نيمار خرج فائزاً من "الروليت الروسية"

نيمار خرج فائزاً من "الروليت الروسية"

18 أكتوبر 2015
+ الخط -


في أهم فيلم في حياته، يرسم المخرج مايكل سيمينو مشهد النهاية في فيلم "صائد الغزلان" حيث يقف الجندي الأميركي روبيرت دي نيرو وهو يتابع صديق عمره الجندي كريستوفر والكن يلعب أخطر لعبة لعبها الإنسان.. الروليت الروسية.

لا شيء يمنعك من الموت قبل منافسك سوى الحظ.. التوفيق فقط هو العامل الوحيد لتخرج فائزاً من هذه اللعبة المميتة التي يتم وضع رصاصة واحدة في مسدس الريفولفر من الطراز الكلاسيكي ذي الخزانة الدوارة التي تتسع لست رصاصات ثم تبتلع نصف الماسورة في فمك وتطلق الزناد! أنت الآن إما ميت أو منافسك سيكون هو من ستنفجر من رأسه الدماء بغزارة في المحاولة القادمة.

هكذا ببساطة خاض مدرب رايو فايكانو، باكو خيميث مواجهته ضد برشلونة.. جرت العادة مع المدرب الإسباني الأصلع أن يلعب مبارياته مع برشلونة خاصة وأمام الفرق الكبيرة عامة بطريقة الروليت الروسية، لكنه لا يكف عن الخسارة ولا يكف عن التعلّم.

خيميث قال قبل ذلك إنه يفضل أن يخسر على أن يخسر أيضاً ولكن بدون أن يحاول الهجوم، لكن خيميث لا يلعب للهجوم بل يلعب للانتحار .. هكذا الأمور ببساطة، وهكذا كان ممكناً جداً أن نشاهد برشلونة يسجل 3 أهداف في الـ10 دقائق الأولى وتنتهي المباراة.

الروليت الروسية وقفت في صف خيميث هذه المرة وتمكن من تفجير رأس منافسه أولاً، لكنه على ما يبدو أدمن اللعبة فظل قابعاً أمام المنضدة في انتظار جولة أخرى ليستمر في سياسة الهجمات التي من الممكن أن تخلف كوارثاُ بعد ذلك، لدرجة أننا شاهدنا مباراة عجيبة تشعر فيها أن أي هجمة ستؤدي إلى هدف على الجانبين.

نيمار يصنع الفارق
ولأن كل هجمة لبرشلونة كانت أشبه بالهجمة المرتدة بسبب سياسة الضغط المجنون التي مارسها باكو خيميث كان طبيعياً أن تظهر العديد من مواقف اللاعب ضد لاعب وهي اللحظة التي يتمرس فيها البرازيلي نيمار وينتظرها بشغف لمرة أو اثنتين في المباريات العادية، فإذا بها تُتاح له ما يقارب المرات العشر في هذه المباراة!

بالطبع عاقب نيمار باكو وفريقه بشدة فتلاعب بمدافعي الرايو ونجح في الحصول على ركلتي جزاء كما استحق الحصول على اثنتين أخريين ليظهر مهاجم سانتوس بشكل مذهل أنسى الجميع أن برشلونة يفتقد أفضل لاعب في العالم، المصاب الذي لا يستطيع الركض.

المثير في لقطات ركلات الجزاء أن بطلها الآخر كان هو الظهير الأيمن للرايو في المباراة ناتشو مارتينيز وهو الظهير الأيسر بالأساس والذي يبدو أن خيميث نقله إلى ذلك المكان لإيقاف نيمار، فإذا بالأخير يستمتع بإهانته مع كل مراوغة، أي أن الإجراء الدفاعي الوحيد الذي قام به باكو خيميث في هذه المباراة ضاعف من فداحة ما يفعله بفريقه.

دفاع مهترئ
مغامرات نيمار في بلاد الرايو لم تخفِ تلك الكوارث الرهيبة التي تسبب فيها دفاع برشلونة اليوم حتى إن جيرارد بيكي كان يقف في لقطة الهدف الأول وهو يبتعد بـ3 ياردات على الأقل عن أقرب مدافع مغطياً التسلل كما ظهر في لقطة أخرى يشتت الكرة لأعلى ثم ينسى على ما يبدو أن الكرة لم تخرج حتى من منطقة الجزاء غير مبال بالركض خلف المهاجم والضغط عليه لعدم استلامها جيداً!

ناهيك عن كم التمريرات الخاطئة التي ارتكبها دفاع برشلونة وهي النقطة التي لا يمكن الحديث عنها من دون التنبيه إلى أنها كانت الحسنة الأهم لأسلوب لعب خيميث المجنون.

شتيغن احتياطي حتى الرحيل
بالنظر لما قدمه كلاوديو برافو اليوم فإن فرص تير شتيغن تضاءلت أكثر مما هي ضئيلة أساساً في العودة لحراسة مرمى برشلونة، فالحارس التشيليّ كان الحلقة الأهم في برشلونة في النصف الأول من الشوط الثاني حيث تلاعب لاعبو الرايو بدفاعات البرسا وأضاع خافي جيرا فرصة مهمة، لكن الخطورة الأكبر جاءت من ذلك الغيني لاس بانغورا الذي لو كان قد سجل لكانت ربما أحد أفضل مباريات لكن بانجورا اكتفى بصنع الفرص مع إضاعتها في مشهد مثير.

الخلاصة
كنا أمام مباراة لا تتكرر كثيراً.. فريقان مهووسان بالضغط العالي لدرجة العشوائية التي تجعل أي كرة مشتتة "ولن أقول مقصودة" من الممكن أن تصنع خطورة إن سيطر عليها المهاجم أمام عدد محدود من المدافعين.

إن واصل برشلونة بهذه الصورة فهو أمام سيناريو قد يكون مشابهاً جداً لسيناريو سيلتا فيجو الذي يعد نسخة أكثر عقلانية من رايو، فهو يهاجم بضراوة أيضاً لكنه لا يهاجم بلا عقل.

 يبدو أن خيميث لا يحظى بالكثير من الحظ في لعبة الروليت الروسية، فهو يخسر دائماً، والسؤال لماذا لا يُجرّب الشطرنج فبإمكانك التعويض فيه، أم أنه أدمن أن يوصف بالمدرب الشجاع على حساب فريقه وعلى حساب إمكانية تحقيق إنجاز حقيقي داخل المباريات خصوصاً إن تقدم في النتيجة؟

المساهمون