نيمار: أكثر من نقطة سوداء في ثوب أبيض

نيمار: أكثر من نقطة سوداء في ثوب أبيض

14 يونيو 2019
نيمار سيغيب عن كوبا أميركا بسبب الإصابة (العربي الجديد)
+ الخط -
"نحن بصدد صناعة وحشٍ كاسر" هذا ما علّق به رونيه سيمويس، أحد مدربي نادي سانتوس (فريق الأسطورة بيليه)، على نيمار دا سيلفا، على خلفية إخلاله بقواعد الاحترام تجاه مدربه دوريفال.

"عملت في عدد كبير من أندية العالم ومنها الريان والعربي القطريان في منطقة الخليج وفي فئات سنية مختلفة لكنني لم أشاهد لاعباً لا يحترم مدربيه مثل نيمار".

هذه الكلمات قالها سيمويس في سبتمبر/ أيلول عام 2010، وأضاف الرجل الذي تولى تدريب نحو عشرين فريقاً: "لقد فات الأوان لتربية نيمار تربية رياضية لائقة، كان من الأجدى تربيته منذ نعومة أظفاره، أخشى أن يصبح هذا اللاعب بسلوكه الأرعن أن يصبح وحشاً في الكرة البرازيلية".

نيمار يتسلق طريق المجد
نيمار أصبح منذ ذلك الوقت واحداً من أفضل اللاعبين في العالم إلى جانب ميسي ورونالدو وأفضل لاعب برازيلي في الحقبة الجديدة.

حقق نيمار عدداً كبيراً من الألقاب والكؤوس المحلية مع برشلونة ودوري أبطال أوروبا، وأحرز هدفاً خرافياً في النهائي أمام يوفنتوس الإيطالي ودولياً أهدى نيمار الميدالية الذهبية للبرازيل في أولمبياد ريو، بعام 2016، وهي الذهبية الوحيدة التي دخلت خزائن البرازيل.

صفقة انتقال خرافية

في عام 2017 أصبح نيمار حديث العالم بصفقة انتقاله إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، ورقم الانتقال يغني عن التعليق، بعدما وصل إلى 225 مليون يورو دون احتساب الامتيازات الأخرى.

النجم البرازيلي بدأ مسلسل التفنن داخل الملعب وخارجه بتصرفات أقل ما يقال عنها "بعيدةٌ عن الرياضة"، بدءاً من التهرب من دفع الضرائب في إسبانيا، ما جعل إدارة الضرائب الإسبانية تطارده، وأصبح اسمه على كلّ لسان ومشاكله تمثل مادة دسمة للصحف البرازيلية والإسبانية.

وشغل نيمار العالم بتسريحات شعره الغريبة ورقصاته وشطحاته وخاصة في مونديال موسكو وطريقة التمويه التي كان يحاول من خلالها خداع الحكام.

القطرة التي أفاضت الكأس

أثار نيمار الكثير من المشاكل في الموسم الحالي بسبب عدم انضباطه ومنها سفره بدون علم المدرب الى البرازيل للاحتفال بعيد ميلاد أحد أصدقائه وعودته بشكل متأخر للتدريبات، وكان مدربه الألماني توخيل يغض الطرف عن بعض الممارسات لكنه بالنهاية ضاق ذرعاً.

صحيحٌ أن نيمار أطرب جماهير البي اس جي في بعض المباريات غير أنه كان يغيب بداعي الإصابة أو الإيقاف عندما كان يحتاجه الفريق.

مع نهاية الموسم قدم نيمار مباراة كبيرة في نهائي كأس فرنسا أمام نادي رين وأحرز هدفاً، وساهم في صنع الثاني إلا أن باريس انقاد للهزيمة بركلات الترجيح بعد أن نجح رين في العودة للمباراة.

وعند الصعود للمنصة حدثت لقطة مثيرة، حين شاهد الجميع كيف أن نيمار وجّه صفعة لأحد مشجعي نادي رين، وحسب زعمه برر نيمار تصرفه بتعرضه للاستفزاز.

تصاعدت القضية ووصلت إلى المحاكم وتعرض نيمار لعقوبة من قبل الاتحاد الفرنسي عقوبة حرمته من المشاركة في التتويج برمز الدوري الفرنسي.

وحركت هذه الواقعة المياه الراكدة في الصحافة البرازيلية، التي فتحت بالمناسبة ملف نيمار وتاريخه وحالات عدم الانضباط.

