يوتيوبرز غزة... لكسر الصورة النمطية

يوتيوبرز غزة... لكسر الصورة النمطية

14 يونيو 2017
(عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
لم يدر في مخيلة المهندس الفلسطيني محمد أبو كميل أن تتحول فكرته بتأسيس مشروع يجمع كل أصحاب قنوات "يوتيوب" في غزة، ضمن مبادرة واحدة تحمل اسم "يوتيوبرز غزة"، إلى حقيقة بحيث تعرض وجهًا مغايرًا للصورة النمطية المعروفة عن سكان قطاع غزة.

وتعتمد مبادرة الغزي أبو كميل، وعشرات المتطوعين المشاركين في المبادرة، على محاولة رسم صورة مضيئة عن الحياة في القطاع بعيدًا عن المشهد السياسي وتجاذباته التي اعتاد عليها الجمهور المتابع للشأن الفلسطيني، عبر أفكار ومبادرات يجري تصويرها ونشرها عبر القناة التي تحمل اسم "يوتيوبرز غزة".

وفي أيام بسيطة، تمكنت القناة من جذب اهتمام عشرات آلاف المشاهدات لمقاطع الفيديو التي عمل المتطوعون على تصويرها والتي تنوعت بين تحديات ومبادرة لتكريم العاملين تحت أشعة الشمس كالشرطة وعمال النظافة، بالإضافة إلى تصوير أجمل المناطق الموجودة في القطاع.
ويقول أبو كميل لـ "العربي الجديد" إن المبادرة انطلقت مع بداية شهر رمضان بنحو 40 متطوعًا في مختلف المجالات مثل التصوير والمونتاج والإلقاء الصوتي والتقديم وغيرها من المجالات، ثم ارتفع العدد ليتجاوز 80 متطوعًا بعد طرح عدد من الحلقات عبر قناة "يوتيوب".



ويلفت إلى وجود حالة إقبالٍ من قبل المتابعين للقناة والجمهور العربي وبشكل خاص الجمهور من المغرب العربي، وهو ما أدى لتجاوز بعض المقاطع 30 ألف مشاهدة، رغم مرور أيام بسيطة على انطلاقتها، الأمر الذي يعكس حجم النجاح المتصاعد للمبادرة.

ويطمح أبو كميل وفريق "يوتيوبرز غزة" أن تصبح قناتهم عبر منصة "يوتيوب" نافذة رسمية للقطاع على العالم بحيث تعرض وجهًا مغايرًا عن الصورة التقليدية المرسومة في ذهن الكثيرين عنها وبشكل يبتعد عن حالة التجاذبات السياسية بما يضمن الوصول لكل الجمهور بمختلف أطيافه.

ويؤكد مسؤول مبادرة "يوتيوبرز غزة" على أن الهدف الرئيسي الذي يطمحون بتحقيقه هو تحويل مبادرتهم من مجرد قناة لبوابة حقيقية للمدينة على منصبة يوتيوب، تعرض من خلالها طبيعة حياة السكان فيها، بالإضافة إلى رصد المناطق الجمالية بطريقة إبداعية.

وعن الصعوبات التي تواجه الفريق أشار إلى أن العمل يجري بجهود شخصية من قبل المشاركين في المبادرة عبر توفير الكاميرات والمعدات اللازمة لإنجاز وتصوير الحلقات دون وجود لأي دعم مالي حقيقي للفريق، باستثناء احتضانه من قبل أحد المراكز المحلية في غزة.
وبحسب أبو كميل، فإن الفترة المقبلة ستشهد طرح المزيد من الفيديوهات من إنتاجهم على أن تحمل ترجمة نصية باللغة الإنكليزية لضمان الانتشار الأكبر والوصول إلى الجمهور غير المتحدث باللغة العربية والمساهمة في تعريفهم بطبيعة حياة الغزيين اليومية.

وخلال الآونة الأخيرة لجأ العديد من الشبان والشابات الغزيات لإطلاق العديد من المبادرات والقنوات الخاصة بهم عبر منصة "يوتيوب" لتغيير صورة القطاع المحاصر إسرائيليًا للعام الحادي عشر على التوالي، والتي أضحت مرسومة لدى الجمهور العربي والأجنبي على أنها مركز للحروب والموت والدمار.




دلالات

المساهمون