هل عادت ثنائية "كاكا-روبينيو" من جديد في صفوف السيلساو

هل عادت ثنائية "كاكا-روبينيو" من جديد في صفوف السيلساو

28 مارس 2015
+ الخط -

في كأس القارات 2009، قدم دونجا نفسه للعالم كرجل براجماتي، يعرف من أين يأتي الفوز، لكن من دون لمحة جمالية أو قيمة مضافة اشتهر بها الفريق البرازيلي على مر تاريخه، لذلك بدأ بتشكيلة أجبرت الجميع على الجدل، بسبب جمعها بين أكثر من طريقة لعب في قالب واحد معقد.

العودة للبدايات
عرفت خطة السيلساو أوروبياً بأنها 4-2-3-1، بينما أصر البرازيليون أن الفريق لعب بطريقة 4-4-2 شكل الجوهرة، والسبب يعود إلى الديناميكية الكبيرة في الوسط، ووجود أكثر من لاعب يجيد التمركز في كافة أركان المستطيل.

لعب المدير الفني بثلاثة لاعبين يميلون إلى الوسط، جلبرتو سيلفا كحائط دفاعي أولي ثم فيليبي ميللو كخط دفاع ثاني في الوسط وأخيراً راميريز كلاعب ثالث بالوسط، مع تحوله إلى الخط الجانبي كريشة مائلة لليمين، يتحرك إلى الأمام ليصبح جناحاً، أمامه في الجانب الاخر لاعب هجومي بقيمة روبينيو، وفي العمق كاكا، ولويس فابيانو كمهاجم أساسي، أي ثنائي ارتكاز مع ثلاثي هجومي خلف المركز 9 في طريقة لعب 4-2-3-1.

ويعود راميريز إلى الوسط قليلا، لكي يفسح المجال أمام مايكون في لعب دور الجناح المتقدم، ويتحول جلبرتو سيلفا إلى الخلف أكثر، وبالتالي تصبح الخطة أقرب إلى شكل الجوهرة، سيلفا ارتكاز دفاعي، راميريز وميليو كلاعبي وسط على الأطراف، وكاكا لاعب وسط هجومي أو صانع ألعاب.

ويجمع روبينيو بين مركزي الجناح والهجوم، ليصبح أثناء التحولات مهاجما متأخرا بجوار اللاعب الرئيسي داخل منطقة الجزاء، وتصبح الخطة فعلياً 4-4-2 Diamond، ويفوز راقصو السامبا بالبطولة، لكنهم يفقدون البوصلة في المونديال الأفريقي، ويخرجون أمام هولندا في ربع نهائي 2010.



عودة دونجا
بعد الخروج المهين أمام الألمان في نصف نهائي كأس العالم، رحل سكولاري بعد نهاية البطولة، وأصيب البرازيل بالصدمة القوية، فالبطل التاريخي للعبة هُزم على أرضه وبين جماهيره بالسبعة، وقدم أسوأ أداء ممكن خالف به أغلب التوقعات التي رجحت كفته بحصد اللقب، لذلك اختار المسؤولون عن اللعبة في بلاد السيلساو العودة مرة أخرى إلى الحدود القديمة، والاستعانة بالرجل الواقعي والكابتن السابق، كارلوس دونجا.

ويبدو أن المدرب الجديد يعيد مرة أخرى تجربته القديمة مع المنتخب، فالبرازيل فازت بجدارة على فرنسا في قمة يوم "الفيفا" بثلاثة أهداف مقابل هدف، وقدمت الكتيبة الصفراء أداء مميزا واستحقت التفوق على الفريق المضيف، مع استخدام دونجا لنفس أسلحته القديمة، الخاصة بالمرونة الخططية، معتمداً في ذلك على نيمار وأوسكار على خطى روبينيو وكاكا.

4-2-3-1
هل هناك اختلاف بين طريقة لعب 4-2-3-1 الأوروبية ونظيرتها البرازيلية؟ يجاوب ويلسون، الباحث المختص بالأمور التكتيكية عن هذا السؤال المهم، مؤكداً أن الانتشار داخل الملعب متشابه إلى حد كبير بين الخطتيّن، إذ إن كل طريقة لها أربعة خطوط بالعرض، رباعي خلفي ثم ثنائي وسط، فثلاثي هجومي، ومهاجم واحد متقدم، وبالتالي تتفق اللعبتان في الإطار الخارجي، لكن الاختلاف يكمن في أدق التفاصيل.

خطة 4-2-3-1 البرازيلية تعتمد بشكل كبير على ثنائي هجومي داخل التشكيلة الأساسية، أي يلعب السيلساو بمهاجم متقدم وآخر مائل للجناح، عكس ما يتم في معظم ملاعب أوروبا، من اختيار جناح صريح لشغل مركز المهاجم المائل، لذلك لعبت البرازيل بنيمار بينما اختار ديشامب فالبوينا وجريزمان.

أدى نجم برشلونة نفس الدور الذي قدمه روبينيو قديماً، مع نجاعة تهديفية أكبر وقدرة أعمق أمام المرمى، إذ إنه يبدأ على الطرف كجناح صريح، لكنه يتحول سريعاً داخل منطقة الجزاء، مستغلاً الفراغ بين قلب الدفاع والظهير، لذلك يسجل البرازيلي أهدافا عديدة من داخل منطقة الجزاء، ويقوم بدور المهاجم الحقيقي أمام منطقة الجزاء، من أجل تشتيت تركيز المدافعين، والسماح لزملائه بالضرب المفاجئ من الخلف للأمام.



صناعة اللعب
وكما يلعب نيمار دور محوري في خطة دونجا، فإن أوسكار له نصيب وافر في مرونة الخطة أيضاً، بسبب قدرته على الجمع بين مركزي لاعب الوسط المتقدم والجناح المائل في نفس المباراة، فالبرازيل تبدأ على الورق بثنائي محوري أمامه أوسكار، مع وجود ويليان ونيمار على الأطراف خلف المهاجم المتقدم فيرمينو، لكن أثناء المرتدات ينطلق أوسكار سريعاً لشغل خانة الجناح المائل للطرف، مع صعود نيمار للأمام ودخول ويليان في العمق.

تتحول سريعاً 4-2-3-1 إلى 4-4-2 وكما يساهم أوسكار في الهجوم بلمساته وأهدافه، فإنه يفعل الكثير نتاج تحركاته من دون الكرة، فنجم تشيلسي يساهم بتمركزه الإيجابي في خلق فراغ أكبر أمام ويليان للتحول إلى العمق، ويترتب عليه سريعاً ترك نيمار خانة الجناح للاعب آخر في سبيل توغله داخل الصندوق وتسجيله الأهداف، كلقطة الهدف الثاني الذي لعب فيه كابتن الفريق دور النجم في هز الشباك الفرنسية.



لم يصل الغضب البرازيلي إلى حد الثورة بعد المونديال الكارثي، لكن ربما أتت رياح التغيير في تعديل أدوات النظام التكتيكي، وإعادة هيكلة قواعد اللعبة من جديد، ليستخدم دونجا أسماء جديدة كميراندا، فيلبي لويس، فيرمينو، ودانييلو، لكن مع نفس النجوم الشبان، وعلى رأسهم نيمار وأوسكار، وكأن السيلساو حافظ على محركه الرئيسي، مع إضافة خيارات أخرى فقط.

المساهمون