حل اتحاد الكرة الكويتي .. خلاف رياضي بجذور سياسية

حل اتحاد الكرة الكويتي .. خلاف رياضي بجذور سياسية

25 اغسطس 2016
رياضة الكويت تبحث عن حل حاسم (Getty)
+ الخط -


قررت الهيئة العامة للشباب والرياضة في الكويت حل اتحاد كرة القدم واللجنة الأولمبية الكويتية بسبب تجاوزات ومخالفات مالية. وقضى قرار الهيئة بتشكيل لجنتين مؤقتتين إحداهما تمسك بزمام الأمور في اتحاد الكرة برئاسة رئيس نادي نوتنغهام فورست الانجليزي رجل الأعمال فواز الحساوي، وعضوية سبعة آخرين، بينهم ثلاثة لاعبين سابقين في نادي الكويت الذي يرأسه فخرياً رئيس البرلمان الكويتي مرزوق الغانم وتديره مجموعة من أشقائه الآخرين.

كما أكدت مصادر من داخل الهيئة العامة للشباب والرياضية أن قراراً سيصدر في القريب العاجل بإحالة طلال الفهد الصباح، رئيس الاتحاد المعزول، وشقيقه الوزير السابق ورئيس اللجنة الأولمبية المعزول أحمد الفهد الصباح، إلى النيابة العامة لوجود شبهات بالاختلاس والتزوير وتعريض مصالح الدولة للخطر.

وتعود أسباب الصراع الرياضي المشتعل في الكويت والذي تسبب بإيقاف الكويت عن المشاركة بأي نشاط رياضي وقيام لاعبيها باللعب تحت العلم الأولمبي في أولمبياد ريو دي جانيرو إلى جذور سياسية بحتة وخلافات قديمة بين شقيق الأمير الراحل فهد الأحمد الصباح، الذي قتلته القوات العراقية أثناء اجتياحها للبلاد عام 1990، وبين مجموعة من رجال الأعمال وعلى رأسهم رئيس البرلمان الحالي مرزوق الغانم وأبناء خاله وزير المالية ورئيس البرلمان السابق جاسم الخرافي، حيث حاول النائبان مرزوق الغانم وصالح الملا تمرير رزمة من القوانين عندما كانا عضوين في البرلمان عام 2007 تهدف إلى منع الأخوين أحمد وطلال الفهد من السيطرة على المؤسسة الرياضية، لكن اللجنة الأولمبية الدولية واتحاد الكرة العالمي "الفيفا" عدّا هذه القوانين تدخلاً حكومياً سافراً في الرياضة وهو ما تمنعه مواثيق اللجنة الأولمبية.

واستطاع طلال الفهد الفوز بانتخابات اتحاد الكرة التي جرت عام 2014، لكن الحكومة الكويتية ممثلة بالهيئة العامة للشباب والرياضة رفضت الاعتراف بالانتخابات ورفعت الدعم عن الاتحاد الكويتي وطالبته بالالتزام بقانون الانتخاب التي أقرته، ما حدا باللجنة الأولمبية الدولية للتبليغ عن تجاوزات الحكومة الكويتية تجاه الاتحادات الرياضية التي تخل بالميثاق الدولي الأولمبي، وهو ما أدى إلى إنذار اللجنة الأولمبية للحكومة الكويتية ومطالبتها بوقف التدخل ثم قامت بالإيقاف النهائي لأي نشاط رياضي كويتي في الخارج.

وعلى الطرف الآخر، اتهمت الهيئة العامة للشباب والرياضة اللجنة الأولمبية الدولية بالتدخل في شؤون البلاد، واتهمت أعضاء اللجنة الكويتية الذين قاموا بالإبلاغ عن التدخلات الحكومية بأنهم عرّضوا مصالح البلاد العليا للخطر، وتآمروا مع جهة خارجية غير مصرح لهم بالتعامل معها، وفق القوانين الكويتية.

وقال رئيس جمعية الصحافيين الكويتية فيصل الجناعي، لـ"العربي الجديد": إن حل اتحاد الكرة الذي انتخبه الرياضيون وفق انتخابات حرة ونزيهة هو انقلاب كروي على الشرعية الرياضية، وأن الموضوع ليس رياضياً فحسب بل هو انتقام من رجل مضى على موته 26 عاماً - في إشارة للشيخ فهد الأحمد - وانتقام من أبنائه الذين لا يُراد لهم الوجود في أي منصب رياضي أو سياسي أو اقتصادي.

وأضاف "عناد الهيئة العامة للشباب والرياضة تجاه المجتمع الدولي لن يجلب إلا الخسائر على الرياضة الكويتية، فاللجنة الأولمبية الدولية أكدت في مراسلاتها أنها لن تعترف سوى باتحاد واحد وهو الاتحاد الذي انتخبه الرياضيون وليست الاتحادات التي تشكلها لجان البرلمان".

دلالات

المساهمون