بين إنجاز الأندية في أبطال أفريقيا وتأهل المنتخبات للمونديال

بين إنجاز الأندية في أبطال أفريقيا وتأهل المنتخبات للمونديال

13 نوفمبر 2017
تونس تمتلك مجموعة من اللاعبين المحليين المميزين (Getty)
+ الخط -
أثبتت الكرة العربية، في الفترة الأخيرة، أنها تتطور بشكل كبير يوماً بعد آخر، على المستوى الفردي وعلى صعيد الأندية وحتى المنتخبات، وهذا الأمر من دون شك يعود لعدة عوامل مهمة.

وقد لفتت فرق ومنتخبات شمال أفريقيا الأنظار بشكل كبير، حيث استطاعت مصر وتونس والمغرب بلوغ كأس العالم 2018 في روسيا، وهذا الأمر يحصل لأول مرة في تاريخ اللعبة، أي أن تبلغ 3 منتخبات من هذه المنطقة تحديداً العرس العالمي.

من جانب آخر، قبل الجولة الأخيرة من التصفيات الأفريقية، كان دوري أبطال أفريقيا قد شهد تفوق النجم الساحلي المغربي في النهائي على حساب الأهلي المصري بواقع لقائي الذهاب والإياب وتتويجه باللقب للمرة الثانية في تاريخه والأولى من 1992.

لم يأت تأهل ثلاثة منتخبات عربية إلى مونديال روسيا 2018 من فراغ، لنعد إلى نسخة دوري الأبطال الأفريقية الأخيرة، ونبدأ بدور ربع النهائي، هناك سنجد ستة أندية عربية إضافة لفريق موزمبيقي وآخر من جنوب أفريقيا.

استطاعت أربعة فرقٍ عربية أن تصل لنصف النهائي ما يعني أن التفوق وصل لنسبة 100%، فالنجم الساحلي التونسي تجاوز الأهلي طرابلس الليبي، فيما استطاع الأهلي المصري أن يقصي الترجي الرياضي التونسي، بينما أطاح مولودية الجزائر فريق فيروفياريو دا بيرا الموزمبيقي، أما الوداد المغربي فأخرج ماميلودي صان داونز الجنوب أفريقي بطل نسخة 2016.

في المربع الذهبي، استطاع الأهلي أن يقصي النجم الساحلي، فيما فاز النجم الساحلي على اتحاد الجزائر، وتقدم نحو النهائي لتحقيق اللقب. هذا الأمر المهم كان له أثر على منتخبات مصر وتونس والمغرب، علماً أن الكثير من النجوم ينشطون في أوروبا، لكن كان للاعبين المحليين دورٌ كبير في التأهل إلى المونديال، لا سيما مع نسور قرطاج، فالظهير المميز، علي معلول، محترفٌ في الأهلي المصري، وحمدي النغاز ومحمد أمين بن عمور والحارس أيمن مثلوثي في النجم الساحلي التونسي، وغيلان الشعلاني ومعز بن شريفية وفرجاني ساسي في الترجي وتطول القائمة من دون شك.

وأكدت الأندية التونسية بالفعل أنها سببٌ مهمٌ للتأهل للمرة الخامسة في التاريخ منذ عام 2006، مع التأكيد على دور بعض المحترفين أمثال وهبي الخزري وكذلك صيام بن يوسف وكذلك يوسف المساكني، مع العلم أن الأمر المهم في تأهل الفريق أيضاً هو تواجد مدرب وطني، أي نبيل معلول، الذي يعلم بشكل كبير تفاصيل الكرة هناك وأوضاع حياة اللاعبين وأسلوب حياتهم، مما سيمكنه من تجهيز منتخب أفضل لسهولة تجميع معظم الأسماء المحلية.

في مصر الحال مختلفٌ قليلاً، لكن للأهلي، الذي وصل لنهائي دوري أبطال أفريقيا، دور مهم في المنتخب وبنسبة أقلّ الزمالك.

وضم منتخب الفراعنة عدة لاعبين من الأهلي وهم مؤمن زكريا وعبد الله السعيد والمدافعان رامي ربيعة وسعد سمير، والحارس شريف إكرامي وكذلك القائد الثاني في الفريق أحمد فتحي، فيما اختير من الزمالك، الحارس أحمد الشناوي والمدافع علي جبر وطارق حامد، وبالتالي يصل المجموع إلى تسعة لاعبين وهو أمرٌ مهم جداً.

واعتمد منتخب الفراعنة على لاعبين محترفين في القارة الأوروبية، وعلى رأسهم النجم محمد صلاح (ليفربول الإنكليزي) إضافة لكثير من المحترفين أمثال المدافع أحمد حجازي لاعب الأهلي في الموسم الماضي والذي ينشط حالياً في نادي ويست بروميتش ألبيون، وكذلك رمضان صبحي مهاجم ستوك سيتي والذي كذلك خرج من الأهلي قبل موسمين، هذا الأمر ينطبق على عمر جمال الذي كان مع الأهلي في الفترة الماضية قبل شهر تقريباً حين انتقل لصفوف بيدفيست ويتس معاراً، فيما يلعب عمرو مرعي في صفوف نادي النجم الرياضي التونسي الذي وصل لنصف نهائي دوري أبطال أفريقيا كما ذكرنا سابقاً.

نصل بعدها إلى المغرب، والذي توج فريقه الوداد باللقب في نسخة "التشامبيونز الأفريقية" بنظرة سريعة على تشكيلة منتخب أسود أطلس نرى أن المدرب الفرنسي، هيرفي رينار، اعتمد بشكل أكبر على لاعبين محترفين في الدوريات الأوروبية الكبرى، على غرار القائد المهدي بن عطية وحكيم زياش جناح أياكس أمستردام ونبيل درار لاعب فنربخشه التركي وأشرف حكيمي من ريال مدريد وكريم الأحمدي من فينورد الهولندي وأسماء أخرى في الدوري الفرنسي والإنكليزي والألماني.

ورغم أن تشكيلة المنتخب المغربي ضمت أسماء محترفة في القارة العجوز، كان للاعبين المحليين مكانٌ أيضاً، أمثال المدافعين جواد اليميق وبدر بانون من الرجاء المغربي على الرغم من أنهما لم يشاركا في الكثير من المباريات حتى اللحظة، كما تواجد في التشكيلة أيضاً لاعبان من الوداد هما متوسط الميدان إسماعيل حداد والمهاجم أشرف بن شرقي.

كلّ هذه العوامل تقودنا إلى نتيجة مهمة في المستقبل، فكلما عملت الأندية العربية على تدعيم صفوفها بلاعبين محليين على مستوى عالٍ كلما تطورت الكرة هناك، وهذا الأمر من شأنه أن يفتح أمامهم باب الاحتراف في أفضل الفرق الأوروبية، وبالتالي ستعزز تلك الفرق قدرتها المالية وتبقى قادرة على المنافسة في أفريقيا بقوة.

في الوقت الحالي وبعيداً عن العاطفة الجماهيرية، غدت المنتخبات العربية مع تواجد كل هذه الأسماء التي تلعب في فرق النخبة الأفريقية وحتى الأوروبية مطالبة بتحقيق إنجازات في كأس العالم، فالمشاركة الشرفية والخروج بثلاث هزائم من دور المجموعات بات أمراً غير مرحبٍ به، فالجميع في الوقت الحالي يمتلك الإمكانيات اللازمة للذهاب على أقلّ تقدير إلى الدور الثاني وربما ربع النهائي. الأحلام دائماً ما ستكون مشروعة إذا ما استكمل العمل على هذا المنوال.

المساهمون