من إدارة ميلان إلى مونتيلا.. يمكنك الآن استخدام "الجوكر"!

من إدارة ميلان إلى مونتيلا.. يمكنك الآن استخدام "الجوكر"!

23 يوليو 2017
ميلان يبدأ الموسم الجديد بشكل مغاير (Getty)
+ الخط -

"لم نتوقف بعد، وستكون هناك خطوات أخرى في الميركاتو الحالي، هدفنا العودة بقوة ووضع ميلان على الطريق الصحيح". بهذه الكلمات الواثقة بدأ ماركو فاسوني المدير التنفيذي لنادي ميلان، حديثه حول أقوى ميركاتو للنادي الإيطالي منذ سنوات بعيدة، فالـ"روسونيري" فعل الكثير خلال فترة زمنية قصيرة، وتفوق على الجميع بلا استثناء عندما يتعلق الأمر بالحسم والقدرة على الإنجاز، في انتظار "المستر إكس" كما قال الرجل القوي، للدلالة على وجود صفقات أخرى في المواعيد المقبلة.

مونتيلا السابق
وضع ملاك ميلان الجدد كامل ثقتهم في مونتيلا، المدرب الذي قاد ميلان مؤخرا وحقق بطولة السوبر الإيطالي، مع مسيرة سابقة لا بأس بها في الكرة الإيطالية، كانت أهم مراحلها بكل تأكيد فترته مع فريق فيورنتينا. وعلى الرغم من ابتعاد الفيولا عن البطولات والمنافسة على لقب الدوري إلا أن فينتشينزو صنع أسلوب أداء خاصاً وطريقة لعب مميزة حازت على اهتمام غالبية المتابعين، خصوصاً على مستوى بناء الهجمات من الخلف، واستخدام الظهيرين في صناعة الفرص من مناطق أسفل الأطراف.

استخدم المدير الفني خطة قريبة من 3-5-1-1، لصعود كل من باسكوال وكوادرادو وقتها إلى نصف ملعب الخصوم، واستفاد الإيطالي من تجربة الأرجنتيني ريكاردو لا فولبي مدرب المكسيك الأسبق، أحد أعظم المدراء الذين ركزوا على فكرة بناء الهجمة من الدفاع، وتعود القصة إلى مونديال 2006، حيث لعب الفريق المكسيكي بطريقة لعب تعتبر مزيجاً بين 3-5-2/ 3-4-2-1/3-5-1-1، وهي نفس الطريقة التي لعبت بها كتيبة الفيولا بالكالتشيو تحت قيادة مونتيلا، مع ثلاثة مدافعين وظهيرين بالإضافة إلى وسط يجيد التحكم بالكرة، يبدأ باكويلاني وفاليرو وينتهي بالخبير بيتزارو، خلف ثنائي الهجوم فيرنانديز وغوميز في أغلب الوقت.

عرف مونتيلا خلال ولايته في فلورانسا بتفضيل الاستحواذ في نصف ملعبه، وامتاز بوجود مدافعين قادرين على تسجيل الأهداف وصناعة الفرص، مع خط وسط يهدف دائماً إلى السيطرة على مجريات اللعب، لكن بقت مشكلة الهجوم وعدم وجود لاعب حاسم بنفس صفات المصاب غوسيبي روسي، مع وجود فراغات قاتلة خلف الظهير المتقدم، مع عجز المدرب عن إيجاد حلول سريعة للفجوة المتاحة بين الدفاع والأجنحة.

مونتيلا الحالي
زادت خبرة مونتيلا مع الوقت بعد سنوات عمله مع فيورنتينا وسامبدوريا، واستحق قيادة ميلان خلال الموسم الماضي، وعلى الرغم من عدم صعود الفريق إلى دوري الأبطال وخسارته الكأس، إلا أن النادي اللومباردي أبلى بشكل جيد أمام يوفنتوس في الدوري والسوبر الإيطالي، مع خطف مركز مؤهل إلى الدوري الأوروبي في النهاية، لتكون هذه الخطوة بمثابة البداية الفعلية لمشروع ميلان الجديد، بعد تأكد عملية بيعه إلى مستثمرين جدد، والسعي نحو التعاقد مع عدة لاعبين من أجل استعادة الأمجاد القديمة كالسابق.

