كوبا أميركا 2015.. كل الطرق تقود إلى شيلي سامباولي

كوبا أميركا 2015.. كل الطرق تقود إلى شيلي سامباولي

27 يونيو 2015
+ الخط -


تقول الأسطورة إن نسخة كوبا أميركا الحالية ستبقى خالدة في سجلات التاريخ، حتى في حالة عدم تطور المستوى الفني بشكل مضاعف خلال مراحل الحسم، ويعود السر إلى كم الأحداث المتتالية التي شغلت الرأي العام اللاتيني أثناء البطولة غريبة الأطوار، بداية من حادثة فيدال وأنباء اعتقاله، ثم مشاركته في مباراة بوليفيا بطريقة عادية، وأخيراً حادثة نيمار وباكا، وإيقاف البرازيلي حتى نهاية الكأس، في مفاجأة عصفت بأحلام البرازيل مبكراً، لذلك سيظل الجدل مُثاراً حول هذه النسخة من الـ"كوبا" لعدة سنوات قادمة.

كل الطرق
قدم منتخب شيلي بداية رائعة، وحقق سبع نقاط من أصل تسع، ثم صعد إلى نصف النهائي على حساب الأورغواي. ولأول مرة منذ سنوات، يكون طريق الفريق نحو اللقب سهلاً، خصوصاً مع احتمالية مواجهة الفرق الكبيرة في النهائي فقط، وبالتالي تزيد الفرص أمام رفاق سامباولي لتحقيق إنجاز تاريخي لم يحدث من قبل، بقنص لقب الكوبا أميركا للمرة الأولى في التاريخ.

نظام سامباولي مرن ويمزج بين 3-4-3/ 4-3-3، مع خطة مارسيلو بيلسا 3-3-1-3. يمتاز الهجوم بتحرر كامل، حينما يصعد سانشيز للأمام، يصبح رقم 9 محورياً، ويتم دعمه بثلاثي، لاعب بالعمق "فيدال"، وثنائي على الأطراف أقرب للأجنحة المتقدمة، مع صناعة اللعب من طرف فالديفيا بالخلف.

وفي حالة عودة هذا الواحد "سانشيز" للخلف وتشكيل ثنائية برفقة فالديفيا، فإن فيدال ومعه إيسلا يصعدان للأمام داخل منطقة الجزاء. وبالتالي من الصعب جداً السيطرة على الهجوم الشيلي، لأن الفريق يهاجم بأكبر قدر ممكن من الأقدام بالثلث الأخير، مستخدماً نظام ثلاثة مدافعين، وسبعة مهاجمين في الأمام، لذلك يسجل أصحاب الأرض أهدافاً عديدة، دون الاهتمام بحجم وقوة المنافس.

الثلاثي الخفي
يتحدث غالبية المتابعين عن نجوم شيلي، سانشيز، فيدال، وفارجاس، الثلاثي الرائع على الصعيد الفني والتهديفي. لكن هناك أسماء أخرى تعمل بصمت في سبيل الوصول إلى أفضل صيغة تكتيكية ممكنة للمدرب سامباولي. أولهم هو مارسيلو دياز، الريجستا اللاتينية ولاعب الوسط الذكي. دياز نسخة قريبة من بيرلو، لكن مع قوة دفاعية أكبر ولمحة لاتينية خالصة، لذلك يقوم اللاعب بدور صانع الألعاب المتأخر، في حالة تشديد الرقابة على لاعبي الهجوم.

ليس دياز فقط هو السر، بل هناك أيضاً شريكه أرانجيز، لاعب البوكس الحقيقي في تشكيلة شيلي، وواحد من أكثر النجوم التي تقطع الملعب ذهاباً وإياباً دون توقف. تشارلز هو فيدال يوفنتوس، يدافع ويهاجم في آن واحد، ويعطي الحرية الكاملة لزميله فيدال في اللعب للأمام، لذلك بدون أرانجيز، لن يصعد أرتورو كثيراً لمرافقة سانشيز وفارجاس.

فالديفيا أيضاً مميّز بشدة، هو اللاعب الهجومي الشامل، جزء منه مهاجم صريح، وجزء صانع لعب، وجزء مهاجم وهمي، لذلك يعود كثيراً للخلف من أجل صناعة المثلث الهجومي مع سانشيز وفارجاس، وفي حالة الرقابة الشديدة على الثنائي المتقدم، يقوم فالديفيا بدور اللاعب المزور، ويتوغل من الوسط إلى قلب منطقة الجزاء.

نقاط الضعف
رغم قوة وسط وهجوم شيلي، ومع شخصيتهم القوية أمام الكبار، إلا أن الفريق يقع دائماً في اللحظات الحاسمة، بسبب وجود بعض القصور الفني في استراتيجية الضغط التي يطبقها المدرب سامباولي، بسبب الجري المستمر طوال المباراة، والرغبة في خنق الخصم في نصف ملعبه، لذلك توجد بعض الفراغات خلف الدفاع المتقدم. أمام مهاجم سريع أو جناح ذكي يقطع من الطرف إلى العمق، تزيد المشاكل بشدة أمام مرمى الحارس كلاوديو برافو.

تراهن شيلي على خطة 3-4-3 التي تتحوّل إلى 4-3-3 بالدفاع، عن طريق الدور المزدوج الذي يقوم به كل من إيسلا وجارا، الأول كجناح هجومي صريح ومدافع أيمن، والآخر كقلب دفاع حقيقي وظهير على الرواق، لأن أسلوب لعب سامباولي يعتمد على الـWing Backs على الخط، أي اللاعب الظهير الذي يهاجم باستمرار، لذلك يحتاج إلى مدافعين متحركين، وخط وسط قوي في لعبة التحولات.

يتقدم إيسلا كثيراً للأمام، وبسبب بطء ارتداد ميدل في التحول من القلب إلى الظهير، تحدث الفجوة في الغالب على الرواق الأيمن، لكن هذا الخطر يحدث فقط مع وجود فريق منافس يجيد الضرب من الأطراف، واستغلال الفراغات الناتجة عن الهجوم الشرس. وفي حالة اكتمال تكتيك سامباولي وتقليل القصور الخططي، فإن فرص الشيلي نحو اللقب ستكون كبيرة، كبيرة للغاية.

لمتابعة الكاتب




اقرأ أيضاً

صدق أو لا تصدق..افتتاح ملعب أثناء منافسات كوبا أميركا!

كوبا أميركا...البيرو تكتسح بوليفيا وتتأهل لملاقاة تشيلي

المساهمون