المغرب: الصحف في تراجع مستمر... الجرأة لم تعد مُغرية

المغرب: الصحف في تراجع مستمر... الجرأة لم تعد مُغرية

14 سبتمبر 2014
تتعدّد أسباب تراجع الصحف المغربيّة (Getty)
+ الخط -
تنقسم الصحف المغربيّة بين تلك التي تمتهن الصحافة على أصولها ومبادئها، وتلك التي تنتهج سياسة "الجمهور عايز كده".
بدأت صحيفة "الأحداث المغربيّة" بالصدور في العام 1998. حينها، كانت الصحيفة الأكثر مبيعاً، بسبب ملحق "من القلب إلى القلب" الذي كانت تُصدره ويتضمّن رسائل القراء ومشاكلهم الجنسيّة والعاطفيّة.
وحظي الملحق بشهرة واسعة في البلاد، ما جعل الصحيفة تُنافس الصحف الحزبيّة كصحيفة "الاتحاد الاشتراكي"، وتتبوّأ على عرش الصحافة المغربيّة. لكنّ سياسة التحرير التي فضّلت عدم التدخل بمواد الملحق، انعكست بامتلاء الملحق بقصص جنسيّة مثيرة، واعترافات حول مغامرات وجرائم اغتصاب وغيرها.
شكّل هذا الأمر صدمة للكثير من القُرّاء الذين لم يألفوا هذا النوع من الصحافة، فانقسمت الآراء بين مَن اعتبرها جرأة مطلوبة لتكسير "تابوهات" المجتمع، ومنها مَن وجد ذلك إساءة للأخلاق العامة وتحريضاً على الفساد.
وأوقفت الجريدة إصدار الملحق بعد استنفاد صلاحياته وتراجع مستوى الإقبال عليه في ظلّ ظهور صحف مستقلة حظيت بنصيب كبير من المبيعات لجرأة طرحها للمواضيع السياسية والاجتماعيّة، مُتفادية انتقادات القراء.
على صعيد آخر، تراجعت بعض الصحف المغربيّة بسبب انتقال صحافيين منها. ومن هؤلاء، الكاتب المعروف، رشيد نيني، والذي انتقل من صحيفة "الصباح"، التي كان يكتب فيها في عمود "شوف تشوف"، معتمداً أسلوب السخرية السوداء، إلى "المساء"، التي أسسها، ثم إلى "الأخبار". وطالت نيني تهم عديدة، وحُكم عليه في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2011 بالسجن لسنة. وبعد خروجه من السجن، أسّس "الأخبار" واستمرّ في كتابته.
وبسبب خروج نيني من جريدة "المساء"، التي حققت خلال سنوات متوالية أرقاماً قياسية من حيث عدد المبيعات، تراجعت بشكل واضح.
وعلى صعيد الصحف الحزبيّة، فقد كانت تعرف رواجاً خلال سنوات الثمانينات من القرن الماضي، كـ"العلم" و"الاتحاد الاشتراكي" ولوبينيون" وغيرها، غير أن الحال انقلب بعدما ظهرت صحف مستقلة، ودخلت على الخط مواقع إلكترونية حازت قصب السبق من قبيل موقع "هسبريس".

دلالات

المساهمون