الإكوادور تحت قيادة الأرجنتيني.. حصان جامح في أميركا اللاتينية

الإكوادور تحت قيادة الأرجنتيني.. حصان جامح في أميركا اللاتينية

15 نوفمبر 2015
+ الخط -


يقدم منتخب الإكوادور أداء استثنائياً في الفترة الأخيرة، ويتصدر الفريق ترتيب منتخبات أميركا اللاتينية، في الطريق نحو مونديال روسيا 2018، بعد الفوز في ثلاث مباريات متتالية، على حساب أسماء لها ثقلها الكروي، كالأرجنتين، وبوليفيا، والأوروغواي، لتبتعد كتيبة المدرب غوستافو كوينتيروس بالصدارة عن الجميع، في مفاجأة حقيقية أذهلت جميع المتابعين في بداية المنافسات الطويلة إلى كأس العالم.

أرجنتيني آخر
إذا سافرت إلى بيونس آيرس العاصمة الأرجنتينية وطلبت من أحد سائقي الأجرة التجول بك في شوارع المدينة، فإنه سيقطع بك شوارع وأزقة وحارات البلد ثم يخرج بك بعيداً نحو الضواحي التي تحاصرها ومنها بكل تأكيد، ويتحدث معك عن عملاقي اللعبة هناك، بوكا جونيورز وريفر بليت، لكنه سيشير بجانب من التقدير إلى نادي آخر بعيد، النيولز أولد بويز، الفريق الذي قدم للأرجنتين مدربين عظام، على رأسهم مارسيلو بييلسا، وبكل تأكيد لن يكون آخرهم، غوستافو كوينتيروس، المدير الفني الحالي للإكوادور.

بدأ غوستافو ممارسة كرة القدم مع شبان الأولد بويز، وحصل على أول فرصة تدريبية مع سان لورينزو، قبل أن يتحول في ما بعد إلى الإكوادور، ويقود ناديها إيليميك لمدة ثلاث سنوات، قبل أن ينال شرف تدريب المنتخب الأول، ويضع بصمته الخاصة سريعاً، رغم الخروج المبكر من كوبا أميركا 2015 في شيلي.

تقدم الأرجنتين كامل خدماتها إلى كافة دول أميركا الجنوبية، فسامباولي قاد شيلي إلى الكوبا، بينما يقود بيكرمان كتيبة النجوم في كولومبيا، كذلك تلعب البيرو بطريقة أفضل مع الأرجنتيني ريكاردو غاريسا، ويستمر رامون دياز في قيادة الباراغواي، وكأن بلاد الفضة على موعد حقيقي مع تحسين خدمات اللعبة بالتعاون مع جيرانها، حتى أصبح مدرب الإكوادور هو ضيف الشرف الأخير في هذه المنظومة الناجحة.

طريقة اللعب
يلعب كوينتيروس بمرونة كبيرة، ويعتمد على رسم تكتيكي مزيج بين 4-2-3-1 و4-3-3 و4-4-2 مع إغلاق كافة المناطق أمام مرماه من خلال ثنائي محوري يقطع الكرات، والضرب في الهجوم بصانع لعب متحرك، تجده كلاعب وسط ثالث عند الحاجة، ثم ينطلق إلى الأمام كمهاجم متأخر بجوار اللاعب الرئيسي أمام مرمى المنافسين، هكذا تكون الديناميكية الخططية في قارة عرفت تاريخياً باللا مركزية في كامل جوانب التكتيك الكروي.

مايلير بولانوس هو الحلقة القوية في هذا التكتيك، من خلال ربطه المنتصف بالثلث الهجومي الأخير، ومد المهاجم المتقدم بالفرص الثمينة داخل منطقة الجزاء، في ترجمة واضحة لأفكار مدربهم، والتي تهدف بشكل أساسي إلى اللعب العمودي المباشر، وتناقل الكرات بسرعة من الخلف إلى الأمام في اتجاه المرمى، لذلك يمرر لاعبو الإكوادور كرات قليلة بالمقارنة مع منافسيهم، لكنهم يسجلون أهدافاً أكثر، في دلالة واضحة على النجاعة والحسم.

بينما في حالة الدفاعية، يعود الجميع إلى الخلف، من 4-2-3-1 إلى 4-5-1 دون تأويل، فقط كايسيدو المهاجم المتقدم في نصف ملعب الخصم، والبقية أمام مرماهم، عن طريق إغلاق الأطراف بثنائي على كل جانب، لاعب ظهير أمامه لاعب جناح، مع تضييق الفراغات في وبين الخطوط عن طريق ثلاثي آخر، ثنائي محوري رفقة صانع اللعب، هذا ما فعله غوستافو أمام الأرجنتين في الافتتاح، وفاز بثنائية في الدقائق الأخيرة.

هداف التصفيات
يتقاسم أربعة مهاجمين صدارة الهدافين بعد مرور ثلاث جولات، سانشيز وفارغاس من شيلي، جيفرسون فاران من بيرو، مع نجم الإكوادور فيليبي كايسيدو، اللاعب الذي حرمته الإصابة من اللعب في أكثر من منافسة بالآونة الأخيرة، لكنه عاد بقوة في المباريات الفائتة، وكان حاسما بشدة أمام المرمى، من خلال ترجمة أقل عدد من الفرص إلى أهداف.

غاب كايسيدو عن مباريات الحسم في الكوبا أميركا بسبب الإصابة، ففقدت الإكوادور لاعبا مهما في البطولة، من خلال كونه رأس حربة مثاليا للفرق التي تدافع أولاً، لذلك يتألق بشدة مع فريقه إسبانيول ومنتخب بلاده الإكوادور، لأنه لا يكتفي فقط بالواجبات الهجومية، بل تجده في كل أرجاء المنتصف عندما يفقد فريقه الكرة، من خلال قيامه بالضغط على لاعبي المنافس، وتشكيل أول حائط صد في نصف ملعب الفريق الآخر.

مايلير بولانوس، نصف لاعب وسط ونصف مهاجم صريح، ويعتبر بمثابة الجزء الآخر الذي يُكمل الحلقة التهديفية، من خلال تحكمه بالكرة وقدرته على الإبداع في الأوقات الحاسمة من عمر المباريات، لذلك يعتمد المدرب الأرجنتيني على كل الفريق في الحالة الدفاعية، بينما يستطيع جرح خصومه من خلال هذا الثنائي الفتاك، المهاجم ومساعده في الثلث الأمامي، نحو ظهور أقوى في الجولات القادمة.

المساهمون