سخرية معلّقٍ رياضي من لاعب محليّ تُثير استياءً جزائرياً

وخلال تعليقه على المباراة الوديّة التي جمعت المنتخَبَين الجزائري والبرتغالي في "استاديو دا لوز" (ملعب النور) في لشبونة البرتغالية، أول من أمس الخميس، قال المُعلّق في التلفزيون الحكومي، سامي نور الدين، بلهجةٍ ساخرة: "ابن مروانة (مدينة في محافظة باتنة شرقَي الجزائر) يلعب في المنتخب الجزائري أمام كريستيانو رونالدو. في بعض الأحيان، الأقدار تصنع منك لاعباً يلعب ضدّ المنتخب البرتغالي، بطل أوروبا"، قبل أن يُطلِق ضحكةً قصيرة.

ويقصد نور الدين لاعبَ وسط ميدان فريق "شبيبة القبائل"، سليم بوخنشوش، الملتحِق بتشكيلة الفريق الوطني الجزائري منذ نهاية العام الماضي، الذي كان يُحاول تسجيل هدفٍ على مقربةٍ من مرمى الحارس البرتغالي روي باتريسيو.

وفي مشهدٍ آخر من المباراة، علّق نور الدين على اندفاع بوخنشوش، بالقول إنه "يلعب، لأوّل مرّة، في هذه الأجواء العالمية"، قبل أن يُعلّق ضاحكاً بنبرة استهزاء على حديث اللاعب مع حكم المباراة: "الكلام بالإنكليزية.. لا، ممكن ممكن". في إشارة إلى أن اللاعب لا يُتقن الإنكليزية، لكن التواصل مع الحكم قد لا يكون مستحيلاً.

أثارت تعليقات نور الدين استياءً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ وصفها كثيرون بالمسيئة، مُعتبرين أنها تخرج عن أصول التعليق الرياضي، ومطالبين المعلّق بالاعتذار، فيما دعا آخرون التلفزيون الجزائري إلى فصله، مُذكّرين بأنه التحق بهذه المؤسّسة خلال تولّي شقيقه، حمراوي حبيب شوقي، إدارتها.

وكتبت الصحافية فتيحة زماموش، وهي شقيقة حارس المنتخب الوطني وفريق "اتحاد العاصمة"، محمد الأمين زماموش: "كم من سامي نور الدين موجود في بلدي"، مستعرضةً، في تدوينة على فيسبوك، حالات إساءة مماثلة تعرّضت إليها شخصيات عامّة على شاشات التلفزيون.

واعتبر نجم الدين سيد عثمان أن كلام نور الدين "انحرافٌ خطير وسقطة لا تُبرَّر واستخفاف بمنطقة ثورية"، مطالباً إيّاه بالاعتذار.

من جهته، طالب حسان حويشة المعلّق بتقديم اعتذار للاعب بوخنشوش وسكّان مروانة، مضيفاً أن على التلفزيون العمومي إبعاده عن التعليق والاعتذار من اللاعب وسكّان المدينة.

أمّا الهادي بن حملة، فوصف تعليق نور الدين بأنه "مقيت، وعنصري كأغلب الجزائريّين.. فقط هو يتكلّم بصوت عالٍ ومن منبر إعلامي".

وردّاً على عبارة "القدر هو من جعل بوخنشوش يلعب ضد رونالدو"، كتب بوطالب شبّوب: "القدر ثم أخوك يا سامي هما من جعلا أمثالك يُعلّقون على مباريات كرة القدم".

وكتب محمد دلّومي: "لولا شقيقك حمراوي يا سامي نور الدين لكنت اليوم تُعلّق على دوري تناطح الكباش في عين الكرشة".

وذكّر حميد يس بأن المعلّق التحق بالتلفزيون الجزائري حين كان شقيقه مسؤولاً فيه، مُعتبراً أنه يفتقر إلى الكفاءة، مضيفاً أن "على كل الصحافيين أن يتبرّؤوا منه، لأنه لا يُشرّف مهنتهم".

يُذكر أن المباراة التي لعبها المنتخب البرتغالي تحضيراً لنهائيات كأس العام المقبلة في روسيا، انتهت بخسارة المنتخب الجزائري، الذي تراجع إلى المرتبة السادسة والستّين عالمياً، بثلاثية مقابل صفر، وهي الهزيمة الرابعة على التوالي للمدرّب الوطني رابح ماجر.