سفير طهران في كوبنهاغن يثير سجالاً بسبب "مصافحة"

سفير طهران في كوبنهاغن يثير سجالاً بسبب "مصافحة"

09 يناير 2019
إصرار دنماركي على البروتوكول الدبلوماسي (العربي الجديد)
+ الخط -
أثار سفير طهران في كوبنهاغن سجالاً إعلامياً وسياسياً على خلفية امتناعه عن المشاركة إلى جانب زملائه من السفراء المعتمدين في حفل استقبال البرلمان الدنماركي لمناسبة بدء العام الجديد، وهو تقليد سنوي بمشاركة رئيسة البرلمان بيا كيرسغوورد.

ولم يأتِ تغيب السفير عن حفل الاستقبال للعام الثاني على التوالي كموقف احتجاجي على تصاعد التوتر بين بلاده والدنمارك بسبب دفع الأخيرة لتبنٍّ أوروبي لعقوبات على إيران، أو لأسباب تتعلق بمواقف متطرفة لمؤسسة حزب الشعب الدنماركي اليميني القومي، المعادي للمهاجرين والمسلمين.

كل القصة تكمن في أن هذه الشخصية​ السياسية، المثيرة للجدل، وإن خففت من التصريحات المباشرة بعد اختيارها لرئاسة البرلمان منذ بضعة أعوام، تصر على بروتوكول مصافحة السفراء، ويبدو أن سفير طهران لا يود أن يصافح سيدة، فتغيب العام الماضي والحالي عن التجمع الدبلوماسي.

وسلطت وسائل الإعلام والصحافة الصوء مساء أمس وصباح اليوم الأربعاء على تغيب السفير مرتضى موراضيان عن حفل الاستقبال. وذكرت رئيسة البرلمان، كيرسغوورد، أنها لا تفهم هذا الموقف "فهناك سفراء دول مسلمة كثيرة يحضرون ويصافحون وليس لديهم هذا الاعتراض". مؤكدة لتلفزيون بلدها "لا أقبل كرئيسة برلمان وسيدة أن يأتي رجل من دولة أخرى ولا يقبل مصافحتي في برلماننا، فهو الذي حضر إلينا (إلى البلد) وعليه إظهار الاحترام والالتزام بقوانيننا".

وتكشف الصحافة المحلية تكتيكات السفير السابق لطهران، حماد بيات، لعدم السلام باليد على رئيسة البرلمان "ففي 2016 أعلن أنه لن يصافح رئيسة البرلمان لأنها سيدة، وأبلغوه أنه لا يمكنه تجنب هذا البروتوكول، فقام بيات بالتغيب عن حفل الاستقبال. السفير الجديد موراضيان اختار في 2017 حلًا مختلفاً بعد أن أُبلغ أن كيسرسغوورد تصر على تطبيق بروتوكول المصافحة في الاستقبال، فحضر متأخراً جداً عن الجميع ولم يشارك في الاستقبال الجماعي في الصالة المفتوحة المخصصة لذلك فاستقبله موظف في ادارة البرلمان الدنماركي". ويبدو، بحسب التلفزيون الدنماركي أن "تكتيك السفير الإيراني لم ينفع العام الماضي 2018 بطريقة منعت الحضور المتأخر، فاختار الغياب، مثلما حدث هذا العام 2019".

قضية مد اليد والمصافحة في الدنمارك كانت مثار جدل خلال 2018 بشأن منح الجنسية للمواطنين من أصول مسلمة. فقد استطاعت وزيرة الهجرة والدمج في حكومة ائتلاف يمين الوسط، انغا ستويبرغ، وبدعم من حزب الشعب الدنماركي المتشدد (الذي أسسته وتزعمته كيرسغوورد) تمرير تشريع يقضي بمصافحة الجنس الآخر وإلا فلن يمنح الأشخاص الجنسية. وهذا التركيز على ما يسميه الدنماركيون "عادات وطرق تصرف محلية" يهدف بحسب المبررين إلى "منع فرض مجتمعات موازية ولإظهار الاندماج الثقافي في المجتمع".

وعبرت رئيسة البرلمان كيسرسغوورد عن استهجانها لتصرفات سفير طهران "مع الإيرانيين هي مشكلة مستمرة منذ سنوات، وطهران مضطرة لفهم أننا لا نتنازل في هذا السياق، على الأقل من جهتي".
وحين طرح التلفزيون سؤالا عليها فيما خص زياراتها إلى طهران وكيف تتصرف، وهل ترتدي غطاء الرأس أجابت كيرسغوورد "نعم افعل ذلك رغم أني لا أحب فعله، لكنني أنا المسافرة إليهم ولست في زيارة لعمل ثورة في دولهم، وقبلت بتصرفات أراها غير مناسبة، فتلك هي شروط اللعبة".

المساهمون