أتلتيكو مدريد... مدرسة لتألق حُماة العرين

أتلتيكو مدريد... مدرسة لتألق حُماة العرين

25 مايو 2020
يعد كورتوا أكثر حارس بتاريخ الأتلتيكو حصداً للألقاب (Getty)
+ الخط -
اشتهر نادي أتلتيكو مدريد الإسباني على مر التاريخ بقدرته على امتلاك أفضل حراس مرمى في العالم، ليُصبح "الروخيبلانكوس" محط أنظار الجماهير الرياضية، التي تترقب مبارياته، لمشاهدة تصديات حُماة العرين في جميع البطولات المحلية والقارية، التي يشارك فيها.

وبالنظر إلى تاريخ نادي أتلتيكو مدريد على مر العصور، فقد استطاع استقطاب حراس مرمى من الطراز الأول، كانوا يتصدون لأعتى المهاجمين في إسبانيا أو في القارة الأوروبية، لذلك كانت الأجهزة الفنية للفرق المنافسة تعمل على دراسة منفصلة لحُماة العرين المتألقين، من أجل معرفة نقاط ضعفهم، والقدرة على هز شباكهم المنيعة.

وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تمكنت إدارة نادي أتلتيكو مدريد من الحصول على خدمات الحارس الفرنسي الراحل مارسيل دومينغو، الذي قدم إلى صفوف الفريق من استاد فرانسيس، ليباشر بعدها رحلة الحفاظ على شباكه خالية من الأهداف.

ولم يضيع دومينغو الوقت كثيراً، بعد أن ساهم بنيل أتلتيكو مدريد لقب الدوري الإسباني لكرة القدم في موسمين متتاليين (1949/ 1950، و1950/ 1951)، ليحصل على جائزة زامورا، التي تُعطى لأفضل حارس في الليغا تلقى عرينه أقل عددٍ من الأهداف.

لكن في العام 1951، عاد دومينغو مرة أخرى إلى فرنسا، عبر نادي نيس، واستمر بعدها في خوض المباريات، حتى أعلن اعتزاله الساحرة المستديرة في 1958، عندما كان لاعباً مع أولمبيك مرسيليا، وتوجه بعدها مباشرة إلى عالم التدريب، الذي استمر فيه حتى 1989، مع إيركوليس الإسباني.

وعقب انتهاء حقبة الفرنسي مارسيل دومينغو، نجحت إدارة أتلتيكو مدريد بالحصول على خدمات الحارس الأرجنتيني الراحل إدغاردو مدينتيا في موسم 1958/ 1959، لتبدأ رحلة جديدة من المتعة والأناقة لأحد أفضل حماة العرين الذي مر بتاريخ "الروخيبلانكوس".
وساعد مدينتيا ناديه أتلتيكو مدريد في الفوز بلقب الدوري الإسباني في موسم 1965/1966، بالإضافة إلى ثلاث بطولات أخرى، هي كأس ملك إسبانيا، وكأس الكؤوس، كما تمكن من الحفاظ على نظافة شباكه من الأهداف في 793 دقيقة كاملة.

وأعلن الحارس الأرجنتيني الراحل إدغاردو مدينتيا اعتزاله لعب كرة القدم مع ريال مايوركا الإسباني في عام 1969، بعد أن رحل إليه قادماً من أتلتيكو مدريد، الذي خاض معه 159 مباراة في جميع البطولات المحلية والقارية.

وانتظرت إدارة أتلتيكو مدريد 6 سنوات كاملة في سبيل البحث عن حارس مرمى قادر على حماية عرينه، والمساهمة بنيل البطولات المحلية والقارية، ليقع اختيارها على الأسطورة ميغيل رينا، حامي عرين برشلونة السابق، الذي خاض مع النادي 111 مباراة.