إذا كان فينتشينزو متعصباً بشدة لطريقة ما، فإن خطة 4-3-3 هي المقصودة حتما، لأن المدرب لعب بها في معظم فترات الموسم، حتى بعد إصابة عدد كبير من النجوم وعلى رأسهم بونافينتورا، ليواجه المدرب انتقادات حادة نتيجة عدم مرونته الخططية، وحفاظه على نفس النسق رغم تغير إمكانات فريقه. وركز قائد ميلان على إجبار مدافعيه على التمرير الطولي، مع عودة لاعب الارتكاز الدفاعي بين القلبين، للتحول إلى نظام الـ 3-7 أي البدء من الخلف بثلاثي صريح من أجل صعود الظهيرين، وتمركز ثنائي الوسط المتقدم في أنصاف المسافات كريشة بين العمق والطرف.

ونجحت هذه الخطة في البدايات من خلال الفوز على اليوفي في سان سيرو، وخطف لقب السوبر من نفس الفريق بركلات الجزاء، لكن ظهرت الفوارق خلال الدور الثاني بسبب إصابة أكثر من لاعب، وانخفاض مستوى مونتوليفو وكوتشكا، ما جعل الوسط ضعيفا للغاية أثناء التحولات من الدفاع إلى الهجوم والعكس، ليلجأ الروسونيري إلى مهارات نجوم المقدمة وسرعتهم، وظهرت هذه الحالة بوضوح مع ديولوفيو وسوسو في آخر الجولات، حتى احتلال المركز السادس بفارق نقطة واحدة عن إنتر في نهاية المطاف.

بونوتشي
تستحق صفقة انتقال ليوناردو بونوتشي أن تكون قنبلة الميركاتو بامتياز، فاللاعب الإيطالي حاز على اهتمام عمالقة الكرة في أوروبا، برشلونة وتشيلسي ومانشستر سيتي، مع مراقبة ريال مدريد للموقف وفق أحاديث الصحف الإسبانية، لكن ميلان في النهاية حصل على المراد، ليحقق انتصارا معنويا على منافسيه في الدوري المحلي، ويعلنها صريحة بأنه سينافس بحق ولن يكون مجرد عامل مساعد كالسنوات الأخيرة.

بونوتشي هو أفضل مدافع في العالم من حيث البناء من الخلف، نصف قلب دفاع ونصف ارتكاز متأخر، وأميز من يقوم بدور الليبرو، مع خبرة عريضة في الدوري وبطولات أوروبا. ومع وجود موسياشيو المميز في ألعاب الهواء، ورومانيولي الذي تألق من قبل مع الفريق وأثبت كفاءة حقيقية، يمكن لمونتيلا الثقة بدفاعه الجديد، لأنه يملك خيارات عديدة ستجعله يتحول بسهولة من 4-3-3 إلى 3-4-3 ومشتقاتها حسب أهمية وظروف كل مباراة.

تؤكد التجارب السابقة في السيريا آ أن الفريق البطل هو الذي يضم أكبر عدد ممكن من المدافعين، يوفنتوس على سبيل المثال امتلك كلا من داني ألفيش، ليشتستاينر، ساندرو، بارزالي، كيليني، روجاني، بنعطية، وبونوتشي، ليستخدم أليغري عدة تشكيلات مختلفة طوال الموسم. ونجح ميلان هذا الصيف في التعاقد مع نجم دفاعات حامل اللقب رفقة كونتي وموساشيو وريكاردو رودريغز، أي أصبحت كل الطرق مفتوحة أمام الرهان على أنجح خطط الكالتشيو، رسم 3-4-1-2 وفروعه.

