أنا زلاتان (34).. معاناتي من أجل الانتقال إلى برشلونة

أنا زلاتان (34).. معاناتي من أجل الانتقال إلى برشلونة

22 سبتمبر 2015
+ الخط -


يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسلة مقالات (عصير الكرة) عن أفضل وأبرز ما كتب حول أسرار الساحرة المستديرة وعالم نجومها، وندخل معاً إلى الكتاب الخاص بالنجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.

في الثالث من يونيو/حزيران، ميلان قام ببيع كاكا إلى ريال مدريد مقابل 65 مليون يورو، وبعد ذلك بوقت قصير، كريستيانو رونالدو انتقل مقابل نحو 100 مليون يورو إلى نفس النادي، قيل إنني قد أنتقل برقم يقارب هذا، ذهبتُ إلى موراتي، وقد سبق أن تعامل كثيرا مع هذه الأمور فهو رجل أعمال كبير، قلت له "اسمع، لقد كانت سنة لا تصدق، وأنا سعيد بالبقاء إذا كانت الأندية التي تريدني هي مانشستر يونايتد أو أرسنال".

لكن إذا تقدم برشلونة بعرض، "قال لي: "نعم؟" قلت له: "حينها على الأقل أريدك أن تتحدث معهم، ليس لكي تبيعني برقم معين أو ما شابه، فقيمة البيع أمر يتعلق بك، لكنني فقط أريدك أن تعدني أن تتحدث معهم"، حينها نظر لي موراتي بنظاراته وبشعره الأشعث، وبالطبع كان مقتنعا بالأمر لأن مبلغ بيعي سيخدمهُ كثيرا، على الرغم من صعوبة انتقالي، قال لي: "حسنا، أعدك بذلك".

ذهبنا بعد ذلك في معسكر تدريبي إلى لوس أنجلوس، كان ذلك في بداية التحضيرات للموسم الجديد، تشاركت غرفتي مع ماكسويل، كان ذلك الأمر مُحفزا مثل الأيام الخوالي، لكننا كنا مُتعبين حقا، الصحافيون كانوا في كل مكان، أصابهم التوحش حول أخبار انتقالي إلى برشلونة، كانوا في كل مكان خارج الفندق وكانوا يتحدثون عن أن برشلونة لن يستطيع التعاقد معي، قالوا إن البرسا سيتعاقد مع ديفيد فيا لكنني بقيت أشك في الأمر.

كانت الأمور في ذلك الأسبوع متقلبة بين صعود وهبوط، شعرت باليأس أحيانا، وشعرت بالأمل في أحيان أخرى، أخيرا شعرت بأن الأمر أشبه بالسباق كما حدث سابقا في مسيرتي، وحتى في السباق الجديد لم أتمكن من هزيمة الملعون ماكسويل.

ماكسويل هو ألطف رجل في العالم كما قلت، لكنهُ دائما كان يقودني إلى الجنون، لقد كنا معا منذ اليوم الأول في أياكس، والآن نحن في نفس الوضعية تماما، كنا جميعا في طريقنا إلى برشلونة، لكنهُ كان متقدما عليَّ بخطوة، أو لكي تكون الأمور أسوأ، هو قريب من إتمام صفقة انتقاله في الوقت الذي ربما لم يتم فيه التحدث عن صفقة انتقالي، رغم ذلك ماكسويل لم يتمكن من النوم، كان على الهاتف طوال الوقت، كان ذلك يسبب لي التوتر، لقد كان يتحدث باستمرار، عن البرسا هُنا وهُناك، وفي الوقت الذي كان يتحدث فيه عن هذا الأمر ليل نهار، كنت أنا في تلك الغرفة لا أعلم أي شيء عما سيحصل، لم أعلم ما الذي حدث مع مينو حول صفقة انتقالي، غضب من ذلك الأمر وغضبت من مينو : الملعون مينو، يقوم بتجهيز صفقة ماكسويل ولا يفعل نفس الشيء لي! اتصلت به، وسألته إن كان يعمل لحساب ماكسويل فقط ليرد عليه بألفاظ نابية كعادته.