ووصل ميغيل رينا إلى نادي أتلتيكو مدريد في العام 1973، ولفت أنظار الجميع إليه، بفضل تصدياته الحاسمة، التي ساهمت بفوز "الروخيبلانكوس" بلقب الدوري الإسباني في موسم 1976/ 1977، بالإضافة إلى كأس ملك إسبانيا، ما جعله يحصل على جائزة زامورا.

وساهم الحارس الأسطوري بوصول أتلتيكو مدريد إلى نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، لكنهم تلقوا هزيمة قاسية على يد بايرن ميونخ الألماني بأربعة أهداف مقابل لا شيء، لكنه استطاع قيادتهم إلى تحقيق لقب كأس الإنتركونتيننتال الوحيد لـ"الروخيبلانكوس".

واستمر رينا بخوض المواجهات مع أتلتيكو مدريد حتى عام 1980، عندما أعلن اعتزاله لعب كرة القدم، وتوجه بعدها إلى عالم التدريب، لكنه لم يحقق الإنجازات التي فعلها كحارس مرمى، لكنه يبقى أحد أفضل حماة العرين، الذين مروا بصفوف فريق العاصمة الإسبانية مدريد.

وفي العام 1986، وصل الحارس أبيل ريسينو إلى صفوف أتلتيكو مدريد قادماً من الفريق الرديف، بعد أن قرر الجهاز الفني آنذاك ترفيعه، ليصبح بعدها أحد أفضل أساطير حماة العرين، الذين مروا بتاريخ "الروخيبلانكوس" على مر العصور.

وخاض الحارس أبيل ريسينو مع نادي أتلتيكو مدريد 243 مباراة بجميع البطولات القارية والمحلية، لكنه دخل التاريخ برقم قياسي حينها، عندما استطاع الحفاظ على نظافة عرينه من الأهداف في 1275 دقيقة كاملة، ما جعله يساهم بنيل بطولة كأس ملك إسبانيا في موسمي (1990/ 1991، و1991/ 1992)، لينال بعدها جائزة زامورا.

ومع اقتراب موعد اعتزاله، فضل الحارس أبيل ريسينو إنهاء مشواره مع نادي رايو فاليكانو في موسم 1995/ 1996، ليتوجه بعدها إلى عالم التدريب، الذي أشرف فيه على عدد من الأجهزة الفنية، كان آخرها فريق غرناطة عام 2015.

ولم يؤثر رحيل أبيل ريسينو على أتلتيكو مدريد، لأنه حصل على خدمات خوسيه فرانسيسكو مولينا، الذي قدم إليهم من صفوف ألباسيتي، ليفرض نفسه بالتشكيلة الأساسية مع "الروخيبلانكوس"، الذي استطاع تحقيق الثنائية التاريخية في موسم 1995/ 1996، عندما نال لقب الليغا وكأس ملك إسبانيا.

ولعب خوسيه فرانسيسكو مولينا بصفوف أتلتيكو مدريد في 189 مباراة بجميع البطولات، لكنه في عام 2000 قرر الرحيل إلى صفوف ديبورتيفو لاكورونيا، وساهم بفوزه بلقب كأس ملك إسبانيا، وكأس السوبر الإسبانية، ليعلن في عام 2007 اعتزاله اللعب مع فريق ليفانتي.

وعانى أتلتيكو مدريد بعدها كثيراً، وترقبت الجماهير قدوم حارس مرمى من الطراز الرفيع، حتى قررت الإدارة، في عام 2011، تعويض ديفيد دي خيا، الذي رحل إلى مانشستر يونايتد، بالبلجيكي تيبو كورتوا، الذي قدم إلى صفوف "الروخيبلانكوس" على سبيل الإعارة قادماً من تشلسي.

ويعد تيبو كورتوا أكثر حارس في تاريخ أتلتيكو مدريد حصداً للألقاب، لأنه ساهم بنيل الدوري الأوروبي في موسم 2011/ 2012، وكأس السوبر الأوروبي 2012، وكأس ملك إسبانيا 2012/ 2013، والليغا 2013/ 2014، ما جعله ينال جائزة زامورا في عامي 2012، و2013.

المساهمون