نادال خطوات مهمة لتحقيق الهدف المنشود

نادال خطوات مهمة لتحقيق الهدف المنشود

21 ابريل 2016
نادل المصنف الخامس عالمياً (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -
حصد النجم الإسباني رافائيل نادال، مؤخراً، لقب بطولة مونتي كارلو للتنس، بعد غياب طويل عنها منذ عام 2012، وبذلك هو الآن على أعتاب ثاني بطولات الغراند سلام، حيث يستعد اللاعب المخضرم لخوض بطولة رولان غاروس (بطولة فرنسا المفتوحة على الملاعب الترابية).

انسحب نادال قبل بضعة أسابيع من بطولة ميامي للأساتذة، بعدما فضّل الخروج بسبب المرض وارتفاع درجات الحرارة، في اللقاء الذي جمعه بدامير دزومهور، ومع اقتراب بطولة رولان غاروس يضع نادال بطولة فرنسا المفتوحة الماضية خلف ظهره، حيث خسر "ملك الملاعب الترابية" عرشه فيها.

الأزمة وبداية التحسن
عاش رافائيل نادال الموسم الماضي أياماً عصيبة وسيئة، فبعد تعرضه للإصابة وتوقفه عن ممارسة التنس، خسر نادال صدارة الترتيب، وبعد عودته لم يجد نفسه أبداً، أخذ وقتاً طويلاً حتى يعود لتحقيق الانتصارات، ومع هذا لم ينجح في المعارك الكبرى، خاصة أمام الصربي نوفاك ديوكوفيتش. نادال فشل في تحقيق أي لقب في الغراند سلام العام الماضي، رغم أنه تحسن قليلاً على الملاعب الصلبة، وهو الذي عُرف أنه مختص في المنافسة على الملاعب الترابية. كيف لا يكون كذلك، وهو صاحب الرقم القياسي في رولان غاروس برصيد 9 ألقاب، قبل أن يفقد الكأس الموسم الماضي، حيث توج السويسري فافرينكا على حساب نوفاك ديوكوفيتش.

تطور وتحسن
في عام 2016 قدم نادال مستوى أفضل أمام المصنفين العشر الأوائل، فاز ثلاث مرات، أمام كل من الياباني كي نيشيكوري في إنديان ويلز، وهزم ستان فافرينكا والبريطاني أندي موراي في مونتي كارول، أما الهزيمتان فكانتا أمام المصنف الأول نوفاك ديوكوفيتش.

بعد التتويج الأخير، يبدو نادال أكثر جاهزية من ذي قبل، فهو يقاتل بشكل قوي في أرض الملعب، واستعاد بنسبة كبيرة روح الحماس. صحيح أن الضغط الإعلامي يشكل دائماً حملاً ثقيلاً عليه، لكنه يبقى قادراً على التعامل مع مثل هذه المواقف، رغم أنه أعرب في فترة سابقة امتعاضه من الأمر، وطلب من وسائل الإعلام تركه يلعب وعدم التعليق وترشيحه للفوز أو الخروج من بطولة معينة.

تحسن نادال على المستوى الذهني أيضاً هذا العام، وعاد بشكل كبير بدنياً، وكانت بطولة مونتي كارلو الأخيرة اختباراً جيداً له، بل لنقل امتحاناً مهماً على الملاعب الترابية، فقد تعرض لضغط كبير من منافسيه، وعاد في بعض الأحيان بطريقة رائعة في الأشواط. ويمكننا القول في هذه الحالة إن النجم الإسباني مازال يمتلك عقلية التتويج بالألقاب وكيفية الفوز في المواعيد الكبرى، رغم الابتعاد عن المنصات بين الفينة والأخرى.

العقدة نوفاك
صحيح أن رافائيل نادال بات أكثر جاهزية على المستوى الذهني والبدني، وأصبح أكثر سرعة عن الموسم الماضي، لكن عقدة الفوز على نوفاك في المواجهات الأخيرة باتت تشغل باله دائماً، فأن تدخل اللقاء في كل مرة والتوقعات تصب لصالح خصمك، فهذا الأمر من دون شك سيكون صعباً، خاصة أن المصنف الأول عالمياً يمتلك هو الآخر مقومات مميزة وربما أكثر من نادال، إلا إذا استثنينا الفارق في الخبرة على الملاعب الترابية، حيث يطمح نوفاك للفوز بأول لقب له في فرنسا المفتوحة، ما يعني أنه سيكون مندفعاً وفي قمة مستواه حين يواجه رفا.

ويبقى الحل الأول والأمثل لنادال في هذه الحالة، أن يتحضر بشكل كبير لهذه المواجهة خاصة دون إغفال بقية المباريات، حيث سيؤدي به ذلك إلى توديع البطولة، لكن قبل كل ذلك تنتظره مجموعة من المنافسات على الملاعب الترابية، قد تكون إما نقطة انطلاق قوية أو عاملاً سلبياً قد لا يصب في مصلحته، والأهم هو التركيز والتحلي بالهدوء.

الاستمرارية قبل الحدث
يراقب الجميع عن كثب ما سيقدمه نادال في بطولات برشلونة ومدريد ورما، ويطرح كثيرون أسئلة عن إمكانية الاستمرار في تقديم ذات المستوى، ويجب على نادال في هذه الحالة طبعاً مع الاعتماد على الضربات المباشرة عند الإرسال، تكثيف العمل على ضربات "الفور هاند"، وعليه أخذ زمام المبادرة في وقت مبكر، والإجهاز على خصومه لكي لا يترك للمنافس أي فرصة للانقضاض عليه، خاصة أن الجميع يسعى للفوز عليه تحديداً على الملاعب الترابية.

يرى البعض أن نادال لم يعد قادراً على تحقيق ذات الطموحات القديمة، وأنه من الصعب الفوز بهذه البطولات قبل الوصول إلى فرنسا المفتوحة، وفي هذه الحالة ربما عليه أن يتخلى عن المشاركة في مدريد أو روما، لكسب الرهان على واحدة، وتبدو الأولى أقل مثالية، وبسبب الأرضية ستكون كراتها سريعة للغاية، في حين أن سرعة الكرة على الملاعب الترابية في روما تبقى أقل سرعة، وهذا الأمر قد يكون مشابهاً لبطولة رولان غاروس الفرنسية.

لن تكون الطريق سهلة إلى الهدف المنشود، فالنجم الإسباني يحتاج للتحلي بالثقة التي كان يتمتع بها في الماضي، وهي التي تغيب عنه في بعض المباريات رغم أنه يستعيد جزءاً منها في اللقاء، لكن في أحيان أخرى قد يفوته القطار، وعندها لن يستطيع العودة، خاصة في حال التقى نوفاك ديوكوفيتش، وفي حال فشل بالأمر فإن هيمنة نولي على عالم التنس ستبقى مستمرة لوقت طويل، فالسويسري المخضرم روجيه فيدرير لم يعد كما كان في السابق وتراجع بدنياً وقد يعتزل اللعب في أي وقت. أما موراي فلا يمتلك ذهنية الفوز بالألقاب، رغم أنه لاعب قوي للغاية، لكنه غير قادر على تحقيق الإنجازات التي سبقه إليها نوفاك، وبذلك سيتوجب على نادال تحقيق الصعب لاستعادة المكانة السابقة أمام اللاعب الصربي.

المساهمون