أبو تريكة بعيد ميلاده... "ثورة حب" من مصر والعالم

أبو تريكة بعيد ميلاده... "ثورة حب" من مصر والعالم

07 نوفمبر 2016
أبو تريكة أسطورة من أساطير الكرة المصرية والعربية(Getty)
+ الخط -

رغم اعتزاله منذ ثلاث سنوات إلا أن اسم النجم محمد أبو تريكة ما زال محفورا في ذاكرة الجميع ليس المصريين فحسب وإنما أسرة الكرة العالمية والأفريقية بشكل عام بدليل ثورة الحب التي ظهرت بمناسبة عيد ميلاده الثامن والثلاثين.

وحرص الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" على تهنئته ووجهت صفحته على "تويتر" التهنئة لأكثر من لاعب صادف عيد ميلادهم فى اليوم نفسه، ولكنها اختصت أبو تريكة بنشر صورته، كما هنأه الاتحاد الأفريقي "كاف" وكتبت صفحته:"عيد ميلاد سعيد لأسطورة كرة القدم المصرية والأفريقية.. كل عام وأنت فخر للقارة السمراء" وهنأت صفحة النادي الأهلي "الماجيكو"، ووصفته بأنه أحد أساطير القلعة الحمراء وتاجر السعادة، كما انهالت التهاني من زملاء اللاعب والجماهير التي ما زالت تحبه إلى حد العشق.


كثيرون هم الذين مروا في شريط أحداث الكرة المصرية، ولكنه يكاد يكون الوحيد الذي حفر لنفسه مكانا ومكانة في قلب وعقل شعب يبحث عن قدوة ومثل، لذا كان التعاطف معه شديدا عندما صدر قرار بالتحفظ على أمواله.

تريكة.. المكافح الفقير والنجم الخلوق

أبو تريكة إنسان عصامي مكافح لا يخجل من ماضيه ولا يداري ملابسه التي ارتداها في طفولته ليكسب قوت يومه.. كثيرا ما وقف غريبا وحيدا أمام محل للفول والطعمية في سور نادي الزمالك يشتري بالقليل حتى لا تتعرض ميزانيته المتواضعة للانهيار.

عاش طفولته بحلوها ومرها ونشأت بينه وبين دراجة صغيرة متواضعة كان يذهب بها إلى المدرسة حتى تخرج من كلية الآداب علاقة حب، وبالرغم من بساطة مهنة والده "عامل حدائق" إلا أنه كان يفرح بمكسب ثلاثة جنيهات في اليوم من العمل بمصانع الطوب المنتشرة في ناهيا وعن ذلك يقول: "مهمتي فى مصنع الطوب كانت كنس الأرضية وتنظيفها من الرمل، ثم عملت في تقليب المونة والأسمنت".

نجم خلوق دخل قلوب الملايين ليس فقط بموهبته وإبداعه وأهدافه التي أحيت الأمل في قلوبهم، ولكن بأخلاقه وتواضعه وحبه للناس والخير حتى أصبح سفيرا عالميا في هذا الشأن، ولم يحزن عندما ضاع حلمه بأن يتخرج من كلية الهندسة ليحمل لقب مهندس، فحصل على ألقاب أعظم بكثير.

شهد له الجميع، ولم يختلف عليه أحد، فتح قلبه للصغير والكبير، ولم يهتز بعد صدور قرار بالتحفظ على أمواله وقرر خوض الطرق القانونية للتظلم وعلق مرتين بثبات قال في الأولى: "نحن من نأتي بالأموال لتبقى في أيدينا وليست في قلوبنا، تتحفظ على الأموال أو تتحفظ على من تتحفظ عليه لن أترك البلد وسأعمل فيها وعلى رقيها"، وفي الثانية "قمة التسامح.. قول يَارب إن كان هناك حاسد يكره أن يراني سعيدا فارزقه سعادة تنسيه أمري".

حسبوه على جهات كثيرة قبل وبعد أن يكشف عن تعاطفه مع غزة في لقاء المنتخب السوداني الشقيق في نهائيات كأس الأمم الأفريقية في غانا 2008. وكانت عنده جرأة الاعتذار لجماهير الزمالك بعد أن أشار لها بالصمت فور تسجيله هدف التعادل في لقاء للقمة، فزاد رصيد حبه في كل القلوب.