بعد ذلك بفترة ليست طويلة، ماكسويل أصبح بالفعل جاهزا للانتقال لبرشلونة، على عكس أخبار صفقتي التي كان كل جزء منها يوضع في الإعلام، مفاوضات صفقة ماكسويل كانت كلها بشكل سري، لم يكن أحد ليصدق أنهُ سوف ينتقل إلى برشلونة، لكن في أحد الأيام دخل إلى غرف الملابس واللاعبون كانوا في دائرة جلوس، قال: "أنا جاهز الآن للانتقال لبرشلونة!"، جميع اللاعبين استغربوا: هل هذا صحيح؟ ما الذي يقصده بهذا؟ الكلام بدأ يتسرب بسرعة، الأمر أثر كثيراً على اللاعبين، حسنا، إنتر ليس مثل بيئة اياكس، اللاعبون كانوا رائعين، لكن يبقى فريق برشلونة هو بطل أوروبا في الموسم الماضي، هو الفريق الأقوى في العالم، لهذا بالتأكيد كان هناك الكثير من الحسد والغيرة تجاه ماكسويل.

أثناء تواجدنا في المعسكر واجهنا نادي تشيلسي، تمت إعاقتي من قبل جون تيري، وتعرضت لإصابة في يدي، لم أهتم بها، اليد؟ لا تستحق ذلك الاهتمام فأنا ألعب بقدماي، كما أنهُ لدي أشياء أهم لأفكر بها، فكرة برشلونة كانت تسيطر على مخيلتي، كنت أتصل بمينو المرة تلو الأخرى، كان الأمر أشبه بالحمى في جسدي، لكن بدلا من استقبال أخبار جميلة، تلقيت ضربة أخرى: جوان لابورتا، رئيس برشلونة حينها، كان رئيسا مميزا عاد معه النادي إلى قمة أوروبا، سمعتُ بأنهُ قادم إلى ميلانو بطائرة خاصة من أجل إنهاء صفقتي، كان لدي أمل كبير بأن هذا قد يسفر عن شيء جيد لي، لابورتا جاء إلى اجتماع على العشاء مع موراتي وبرانكا، لكن الاجتماع لم ينتج عنه أي شيء جيد، موراتي أغلق الأمر في وجه لابورتا فور دخوله من الباب "إذا كنت قادما من أجل إبرا، بإمكانك أن تعود إلى بيتك، فهو ليس للبيع".

كنت أنتظر التفاصيل على أحر من الجمر، الأجواء كانت حارة في لوس أنجلوس، والفوضى كانت في كل مكان، اضطررت لفعل بعض الأشياء التي كانت تُشير بطريقة أو بأخرى إلى بقائي في الفريق للموسم المقبل، مثلا قميص عشرة الذي ارتديته، كان القميص الذي ارتداه رونالدو مع الإنتر، بالإضافة إلى بعض الأعمال الترويجية وبعض الكماليات التجهيزية للموسم المقبل والتي انخرطت فيها، لم يكن هناك شيء مؤكد، كانت الأجواء متوترة بحق حولي، في ذلك الوقت سمعت بأن لابورتا والمدير الرياضي تشيكي بيغرستين في طائرة خاصة متوجهين إلى أوكرانيا، لم يكن لذلك علاقة واضحة بي، سمعت بأنهما متوجهين إلى هُناك من أجل تشيغرنسكي، أحد أفضل لاعبي شاختار دونتيسك الذي حقق بطولة كأس الاتحاد الأوروبي بشكل مفاجئ في الموسم الماضي، لكن بطريقة أو بأخرى، تلك الرحلة كانت مهمة لي، مينو ثعلب، بإمكانه أن يقوم بالعديد من الخدع، كان في ذلك الوقت للتو قد أنهى اجتماعا آخر مع موراتي، ويبدو بأنهُ لمح إمكانية بسيطة لإتمام الصفقة، لهذا خرج واتصل ببيغرستين فورا وهو على متن طائرته الخاصة مع لابورتا، كانوا في طريقهم عائدين إلى برشلونة.

- "قد تحب أن تتوجه إلى ميلانو بدلا من العودة".

- "لماذا؟".

- "لأنني أعلم بأن موراتي قد عاد إلى منزله الآن، وبإمكانكم أن تقرعوا عليه الباب، قد تتمكنون من إنهاء صفقة إبراهيموفيتش".

- "حسنا، انتظر 5 دقائق، سوف أتناقش مع لابورتا بهذا الخصوص".

