كرة الكرامة (6)...شيطان أخرس ولاعب أعمى

كرة الكرامة (6)...شيطان أخرس ولاعب أعمى

FA75911F-93E5-4D86-8C62-4BD8C2710E59
رياض الترك
صحافي لبناني وكاتب رياضي في موقع وصحيفة العربي الجديد منذ عام 2014. مولع بالرياضة ومختص في شؤون إدارتها أيضاً.
28 نوفمبر 2016
+ الخط -
يتناول الجزء السادس ما قبل الأخير من سلسلة تحقيق "كرة الكرامة" الصحافة الرياضية والمسؤولين عن اللعبة الذين يلعبون دور الشيطان الأخرس، وفي نفس الوقت اللاعب اللبناني الساكت عن حقه.

بعد عرض كل الوقائع في الأجزاء الخمسة السابقة، لا بد من التطرق إلى أحد أبرز الأسباب التي تدعو إلى القلق وعدم إيصال صوت اللاعب والمساعدة في تحقيق كرامته. حيثُ إن معظم العاملين في مجال الصحافة الرياضية في لبنان يعيشون في ملاعب كرة القدم، لكنهم لا يتحدثون عن كل هذه المشاكل وكأنها ليست موجودة أصلاً.

الصحافة الرياضية هي عصب هذه اللعبة التي يجب أن تكشف الواقع الصعب، وتحث المسؤولين من أجل تقديم كل العون لكل لاعب لبناني يكافح من أجل كرة القدم في لبنان، ولا يجب أن يبقى الجسم الإعلامي بمثابة "الشيطان الأخرس".

وفي نفس الوقت لا يمكن عدم لوم اللاعب اللبناني الذي يلعب دور العصفور الأعمى، ولا يرفع صوته عالياً بغية تحقيق مراده وتحصيل مستحقاته على أكمل وجه، ويسير على المثل القائل: "من ولد في قفص لا يعرف طعم الحرية".

يقول اللاعب اللبناني حسن ملاح: "لو كل لاعبي كرة القدم يتوقفون عن اللعب إلى حين تنظيم اللعبة وإصدار نظام العقود لتحسين حياة اللاعبين تتوقف كرة القدم اللبنانية، يجب أن يقف اللاعبون وقفة واحدة من أجل إنقاذ هذه اللعبة وإحداث تغيير شامل في مسيرتها الكروية. ينتفض ملاح ويُظهر ملامح الغضب: "نحن مدعوسون مثل الحشرات في لبنان، نحن حشرات عند الأندية اللبنانية، رغم أن اللاعب هو من يُسير اللعبة".

كما يُحمل اللاعب اللبناني حسين الدُر مسؤولية تدهور حالة اللاعب اللبناني للاعب نفسه، لأن الكرة اللبنانية بحاجة لانتفاضة كبيرة وثورة يقودها اللاعب اللبناني أولاً، الذي يجب ألا يخاف من النادي الذي يملكه خصوصاً أنه يعيش في ذل تحت رحمة هذا الفريق أو ذاك.

وفي هذا الإطار لا يمكن إغفال ما يحدث في عالم كرة القدم اللبنانية، حيثُ تطغى المصالح الشخصية على الخلافات بين الأندية والاتحاد، وفي نفس الوقت لا يوجد خلافات من أجل تحصيل حقوق اللاعبين. اللاعب اللبناني منسي وهو ليس من الأولويات وهذا خطأ كبير. وهذا لا يعني أن الاتحاد لا يلعب دوراً في الموضوع لأنه يُدير اللعبة من الأعلى وهو المُخول الأول لتحسين وضع كرة القدم.

من جانبه يُحمل الصحافي الرياضي حسين كركي جزءاً كبيراً من المسؤولية للصحافة الرياضية في لبنان التي لا تتطرق إلى هذه المشكلة ولا تحاول مساعدة اللاعب بغية تحقيق حقوقه، وحتى لا تلقي الضوء إلا بجزئيات بسيطة لن تُغير شيئا على أرض الواقع.

في وقت ينتقد الصحافي الرياضي رواد مزهر اللاعب اللبناني الذي تقع عليه مسؤولية كبيرة لحل هذه المشكلة والوقوف من أجل المطالبة بحقوقه، فهو لا يتكلم ولا يشكو وكأن الحياة تسير بألف خير ولا يلجأ إلى العصيان لكي يحصل على حقوقه، فمعظم اللاعبين في لبنان لا يملكون الجرأة لعصيان الأندية رغم أن حقوقهم مهدورة وكرامتهم غير مصانة.

أما الصحافي الرياضي إبراهيم دسوقي فهو يلوم الاتحاد اللبناني بسبب عدم وضع خطة مستقبلية لتطوير كرة القدم بشكل عام والمنتخب بشكل خاص. يقول "الاتحاد يُصرِّف أعمالا فقط، لا يضع خطة استراتيجية للمستقبل ولا يُفكر في تطوير اللعبة، فهو بمثابة مدير شركة لا أكثر ولا أقل، رغم أن مسؤوليته تنظيم اللعبة وتطويرها من الجمهور حتى أصغر موظف".