قضية أخلاقية

لم تكف مصيبة تعرض نيمار للإصابة في مباراة قطر الودية دون أن يحتك به أي لاعب مما يؤكد أنه لاعبٌ هشٌ ولا يعتني بحياته الرياضية، بل لفت نيمار الانتباه إليه مجدداً باستدعائه من قبل شرطة ساو باولو في الأيام الأخيرة للردّ على تهمة وجّهته له فتاة برازيلية ادعت بأنها تعرضت لاعتداءٍ جنسي من قبله يوم 15 مايو/ أيار الماضي.

ويمرُّ نيمار بحالة نفسية صعبة بسبب عدم اشتراكه في كوبا أميركا بداعي الإصابة، وبسبب القضية التي تقض مضجعه وقد تنعكس سلبياً على مستقبله الرياضي.

"أتمنى أن أكون مخطئاً في توقعاتي بخصوص نيمار لأنني أعتبره لاعباً يُمثل ثروة قومية للكرة البرازيلية"، هذه المقولة جاءت على لسان رينيه مويس للصحافة البرازيلية.

كان بمقدور نيمار أن يقود باريس سان جرمان لمرحلة متقدمة في دوري الأبطال، ولكنه كان في كلّ مناسبة مهمة يغيب عن صفوف الفريق إما بداعي الإصابة أو بداعي الإيقاف.

سقطة النهائي

ابتهج الباريسيون بعودة نيمار بعد الإصابة في المباراة النهائية لكأس فرنسا أمام رين وقدّم البرازيلي شوطاً رائعاً بهدفٍ جميل ثم ساهم في صناعة الهدف الثاني لكنه سقط في فخ الشد العصبي لينال بطاقة حمراء أضرت بفريقه قبل أن يختمها بصفع مشجع رين وكانت المحصلة إيقافه ست مباريات فضلاً عن كونه يخضع لعقوبة إيقاف أوروبية.

سحب شارة القيادة

وكما يقولون فإن المصائب لا تأتي فرادى عودة نيمار للمنتخب بعد التعافي من الإصابة لم تكن عودة سعيدة لأن المدرب تيتي قرر سحب شارة قيادة "السليسياو"، منه ومنحها لزميله داني ألفيش.

وفي إحدى الحصص التدريبية تعرّض نيمار للإهانة من قبل لاعب شاب، تعمّد لعب كرة "كوبري " بين رجلي نيمار، فلم يتحمل النجم وخرج عن طوعه.

قنبلة الفندق الباريسي

في أول يونيو فجّرت فتاة برازيلية قنبلة بنشرها صوراً فاضحة على حسابها بإنستغرام ظهر فيها نيمار، وأكدت التحريات أن اللاعب البرازيلي كان يرافق تلك الفتاة في أحد الفنادق الباريسية وشوهد في حالة سكر واضح.

وما زالت القضية في أروقة نيابة ولاية ساو باولو بعد أن تقدمت الفتاة ببلاغ رسمي.

وفي السادس من الشهر الحالي حضر نيمار إلى مقرّ نيابة ريو دي جانيرو وجلس على كرسي متحرك بداعي الإصابة ليمثل أمام المحققين.

ولاقى نيمار ترحيباً كبيراً من قبل عشاقه، ما جعله يوجه رسالة شكر قال فيها: "شكراً لمن وقف معي في هذه المحنة التي نغّصت حياتي وأنا بريء من التهم".

وكان الاتحاد البرازيلي قد تدخل أمام القضاء لتأجيل سماع أقواله حرصاً على تركيزه في المعسكر، لكن إصابته في المباراة الودية أمام قطر استبعدته من البطولة.

نفس السيناريو يتكرر

تشخيص الإصابة من قبل الجهاز الطبي لمنتخب السامبا يقول إن نيمار تعرّض لنفس الإصابة في الكاحل، وهي الإصابة القديمة مما يفتح باب التأويلات حول فاعلية علاجه.

الإصابة أزعجت نادي باريس سان جرمان، الذي أبدى مخاوفه على الدجاجة التي تبيض ذهباً، فأرسل النادي الباريسي فريقاً طبياً للوقوف على إصابة نيمار والتأكد من فترة غيابه.

نيمار ليس سعيداً بالتأكيد رغم أنه يتمتع بشعبية في برشلونة وفرنسا والبرازيل وحتى العالم ورغم أنه يحصل على راتب شهري صافٍ يصلُ إلى ثلاثة ملايين يورو، أي أن دخله السنوي لا يقلُّ عن ستة وثلاثين مليون يورو دون احتساب إيرادات الإعلانات.

أكثر من نقطة سوداء في ثوبٍ أبيض..

دلالات

المساهمون