في الفريق الرديف للبارسا ومن ثم تصعيده إذا أثبت كفاءة، في ظل كثافة النجوم بالفريق الحاصل على السداسية التاريخية بتلك الفترة، لكن الفرنسي الصغير حسبها بطريقة أخرى، ليفضل اللعب أساسيا في الباسك على الدكة أو الفريق الثاني في كتالونيا.

لعب النادي الباسكي بطريقة لعب قريبة من 4-3-3، وحصل فيها غريزمان على مركز الجناح الصريح، لاعب سريع ومهاري على الخط، يحصل على الكرة وينطلق بها في اتجاه عمودي على الخط، ليمرر العرضيات داخل المنطقة، ثم تحول بعد ذلك إلى جناح مقلوب، يقطع باستمرار من الرواق إلى قلب منطقة الجزاء، مما جعله يسدد أهدافاً عديدة مع الوقت.

وحصل أنطوان على حرية أكبر كلما واجه فريقه أندية هجومية، لأنه يجيد بشدة لعبة التحولات، ويساند فريقه أثناء المرتدات من الدفاع إلى الهجوم، مع اقتراب حقيقي من مرمى المنافس، باللعب كمهاجم في المركز 9 أمام الشباك.

مهاجم متأخر
يشرح موقع التدريب الإنجليزي طريقة لعب 4-4-2 بصفة عامة، ويضع اهتماماً مضاعفاً بالمركز 10 في هذه الخطة، إنه المركز الخاص باللاعب الحر بين الهجوم والوسط، هو صانع اللعب الذي يقوم بتمرير الفرص إلى زملائه، ويعود إلى الوسط في الحالة الدفاعية لتغطية المراكز، وتقوية منطقة المنتصف بلاعب إضافي، برفقة تحركاته المستمرة من الخلف إلى قلب منطقة الجزاء، لتسجيل الأهداف أو خلق الفراغ اللازم لحصول لاعبي الأطراف والمهاجم على مساحة أكبر.

ولاعب مثل غريزمان يقوم بهذا الدور على أكمل وجه، لأنه في الحالة الهجومية يصبح مهاجماً متأخراً خلف توريس، يمرر له الهدايا، وينطلق بالتبادل معه إلى قلب الهجوم كما حدث في لقطة هدف الأليانز أرينا أمام بايرن، مع تمتعه بحرية الحركة على الأطراف، ليترك المجال أمام كوكي وساؤول، الثنائي الذي يحصل على فراغ حقيقي بسبب انشغال مدافعي المنافس بمراقبة زميلهما المهاري.

بينما في الحالة الدفاعية ينطلق اللاعب سريعا إلى الخلف، يصبح لاعب وسط إضافياً لتنقلب الخطة إلى 4-5-1، ويترك مهمة الضغط لزميله توريس أمام المدافعين، بينما يتكفل هو بغلق زوايا التمرير طوليا أمام حامل الكرة من لاعبي المنافس، ورغم قوته في هذا المجال إلا أن التمرير الطولي السريع يسبب مشاكل قوية لأتليتكو كما فعل بايرن في آخر نصف ساعة، ليتحرك سيميوني سريعا ويضع توماس مكان نجم الفريق غريزمان.

موسم للتاريخ
"وحول اللعب، قدمنا أرقاماً مذهلة دفاعيا، فهذا الموسم الثالث الذي نستقبل فيه أقل عدد من الاهداف بين فرق الليغا، ومن الجيد تدعيم صفوف الفريق بالكثير من اللاعبين الشباب. لقد أنهينا بطولة دوري جيدة جدا"، هكذا تحدث الشولو دييغو سيميوني بعد انتهاء البطولة الإسبانية، واضعا يده على أهم مفاتيح لعبه، ألا وهو النسق الدفاعي الممتاز.

يقدم أتليتكو مدريد أداء قوياً من دون الكرة، لكن نستطيع التأكيد على قيمة غريزمان لهذا الفريق، لأنه أضاف الحلقة المفقودة هجوميا، من خلال لمسة راقية في المساحات الضيقة، ومهارة فائقة في الاحتفاظ بالكرة تحت ضغط، مع حفاظه على الهجمة المرتدة بكل قواعدها ومبادئها، لذلك لعب هذا النجم دوراً محورياً في فوز الأتليتي على أندية عديدة بالدوري، لأنه يعرف كيف يتعامل أمام الدفاعات المتأخرة، ولا يقدم الإضافة في التحولات فقط.

رقميا، سجل النجم الفرنسي 22 هدفاً وصنع 5، ليساهم في 27 هدفاً لأتليتكو مدريد في بطولة الليغا، بنسبة تصل إلى 42 % من إجمالي إنتاج الفريق، ليؤكد هذا اللاعب أنه قريب من شخصية مدربه سيميوني، في قدرته على التكيف مع أي طريقة لعب، وتطوره بشدة دفاعيا، مع قدراته المميزة هجوميا.

يورو 2016
يلعب ديديه ديشامب مدرب الديوك بأكثر من طريقة لعب تأتي على رأسها خطة 4-3-3، بسبب وفرة الأسماء القوية في خطي الوسط والهجوم، ومع لعب بطولة اليورو على الملاعب الفرنسية، فإن أنطوان غريزمان يملك كافة المؤهلات التي تساعده على خطف الأضواء من الجميع، في البطولة القارية الأهم خلال هذا الصيف.

لعب جيرو كمهاجم صريح في المباريات الودية الأخيرة، بالتبادل جينياك والبقية، ووضع المدير الفني لاعبه غريزمان كجناح مقلوب على اليمين، يحصل على الكرة ويتحول باستمرار إلى داخل منطقة الجزاء، في سبيل صعود بول بوغبا إلى الطرف كلاعب إضافي بالحالة الهجومية، لتصبح الخطة أقرب إلى 4-4-2 بتواجد بوغبا ومارسيال على الأطراف، مع الضرب في العمق بأنطوان ومهاجم آخر.

ويجب أن يفكر المدرب أيضا في حلول هجومية جديدة، خصوصا بعد تأكد غياب المهاجم الكبير كريم بنزيما، ومع توافر أكثر من لاعب مميز في المنتصف والأطراف، فإن غريزمان يستطيع التألق في مركز المهاجم الوهمي، لأنه يتحرك كثيرا في كافة أركان الثلث الهجومي، ويجيد فتح الفراغات اللازمة لتواجد بوغبا، مارسيال، ماتويدي، والبقية، وبالطبع الحكم النهائي بعد فترة وجيزة.

المساهمون