انهيار مانشستر سيتي.. مؤامرة أم سقوط تكتيكي بحت؟

انهيار مانشستر سيتي.. مؤامرة أم سقوط تكتيكي بحت؟

26 مارس 2016
+ الخط -

دخل مانشستر سيتي النفق المظلم سريعا هذا الموسم، فبعد عقد ميركاتو تاريخي في الصيف الماضي، توقع أغلب المتابعين عودة قوية للبطل الأسبق، لكن السقوط جاء أسرع مما تخيله الجميع، ليخرج السيتي من كأس إنجلترا بهزيمة تاريخية أمام تشيلسي، ويبتعد كثيرا عن الصدارة في البريمييرليغ، لكن هذا الأمر لم يكن مصدر القلق الحقيقي، لأن كتيبة بليغريني أصبحت مهددة بعدم اللعب في دوري أبطال أوروبا خلال العام القادم، وهذا هو الفشل المفزع بحق.

مؤامرة؟
يهمس البعض من حين لآخر بأن المدرب الشيلي مانويل بليغريني هو السبب الرئيسي في ما حدث، لأنه لا يريد لخلفه بيب غوارديولا اللعب في الشامبيونزليغ، وإذا وضعنا نظرية المؤامرة بعيدا، فإن هذا التصور خارج تماما عن أي تصديق في كرة القدم، لأن مانويل صاحب تاريخ تدريبي طويل، ومن الصعب أن يفكر بهذا الشكل، خصوصا أن الفشل سيوضع في وجهه، وسيؤثر عليه في النادي المستقبلي الذي سيقوم بتدريبه.

يدرك المتابع الدقيق لفريق مان سيتي مع بليغريني أن هذا السقوط أمر متوقع للغاية، لأن كل المقدمات أوحت بذلك، من ميركاتو غير مدروس بالمرة على صعيد التعاقدات، إلى غيابات بالجملة في صفوف نجومه، مرورا بالنفس القصير لمدربه في مختلف الأندية التي قام بتدريبها، لذلك يُمكن دراسة الفشل كرويا وتكتيكيا.

لا يتعامل مانويل مع الضغط بالشكل الكامل، لذلك استمر موسما واحدا فقط مع ريال مدريد، ودخل في صراعات مع بعض النجوم السابقين، أشهرهم بكل تأكيد خوان رومان ريكلمي في فياريال، لذلك يتوتر التشيلي سريعا كلما تعقدت الأمور، من القمة في أول موسم مع مان سيتي إلى الصراع على مركز رابع، وبينهما موسم سابق باهت للغاية على جميع المستويات.

توريه
ربما يايا توريه هو أكثر الأسماء تضررا من قدوم غوارديولا، لذلك انخفض مستواه كثيرا بعد إعلان التعاقد الرسمي مع الفيلسوف، لكنه أيضا لا يعيش أجمل سنواته، مع كبر سنه وتهوره المضاعف في أماكن خطيرة داخل الملعب، ولأن الإيفواري هو النجم الأبرز للسيتي في السنوات الماضية، فإن هبوط أدائه يعني تعرض الفريق لخسائر أكبر بشكل عام.

توريه ليس ارتكازا دفاعيا صريحا، بل لاعب غير تقليدي، يزيد عطاؤه مع حريته داخل الملعب، يصعد كثيرا بالكرة إلى الثلث الهجومي، ويتحول إلى صانع لعب مباشر خلف المهاجمين، وبالتالي يسجل أهدافا عديدة، عن طريق التسديدات بعيدة المدى، أو عمل تمريرة مزدوجة مع أحد المهاجمين، ليدخل إلى منطقة الجزاء وينفرد بحارس الخصم.

منذ بداية الموسم ومستوى الإيفواري في هبوط حاد، كبر السن له دور كبير، لأن لياقته انخفضت بشدة، وأصبح غير قادر على العودة إلى الدفاع للتغطية، كذلك ثقل حركته تسببت في سهولة توقعه من جانب المدافعين، وصارت كل فترات تألقه تكمن في لحظة تجلٍّ أو لقطة خيالية تتكرر مرة كل خمس مباريات، ومع سقوط توريه، سقط وسط السيتي دون رجعة.

كومباني
يتحمل بليغريني والإدارة الرياضية جانبا سلبيا من التعاقدات الأخيرة، فالفريق تعاقد مع أكثر من اسم كبير لكن دون جدوى حقيقية، مانغالا وأوتاميندي في الدفاع، ورحيم ستيرلينغ بالهجوم، لكن لم تقدم هذه النجوم الإضافة المرجوة، وبمعنى آخر، لم ينجح مانويل في إدخال العناصر الجديدة داخل تكتيك الفريق بالطريقة الكافية.

كلما غاب كومباني عانى السيتي، المدافع البلجيكي هو الأساس في الخط الخلفي، وعدم تواجده في أي مباراة يعني تلقي هارت لأهداف غزيرة، والقائد لم يلعب كثيرا هذا الموسم بسبب الإصابة، وبالتالي ضعف دفاع مان سيتي وكثرة استقبال أهداف أمر طبيعي للغاية، ليس له أي علاقة باستبدال المدربين.

حصل مان سيتي على أقل عدد نقاط في المباريات الكبيرة، مشكلة أخرى تواجه المدرب منذ فترة ليست بالقليلة، فهو لم ينجح في تحويل النادي من مجرد فريق مميز إلى آخر بطل مستمر، وظهر هذا الخلل منذ الموسم الماضي، رغم عدم ظهور فرق مثل ليستر سيتي، توتنهام، ووستهام، ومع تألق هذه المفاجآت هذا الموسم، سقط السيتي أمام هؤلاء، وبكل تأكيد أمام الكبار - لو بالاسم - كمان يونايتد، تشيلسي، وآرسنال.

دي بروين
أنهت إصابة كيفين دي بروين كافة الآمال في مانشستر سيتي، فالنجم البلجيكي كان الأبرز هذا الموسم، من خلال تفوقه في صناعة وتسجيل الأهداف، وحمله الفريق على عاتقه، في ظل انخفاض مستوى دافيد سيلفا، وكثرة إصابات أغويرو، وبمجرد تأكد إبعاد دي بروين، انتهت كل أحلام بليغريني في موسم ناجح.

صنع دي بروين 67 فرصة هذا الموسم، أكثر من أي لاعب آخر رغم غيابه منذ فترة طويلة، وهذا يدل على ضعف عملية صناعة اللعب في مان سيتي خلال الفترة الأخيرة، ليخسر الفريق أهم سلاح له مع بليغريني، ألا وهو الهجوم الكاسح، فالفريق عانى تاريخيا من دفاعه، لكن قلة عدد الأهداف أمر جديد أضاع ما تبقى من الموسم.

في آخر سبع مباريات بالدوري، لم يسجل السيتي أكثر من هدف واحد إلا في مباراة أستون فيلا، ونتيجة كل هذه العوامل السلبية، تراجع الفريق حتى المركز الخامس بالدوري، ليضرب أي أقاويل بأن الناحية النفسية هي السبب، من الممكن أن تكون لها دور، لكن الجانب الفني يؤكد أن سقوط فريق بليغريني كان أمرا متوقعا.

لمتابعة الكاتب

المساهمون