ويؤكد دسوقي أن اللعبة في وضعها الحالي تمر في أصعب الظروف وتُسبب مشاكل كثيرة لكل من يعمل في دائرتها، وهناك لاعبون هجروا اللعبة وقد تشهد لاعبين يغادرون الملاعب قريباً عندما يحصلون على عروض عمل أفضل خارج المستطيل الأخضر.

الصحافة الرياضية لها دور كبير
من قال إن الصحافي الرياضي في لبنان عليه فقط أن يتابع مباريات الدوري ويُسجل النتائج ويكتب التقارير فقط؟ من قال إن الصحافي المسؤول يخفي حقائق مريرة يعيشها اللاعب اللبناني كل يوم ولا يتحدث بها أمام الرأي العام؟

الصحافي الرياضي في لبنان يلعب دور الاتحاد والأندية التي ترفض تطوير اللعبة، وترفض حماية حقوق اللعبة لأن من لا يتحدث في قضية كرامة اللاعب اللبناني فهو "شيطان أخرس" ومشارك في صناعة الجريمة. اللاعب اللبناني يحتاج دائماً إلى من يوصل صوته أمام جمهوره الكبير، ويحتاج لدعم إعلامي بغية المطالبة بحقوقه وتحقيق أحلامه، وإلا سيبقى سجين هذا القفص.

وهنا يُشير الصحافي الرياضي شربل كريم إلى أن دور الصحافة الرياضية في لبنان مهم جداً، لأنه يجب الإضاءة على السلبيات من دون خوف أو مساومة، ويجب عرض الحقائق بمهنية من دون تشويش للواقع وتغييره لإظهار أن اللعبة بأفضل أحوالها وليس هناك أي مشكلة، بل على العكس يجب الإضاءة على الأخطاء لتطوير اللعبة وتنبه المعنيين بأن الثغرات موجودة ويجب حلها فوراً.

في وقت يعتقد الصحافي الرياضي كريم سعد أن كرة القدم في لبنان تتجه إلى الأسوأ طالما الأندية اللبنانية تهتم بالنادي فقط ولا تهتم بشؤون اللاعبين، اللاعب اللبناني يجب أن يخرج من سجنه ويطالب بحقوقه لإنهاء العقود الأبدية التي أنهكت جسد اللاعب وجعلته "عبداً" بيد الأندية اللبنانية.

وبالنسبة لحسين ياسين الصحافي في قناة "بي إن سبورت" القطرية، فكرة القدم ليست تدريبا ومباريات فقط، هناك النظام الغذائي ونظام التدريبات الذي يؤثر كثيراً على أداء اللاعب في أرض الملعب، حياة اللاعب مرتبطة بنظامه الغذائي ونومه وأسلوب حياته لأن كرة القدم هي أسلوب حياة في الدرجة الأولى. واللاعب اللبناني مظلوم بكل معنى الكلمة وعليه أن ينتفض الآن قبل فوات الأوان لتغيير الواقع الصعب الذي يعيشه.

في النهاية، الصحافيون الرياضيون الذين يتابعون كرة القدم عن كثب عليهم الوقوف والمطالبة بحقوق اللاعبين وتضييق الخناق على الأندية والاتحاد اللبناني من أجل سن قوانين جديدة تحمي حقوق هذا اللاعب الذي يعتبر عصب هذه اللعبة وبدونه كرة القدم هي لا شيء.

دلالات

ذات صلة

الصورة
GettyImages-103697899.jpg

رياضة

يعتبر النجم النيجيري السابق مايكل إينيرامو من أبرز اللاعبين الأجانب في تاريخ الدوري التونسي الممتاز لكرة القدم، وهو الذي حمل قميص نادي الترجي سنوات طويلة

الصورة

رياضة

أكد منتخب الأردن أنّه جاهز لحصد لقب كأس آسيا، بعدما آمن بحلمه وتابع التقدّم في البطولة القارية المقامة حالياً في قطر، حين هزم نظيره كوريا الجنوبية بهدفين.

الصورة
GettyImages-1990635419.jpg

رياضة

تحدث نجم منتخب الأردن موسى التعمري في حديث خاص لـ "العربي الجديد" بعد نهاية المباراة التي فاز فيها منتخب "النشامى" على كوريا الجنوبية بهدفين نظيفين

الصورة

رياضة

كشف عبد الله خليفة المفتاح، ممثل قوة أمن بطولة كأس آسيا لكرة القدم 2023 في قطر، عن دور الروبوت الآلي الذي يظهر حول ملاعب النسخة الثامنة عشرة.

المساهمون