رجلٌ بشعرٍ أبيض عاد عن اعتزاله لكتابة تاريخ جديد

رجلٌ بشعرٍ أبيض عاد عن اعتزاله لكتابة تاريخ جديد

01 مايو 2018
هاينكس سيعتزل نهاية الموسم الحالي (Getty)
+ الخط -
بشعره الأبيض ونظّاراته المعتادة يعيش يوب هاينكس آخر لحظات الحلم الجميل، ليعود بعدها إلى الواقع البعيد عن عالم كرة القدم، هناك حيث سيُعلن أن موعد الرحيل النهائي قد حان من دون عودة بعد قرار تاريخي لأجل بايرن ميونخ.

كان يوب هاينكس قد عاش بعيداً عن الملاعب لعدة سنوات بعدما حصد لقب دوري الأبطال مع بايرن ميونخ موسم 2012-2013، لكن أحداث الموسم الحالي ونتائج النادي البافاري مع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، دفعت الإدارة المتمثلة بـ(أوليه أونيس وفرانتس بكنباور) إلى طلب "خدمة" من صديق قديم.

لم يتردد هاينكس في قبول الدعوة رغم أنه كان يعلم صعوبتها، فرجلٌ في السبعينيات من عمره قد لا يقوى على التفكير والضغط لوقت طويل، قد لا يستطيع متابعة التمارين الصباحية والمسائية وحياة السفر وأحداث المباريات الجنونية.

أكد هاينكس منذ عودته إلى "أليانز أرينا" أنه رقمٌ صعب ولن يتكرر في عالم كرة القدم، فهو الذي قضى مسيرة طويلة كلاعب في البداية من عام 1963 حتى 1978 ثم كمدرب.

يوب بدأ التدريب سنة 1979، حين قاد بوروسيا مونشنغلادباخ الذي لعب له لسنوات، وبعدها شغل مناصب عديدة مروراً ببايرن ميونخ في أكثر من تجربة، وأثلتيك بلباو وفرانكفورت وتينيرفي وبنفيكا وشالكه وبايرن ليفركوزن، وصولاً إلى ريال مدريد الإسباني، ولدى الأخير بقية القصة.

يعود هاينكس إلى ملعب سانتياغو برنابيو بآخر أيام مسيرته في عالم التدريب بعدما أعلن أن قرار اعتزاله سيكون نهائياً لا رجعة فيه، ويحلم العجوز الألماني في تجاوز "فريقه السابق" الذي لم يُقدره ربما كما يجب حين كان مدرباً له.

بعد تحقيق يوب هاينكس لقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم مع الميرنغي عام 1998 على حساب يوفنتوس بهدف اللاعب المونتينغري بريدراج مياتوفيتش، تلقى الجميع صدمة بخبر رحيل المدرب الخبير عن النادي وذلك بعدما عانى الفريق في الدوري واحتل المركز الرابع.

إنجاز هاينكس مع ريال مدريد كان من نوعٍ آخر، فاللقب حينها جاء بعد 32 عاماً من المعاناة، سنوات مرّت ووجوه تبدلت فشل خلالها الميرنغي في حمل اللقب الذي رفعه خينتو عام 1966 حين جاء الفوز على بارتيزان بلغراد الصربي.

صحيحٌ أن هاينكس زار ملعب سانتياغو برنابيو كمدربٍ وخسر بنتيجة 2-1 واتجه مع فريقه لركلات الجزاء التي ابتسمت له في 2011-2012، إلا أن هذه المرة ستكون مغايرة، فالألماني المخضرم يعلم أنها الفرصة الأخيرة للظهور في أوروبا، هو يعرف أن الفوز سينصبه أسطورة وستُحكى قصة عنوانها "رجلٌ بشعر أبيض عاد من اعتزاله لكتابة تاريخ أوروبا".


المساهمون