المغرب: جدل حول "تدوينة" لحزب من الحكومة على "فيسبوك"

ويتعلق الأمر برد لرئيس الحكومة على مراسلة وجهها وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، ردا على استفسار كتابي لرئيسي فريقين برلمانيين من المعارضة، حول أزمة الأساتذة المتدربين.

وأكد الوزير بوسعيد في المراسلة إمكانية توظيف هؤلاء الأساتذة دفعة واحدة في حالة تعديل قانون المالية لسنة 2016، الأمر الذي يعاكس التوجه الذي طالما عبرت عنه الحكومة طوال الأزمة المستمرة منذ قرابة الخمسة أشهر، وهو عدم إمكانية هذا التوظيف في دفعة واحدة.

هذه المواقف فتحت بابا من "التراشق" الإلكتروني بين أنصار حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار، إضافة إلى بعض النشطاء المحسوبين على أحزاب أخرى معارضة، وهو الجدل الذي احتدم عقب نشر حزب التجمع لمنشور على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، يؤكد أن "جواب بوسعيد تقني وليس سياسيا" ، وأن "رد فعل رئيس الحكومة زوبعة في فنجان ويخفي وراءه صراعا سياسيا بطعم انتخابي".

وقد رافق الجدل هذه التدوينة منذ نشرها، حيث تساءل عديدون عن سبب نشر الحزب لموقفه عبر صفحة في موقع تواصل اجتماعي، عوض تضمينه في بلاغ رسمي، وهو ما سعى الحزب إلى تداركه عبر تعديل المنشور بإضافة عبارة "هذا ليس ببيان بل آراء نشطاء تجمعيين في الفيسبوك، والذين من حقهم إبداء رأيهم والدفاع عن وزير تجمعي في الحكومة".

Facebook Post

وكان هذا "التوضيح " كفيلا بوضع الحزب المشارك في التحالف الحكومي في مرمى انتقادات "الفيسبوكيين"، بين من اعتبره "تبرؤا" من الموقف المعبر عنه، وبين من رأى أنه "محاولة من الأحرار لتمرير موقف دون تحمل كلفته السياسية".

وفي هذا الصدد، استغرب الإعلامي سمير شوقي في تدوينة له من "الأسلوب التواصلي" الذي انتهجه "حزب الحمامة" في مواجهة ملف كبير، ينذر بأزمة حكومية في البلاد.

Facebook Post

من جهته، علق الناشط نور الدين لزرق قائلا "يذكرني المشهد العبثي الذي تعرفه الساحة السياسية بالمغرب وخصوصا في حرب البلاغات والرسائل والنقاش في الاختصاصات وتبادل اللكمات بقفازات حريرية، بذاك النشيد الذي كنا نردده في الصغر ونحن نعبث ونلعب، ربابة ربة البيت ... تصب الخل في الزيت ...لها عشر دجاجات وديك حسن الصوت..."

Facebook Post

في المقابل، أطلقت مجموعة من المناصرين لحزب التجمع الوطني للأحرار وسما بعنوان "#‏لا_لإهانة_الوزير_محمد_بوسعيد"، يقومون فيه بنشر تدوينات وصور مدافعة عن الوزير التجمعي، يؤكدون من خلالها أنه "انتصر للأساتذة المظلومين" من خلال مراسلته التي تسببت في جدل كبير.

والجدير بالذكر أن استغلال الأحزاب السياسية لمواقع التواصل الاجتماعي يبقى "محدودا" في الفترات التي لا تتزامن مع الانتخابات، في ما تنشط بشكل ملحوظ خلال الحملات الانتخابية، حيث تعمد بعض الأحزاب إلى الاستعانة بشركات متخصصة في التواصل لإدارة حساباتها على هذه المواقع.

ويتوفر حزبان مغربيان فقط على "العلامة الزرقاء" في موقع "فيسبوك"، هما حزب العدالة والتنمية، الذي يتوفر على أزيد من 918 ألف إعجاب، وحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، والذي يتوفر على 497 ألف إعجاب.