أنا زلاتان(1)... غوارديولا اشترى فيراري واستعملها كـ "فيات"!

أنا زلاتان(1)... غوارديولا اشترى فيراري واستعملها كـ "فيات"!

04 اغسطس 2015
+ الخط -

يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسلة مقالات (عصير الكرة) عن أفضل وأبرز ما كتب حول أسرار الساحرة المستديرة وعالم نجومها، وندخل سوياً إلى الكتاب الخاص بالنجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.

-جاء إلي غوارديولا بعد ما وصلت، بـ "بذلة رمادية"، وبمزاج متعكر.. لم يبدُ لي أنهُ مرتاح.. كان لدي اعتقاد مسبق عنه بأنهُ مدرب جيد، بالتاكيد ليس بجودة كابيلو أو مورينهو.. لكنني كنت أعتقد انهُ على ما يرام.. كان هذا الحديث قبل فترة طويلة من بداية الحرب معه.. كان ذلك في خريف 2009.

وكنتُ حينها أعيش حلم طفولتي، أنا في النادي الأفضل في العالم، ولقد تم استقبالي من قبل 70 ألف مشجع في الكامب نو..كنتُ أمشي على الغيوم.. في الحقيقة لم تكن كل الأمور سهلة لأن بعض الصحف بدأت تكتب الهراء وتقول بأنني "الولد السيئ" وما إلى ذلك.. لكن بكل الأحوال، هذا لم يكن مهما.. الأهم انني هُنا في البرسا.. مع هيلينا والأولاد كان لدينا بيت جميل في دي يوبريغات وكنتُ أشعر بحالة جيدة.. ما الذي يمكن أن يكون سيئاً في مثل هذه الظروف ؟!

-غوارديولا قال لي:"أنت، نحن هُنا في برشلونة نعيش الواقع ونعمل بتواضع".

-"بالتأكيد، حسنا".. هذا ما قلتهُ له..

- ثم قال لي: "كما أننا هُنا لا نأتي إلى التدريبات بـ "سيارات فيراري أو بورش".

-صُدمت قليلا، ومن ثم بدأ الغرور يتحرك بداخلي وتحدثت لنفسي: "ماهي علاقتك بسيارتي وما أفعلهُ بها؟ ".. ومن ثم فكرت أيضا: "ماذا يريد؟ ما هي الرسالة التي يريد أن يوصلها لي؟ "..صدقوني لست من ذلك النوع الذي يحب إظهار قوته من خلال القدوم بسيارات فاخرة وما إلى ذلك، لكنني أحب السيارات.. هذا هو شغفي.. وبكل الأحوال انا فهمت شيئا، من بعد تلك الكلمات: إبرا، لاتظن أنك النجم الكبير وحدك!

-كانت لدي فكرة مسبقة عن أن برشلونة أشبه بمدرسة، بمعهد..اللاعبون كانوا رائعين، ولم تكن هناك اي مشكلة معهم، كما ان ماكسويل كان هُناك ايضاً.. صديقي في أياكس وانتر ميلان سابقاً.. لكن بكل صراحه، لم يكن أيٌ من النجوم الكبار يتصرف وكأنهُ نجم كبير: تشافي، أنيستا ومعهم ميسي جميعهم كانوا يتصرفون وكأنهم في مدرسة أطفال، كان الأمر غريبا، أفضل لاعبي العالم يؤمرون وينحنون فوراً.. لم أفهم الأمر، كان سخيفاً حقاً.

في إيطاليا عندما يقول المدرب: اقفز .. النجم يسأل : لماذا يجب ان نقفز؟

-بدأت بالتفكير: ما الذي يحصل؟..لكنني قررت أن لا أستند إلى أحكام مسبقة، لهذا بدأت التأقلم.. كنت شخصاً أكثر من لطيف، لم يكن الأمر جميلاً.. رايولا وكيل أعمالي وصديقي سألني :" زلاتان، ماذا بك؟ لم أعرفك حقاً".. لم يكن أحد يعرفني، لم أكن سعيداً بل على العكس، منذ أن كُنت في مالمو لم تكن لدي هذه الفلسفة، كنت أعمل وفقاً لطريقتي..لم أهتم أبداً بما يقوله الناس عني.. لم أشعر بأنني من المثاليين أبداً لأنني أفضل الشخص الذي يقود سيارته عبر الخطوط الحمراء إذا فهمتم ما أعنيه..

-رغم ذلك، لم أكن على طبيعتي.. لم أقل ما أريدهُ.. كان الأمر مقرفاً لدرجة بعيدة.. كنت اقود سيارة الأودي، وأنتظم هُناك كأنني في مدرسة أطفال.. أقوم بوضع سيارتي في المواقف كما يفعل زملائي .. كان الأمر مملاً حقاً.. زلاتان إبراهيموفيتش الحقيقي لم يعد موجوداً، وهذا لم يحدث منذ أن ألتقيت لأول مرة بمجموعة من الفتيات بعد ان تركت بورغاسكولان ودعوتهن وانا ألبس قميص رالف لورين ، وكاد أن يصيبهن الجنون لذلك..

- ربما ان للصحافة دوراً في ذلك، لا أعلم .. كنت ثاني أغلى انتقال في تاريخ كرة القدم، والصحف بدأت تكتب عني كثيراً.. كانوا يقولون إنني أعاني من مشاكل منذ طفولتي وإن لدي خطأ في شخصيتي ..