مشوار النجومية على خطى الأساطير

بدأ محمد أبو تريكة ولعه بكرة القدم بدخول اختبارات الناشئين في نادي الترسانة وتم تصعيده للفريق الأول قبل أن يبلغ السابعة عشرة من عمره، عندما أجبر الجميع على احترام موهبته ومهارته وقدرته، وظهر واحداً من أفضل اللاعبين، فلفت أنظار المسؤولين في الأهلي والزمالك، حتى جاءت اللحظة التاريخية في يناير/كانون الثاني عام 2004 عندما نجح الأهلي في الحصول على توقيعه بموافقة الترسانة، وساعتها كان الأهلي يعيش خريف الغضب، ولكنه استطاع أن يترك بصمة وأحرز 11 هدفا في 13 مباراة لهذا الموسم.

وفي موسم 2004/ 2005 بدأ في رسم لوحة تاريخية لنادي القرن انتهت بفوزه بالدوري بدون هزيمة وبفقدان 4 نقاط فقط طوال الموسم أتبعها بقيادة الأهلي للفوز بكأس السوبر المصرية للعام نفسه وشكل مع محمد بركات وعماد متعب الثلاثي المرعب الذي حصد بطولات تاريخية محليا وأفريقيا، إضافة إلى المركز الثالث في بطولة العالم للأندية باليابان، واحترف عام 2012 في نادي بني ياس الإمارتي على سبيل الإعارة، وفاز معه ببطولة الخليج للأندية قبل أن يعود إلى الأهلي عام 2013.

وحقق مع الأهلي لقب بطولة دوري أبطال أفريقيا خمس مرات أعوام 2005، 2006، 2008، 2012، 2013، ولقب السوبر الأفريقي 4 مرات، بالإضافة إلى 7 بطولات دوري وبطولتين للكؤوس و6 كؤوس سوبر محلية.

أهداف زرعت السعادة

سجل اللاعب الخلوق أهدافا رآه على إثرها الجميع بأنه المنقذ في اللحظات الحاسمة، ولا ينسون أنه صاحب ركلة الجزاء الحاسمة في مرمى كوت ديفوار التي جاءت لمصر بكأس أفريقيا 2006 وصاحب الهدف القاتل في مرمى الكاميرون الذي توج الفراعنة ببطولة 2008، ولن تنسى له جماهير الأهلي هدفه التاريخي في مرمى الصفاقسي التونسي، ولا أهدافه في ديناموز هراري وبطولة العالم للأندية، والزمالك.


لعب لمنتخب مصر عام 2004، وخاض تصفيات مونديال ألمانيا 2006 وبطولة كأس الأمم الأفريقية 2006 بمصر وأحرز هدفين وسجل الركلة الترجيحية الأخيرة في المباراة النهائية أمام كوت ديفوار لتفوز مصر باللقب، كما لعب في بطولة الأمم الأفريقية في غانا 2008  وقاد مصر للقب على حساب الكاميرون بتسجيل هدف الفوز من التمريرة الشهيرة لمحمد زيدان بعد مراوغته النجم الكاميروني سونغ، وشارك في بطولة كأس العالم للقارات 2009 بجنوب أفريقيا، وخرج المنتخب المصري من الدور الأول بالرغم من العرض القوي أمام البرازيل والفوز على المنتخب الإيطالي، ومنعته الإصابة من المساهمة في فوز المنتخب المصري باللقب الأفريقي السابع في أنغولا 2010.

ويعد أبو تريكة الهداف التاريخي لدوري أبطال أفريقيا برصيد 33 هدفا، وكذلك يعد الهداف التاريخي لقمة الكرة المصرية بين الأهلي والزمالك برصيد 13 هدفا، وهو يعد أيضا واحداً من ضمن نادي "فيفا" المئوي برصيد 105 أهداف، وفاز في 2014 بجائزة الاتحاد الأفريقي كأفضل لاعب داخل القارة السمراء.

وفي عام 2014 تم اختياره من قبل "فيفا" ضمن أفضل لاعبي كأس العالم للأندية في تاريخها، وتم اختيار هدفه في نادي هيروشيما الياباني أفضل هدف في تاريخ كأس العالم للأندية، وفي عام 2014 اختاره "كاف" سفيراً للكرة الأفريقية، وفي يناير/كانون الثاني 2016 تم تصنيف أبو تريكة ضمن قائمة أساطير الكرة من قبل الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاء كرة القدم، واعتزل رسمياً في ديسمبر/كانون الأول 2013 بعد المشاركة في بطولة العالم للأندية في المغرب رافضاً كل الضغوط التي مورست عليه للتراجع، كما حدث من قبل بعد إعلانه الاعتزال مع محمد بركات وعماد متعب بسبب مذبحة استاد بورسعيد 2012.


المساهمون