الوايلد كارد
يعرف عشاق لعبة "الفانتازي" هذه الكلمة جيدا، "الوايلد كارد" مثل ورقة الجوكر التي تستخدم مرة واحدة في الموسم أو مرتين، وتسمح هذه الخاصية لصاحبها بعدد غير محدود من عمليات بيع وشراء اللاعبين، بدون خسارة أي نقاط إضافية. ويبدو أن مونتيلا يمتلك شيئاً قريباً في الوقت الحالي، من خلال الدعم الكبير من جانب إدارة ميلان، ووفرة الخيارات الجديدة التي ستساعده حتما على اللعب بأكثر من رسم تكتيكي.

خلال المباريات الودية، أظهر الوافد الجديد كيسي قدرات هائلة على مستوى الانطلاقات من الدفاع إلى الهجوم، وقدم نفسه كلاعب "بوكس تو بوكس" من الطراز الأول، مع إجادة كاملة لشغل كافة وظائف الارتكاز، بالإضافة إلى تمتع الأرجنتيني لوكاس بيليا بقدرة الاحتفاظ بالكرة تحت ضغط، ونجاحه في التمركز أمام خط دفاعه، والعودة المستمرة للتغطية في حالة فقدان الكرة. كذلك قام الظهير الأيسر ريكاردو رودريغز بدور البطل خلال مباراة بايرن الودية، ليفتح الملعب بالعرض ويصنع عدة فرص للتسجيل.

كونتي هو الآخر ظهير جناح على اليمين، ومع وفرة لاعبي الدفاع في العمق، ووجود خط وسط قادر على التمركز بالكرة ومن دونها، يستطيع ميلان اللعب بالثلاثي رومانيولي، موساشيو، وبونوتشي في الخلف، مع اختراق المنافس عرضيا بواسطة كونتي ورودريغز، بالإضافة لشغل فراغات المنتصف عن طريق كيسي وبيليا، مع إمكانية لعب بونافينتورا كلاعب وسط مهاجم أمام ثنائي الارتكاز، أو قيامه بدور المحور الثالث على مقربة منهما في صورة مثلث، رأسه بيليا وضلعيه بونا وكيسي.

يؤكد فاسوني أن ميركاتو ميلان لم ينته بعد، وتشير المصادر المقربة إلى أن النادي يراقب أكثر من لاعب جديد، في مقدمتهم كالينيتش مهاجم فيورنتينا، وبيلوتي نجم تورينو الكبير، وأوباميانغ قائد دورتموند بالثلث الأخير. وبترجمة هذه الخيارات على أرض الواقع، سنجد أنها ملائمة بشدة لإمكانية اللعب بخطة 3-4-1-2، من خلال الربط بين أندريا سيلفا والمهاجم الجديد داخل وخارج منطقة الجزاء، فالبرتغالي يتحرك كثيرا للخلف وتجاه الطرفين، وفي حاجة إلى لاعب آخر أمامه، حتى يُرهق المدافعين ويستغل الكرات العرضية القادمة من الأطراف.

المهاجم ليس هدف ميلان الوحيد، بل هناك أيضا إمكانية للتعاقد مع ريناتو سانشيز نجم البرتغال في يورو 2016، ويمتاز هذا اللاعب أيضا بالقدرة على شغل الجانبين، الدفاعي والهجومي في آن واحد، على خطى كيسي المنتقل مؤخرا من أتالانتا إلى سان سيرو، وبالتالي تساعد هذه النوعية من لاعبي الارتكاز أي مدرب في التضحية لاعب من الوسط ، في سبيل وضع مدافع ثالث أو صانع لعب حر كالتركي تشالهانوغلو خلف رأسي الحربة على مشارف منطقة الجزاء، في النهاية سنرى خطة مغايرة لميلان في الموسم القادم، وكافة الخطوات توحي بذلك حتى هذه اللحظة.

المساهمون