كانت دقائق طويلة على الأرجح، لكنها كانت لعبة جيدة، موراتي لم يكن يعلم بالأمر، ولم يعد بإتمام أي شيء، لم يكن يعرف أنهُ ستجري زيارته حتى في ذلك الوقت، لكن الآن الأمور تحدث بسرعة، تشيكي عاد واتصل بمينو وقال له: "حسنا، نحن متوجهون حاليا إلى ميلانو"، وبالتأكيد عرفت بذلك فورا، كنت أتصل بمينو، الاتصالات والرسائل كانت ذهابا وعودة بيننا، الهاتف كان يرن طوال الوقت وموراتي عرف بالأمر "إدارة نادي برشلونة في طريقها إلى هُنا"، ربما اعتقد أنهم قرروا المجيء فجأة، لا أعلم، أو أعتقد أنهم قاموا بحجز اجتماع مستعجل، لكن بالتأكيد، لقد قام باستقبالهم، موراتي لديه هذا الأسلوب، لم يفتقد للاحترام أبدا، في تلك الوضعية لم أتسرع أنا، انتظرت، لكنني أردت أن أقوم بما يمكنني أن أقوم به لأساهم بالأمر، أرسلت رسالة نصية لـ "برانكا" أعلم بأن إدارة برشلونه في طريقها إلى موراتي الآن، لقد وعدتموني بأن تتحدثوا معهم وأنتم تعلمون بأنني أريد الانتقال إلى هذا النادي، لا تخلفوا بالأمر الآن، لكي لا أكون كريها معكم لاحقا"، جلست بعد ذلك أنتظر الإجابات، لكن لم يصلني أي شيء، كانت لديهم أسبابهم، فالأمر أشبه باللعبة، كما قلت، لكنني شعرت بأمر في تلك الأمور: الآن الأمور جدية، الآن قد يحدث كل شيء، أو سيتم إغلاق الباب إلى الأبد.

الدقائق مرت بسرعة: ما الذي يتحدثون عنه هُناك؟ لم تكن لدي أي فكرة، كنت أعلم بوقت بداية الاجتماع، كنت أراقب الساعة وأتوقع أن هذا سوف يستغرق ساعات على الأرجح، لكن فقط بعد 25 دقيقة، اتصل بي مينو، قفزت بالطبع، ما الذي حصل؟ هل طردهم موراتي مرة أخرى؟ نبضات القلب زادت لدي بشكل فظيع، فمي كان جافا.

- "نعم؟".. قلت له.

- "الأمر أصبح واضحا يا إبرا".

- "ما لذي تقصده بـ "واضح"؟".

- "أنت ذاهب إلى برشلونة جهز حقائبك".

- "اللعنة لا يمكنك أن تمزح بهذا الأمر".

- "أنا لا أمزح".

- "كيف تم الأمر بهذه السرعة؟".

-"ليس لدي وقت للتحدث الآن".

أغلق مينو الهاتف وكنت بين مُصدق ومُكذب، لم أستوعب الأمر، كان هناك جنون في رأسي، كنت في داخل الفندق، ما الذي يجب عليّ فعله؟ ذهبت عبر الممرات، أردت التحدث مع أحد ما، وجدت باتريك فييرا، من الأشخاص الذين بإمكانك أن تثق بهم، قلت له.

- "أنا ذاهب إلى برشلونة".

- "مستحيل!".

- "حسناً، أنا أؤكد لك".

- "كم كلفت الصفقة؟".

لم أكن أعلم لكي أخبره، لم تكن لدي أي فكرة عن السعر، لكنني لاحظت بأن فييرا شك في الأمر، لقد كان يعتقد أن سعري مرتفع جدا ولن تقوم أي إدارة ناد بدفعه، أنا بنفسي لم أكن متأكدا، هل هذا يحدث حقا؟، بعد فترة بسيطة اتصل بي مينو، وأخبرني عن الأمر، وبدأت الأمور أكثر منطقية بعد ذلك، موراتي كان متفاجئا بهم، وكان لديه طلب وحيد، ليس أي طلب، لكنهُ طلب واضح: كان يريد أن يتفوق على الميلان من خلال بيعي بقيمة أكبر من القيمة التي باع بها الميلان كاكا إلى ريال مدريد وهذا لم يكن طلبا سهلا، كاكا تم بيعه مقابل 65 مليون يورو، وبيعي بقيمة أكبر منه سيجعلني صاحب ثاني أغلى صفقة في التاريخ لكن لابورتا لم تكن لديه أي مشكلة مع هذا الأمر، وافق واتفق مع موراتي بسرعة.

اقرأ أيضاً

المساهمون