- بعد ذلك كله فجأة دب بعض الأدرينالين: قادم من زلاتان القديم أخيرا : لماذا يجب علي أن احتمل هذا الوضع؟ لماذا يجب أن أحتمل تفاهات مدرب أحمق؟ لدي المال وأستطيع الاعتناء بأسرتي وأن أحظى بالمتعة بدلاً من فعل ذلك.. كنت قد عشت فترة جميلة بهذه الأفكار، لكنها لم تدم طويلاً..

- فجأة ظهر ميسي بعد ذلك .. ميسي رائع، لا يصدق .. لم أعرفه بشكل خاص، لكنهُ يختلف عني كثيراً.. لقد جاء إلى النادي وهو بعمر الـ13 عاماً ولقد تعود على ثقافة النادي ووضعية الالتزام وكأنه في المدرسة ومن هذا الهراء.. لعب الفريق كله يتمحور حوله.. وهذا أمر طبيعي في الحقيقة لأنه لاعب رائع حقاً.. لكن الأن انا جئت إلى برشلونة، وسجلت اهدافاً أكثر منه..

- ميسي ذهب إلى غوراديولا وقال: "لا أريد ان ألعب في خط الوسط بعد الأن، أريد ان اكون متقدماً في الوسط".. كنت أنا في العمق، لكن بيب غير تكتيكه فوراً من 4-3-3 إلى 4-5-1 ..معي أنا في المقدمة وخلفي ميسي ..أصبحت في الظل، لأن ميسي خلفي مباشرة وكل الكرات كانت تصله وتخرج منه ولم أتمكن من اللعب بطريقتي.. على الورق، كان يجب ان أكون حرا،  فأنا استطيع صنع الفارق في كافة المستويات.. لكن بكل بساطة غوراديولا قام بالتصحية بي..

- هذه هي الحقيقة..غوارديولا حجم مكاني، حسناً، أستطيع ان أكون في مكانه، وأقول : إنهُ ميسي، وهو النجم الأكبر، يجب ان استمع له.. لكن لا يمكن أن تسير الأمور بهذه الطريقة، انا ايضاً سجلت العديد من الأهداف وكنت رائعاً.. كيف يمكنه ان يبرمج فريقه على لاعب واحد.. ولماذا ايضاً قام بشرائي إذا كانت هذه هي القضية؟ لايمكن لأحد ان يدفع هذه الأموال لكي يخنقني كلاعب.. غوراديولا كان عليه ان يفكر فينا جميعا وليس بميسي وحده..

-بكل تأكيد، الأجواء في الإدارة بدأت تتوتر.. كنت أغلى صفقة في تاريخ النادي، لكنني لم أشعر بحال جيد في الخطة الجديدة، كنت مكلفاً للغاية على ان تتم التضحية بي.. تيكسيكي المدير الرياضي للنادي جاء إلي وقال: " اذهب وتحدث مع غوراديولا،  تبين منه".. لم أحبذ الفكرة لأنني كلاعب أقبل بمركزي.. لكن حسناً، لا يهم، سأفعل وأتحدث معه.. أحد اصدقائي قال لي: "زلاتان، يبدو أن نادي برشلونة قاموا بشراء فيراري، لكنهم يقودونها وكأنها فيات ".. فكرت، وقلت.. حسناً سأذهب فهذه حجة جيدة.. غوارديولا قلل من أهميتي كلاعب كبير في فريقه..

- ذهبت له في التدريبات.. في الملعب.. وكنت متأكداً من شيء واحد: لم أكن أفكر في إشعال حرب، كنت اريد النقاش فقط، وبدأ الحوار..

-قلت له: " لا أريد الشجار، لا أريد حرباً.. أريد فقط أن أناقشك"

-قال لي: "جيد، فأنا أود التحدث إلى اللاعبين"

- قلت له: "سمع، أنت لاتستخدم إمكانياتي جيداً.. إذا كنت تريد لاعباً يسجل الأهداف فقط، لماذا لم تشترِ إنزاغي او أي هداف أخر، انا أريد بعض المساحة، أريد ان أكون حراً في الهجوم.. لا يمكنني ان أتحرك للأمام وللخلف في العمق فقط.. أريد ان أتمركز حراً لأن وزني 98 باوند ولا أملك الإمكانيات البدنية لما تطالب به" ..

- رد وقال: "أعتقد انهُ يمكنك ان تلعب بهذه الطريقة" .

- قلت له: "لا، من الأفضل ان تضعني في دكة البدلاء، سأتفهمك مع كل الاحترام.. لكن أن تضحي بي في الملعب لأجل لاعبين أخرين، هذا لن يتم.. أنت حقاً قمت بشراء فيراري وتستعملها وكأنها فيات".

- غوراديولا انصدم قليلاً .. ومن ثم قال: "حسنا، ربما كانت غلطتي.. سأعمل على إيجاد حل لذلك".

- كنت سعيداً، لأنني أعتقدت حقاً انهُ سوف يعمل على إصلاح هذه الوضعية.. لكن بدلاً من ذلك بدأ بتجميدي.. كان بالكاد ينظر لي وانا شخصيا لا تهمني مثل هذه الأمور في الحقيقة.. وبالرغم من استمراري في نفس المركز، إلا انني أستمررت بالتألق مع الفريق.. سجلت العديد من الأهداف مع الفريق - ليست بتميز أهدافي في إيطاليا - لأنني لم أعد "إبرا كادبرا" كما في السابق .. لكنني رغم ذلك واصلت، وضد ارسنال، سيطرنا عليهم في البداية وكانت عشرين دقيقة رائعة.. سجلت هدفين رائعين .. ولم أفكر في غوراديولا، كنت أجري فقط.. لكن بعد ذلك قام بإخراجي، وجاءت بعد ذلك أهداف أرسنال -هدف وأثنين ومن ثم التعادل .. كانت حماقة..!"

المساهمون