زيادة معدلات الانتحار في العراق: ناشطون يبحثون الأسباب

زيادة معدلات الانتحار في العراق: ناشطون على مواقع التواصل يبحثون الأسباب

29 ابريل 2019
أكثر من 100 حالة في الربع الأول(أحمد الرباعي/فرانس برس)
+ الخط -
ينشغل العراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي بزيادة معدلات الانتحار بين صفوف الشباب في البلاد. وبينما تُوجّه أصابع الاتهام إلى الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق بعد عام 2003، والتي فشلت في توفير ما تنشده شريحة الشباب من فرص عمل وقدرة شرائية واستقرار أمني، وجّهت الحكومة المحلية في بغداد ببناء جدران وحواجز أمنية على الجسور، منعاً لحالات الانتحار عبر السقوط في نهر دجلة.

وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، الأسبوع الماضي، وصول عدد حالات الانتحار في البلاد إلى 132 خلال الربع الأول من 2019. وسجلت محافظة كربلاء (جنوب) أعلى معدلات الانتحار، إذ بلغت عشرين حالة. وتتناقص تدريجياً في المحافظات الأخرى، لتسجل في الأنبار (غرب) حالتين، فيما لم تذكر الإحصائية أي أرقام تتعلق بالعاصمة بغداد أو إقليم كردستان.

وتداول ناشطون وصفحات مواقع التواصل، مقاطع مصورة لشبان وفتيات قرروا الانتحار، إما عبر الشنق وإما بالقفز من شاهقٍ أو من فوق جسر.

وغرّد جاسم الحلفي عن الموضوع قائلاً: "بعد تفكير طويل اقترح المسؤولون وضع سياج عال على جسور بغداد للحدّ من حالات الانتحار! غاب عن بالهم الأسباب الحقيقة التي تدفع شباب العراق إلى الانتحار، وفي مقدمتها الفساد والمحاصصة وسوء الإدارة والبطالة، التي أنتجت اليأس والإحباط وفقدان الأمل".



وبيّن الصحافي حسين العطية عبر "فيسبوك"، أن "نسبة قليلة من بين حالات الانتحار استخدمت فيها الجسور، نسب أكبر استخدم فيها الرصاص، والمشانق، والبنزين، والحبوب. لكن المجلس (حكومة بغداد المحلية) الذي يفكر بخلية واحدة، لا ينظر للأسباب ويقدم حلاً "عبيطاً" للوسيلة".



واعتبر هادي متعب أن سبب "ظاهرة الانتحار في العراق لدى الشباب العراقي، هو كثرة البرامج الدينية التي تسفّه الحياة وتزرع اليأس وأن الإنسان في الآخر للموت. أما في كربلاء فالنسبة أكثر، كربلاء المحافظة الحزينة لأن البكاء واللطم مستمر طيلة السنة ولا وجود لملاعب ومسارح..".


أما صادق عطية فقال: "يستغربون من سبب زيادة حالات الانتحار في العراق!! وبعيداً عن اليأس والابتعاد عن الله، إن ما نراه من إعلام منتشر على واجهات السيارات هو أحد أخطر أنواع التحريض، يستخدمه بعض الصبية ممن يجلس خلف المقود بلا رادع من حكومة متقاعسة عن واجبها، أو أدنى شعور بالمسؤولية من قبل الناس، والنتائج تنذر بمستقبل مظلم".


إلى ذلك، طالب مركز "حياة" لمكافحة الانتحار في العراق، الجهات الحكومية بـ"تعاون من شأنه الحدّ من الانتحار في العراق، عبر خطوات مدروسة تضمن معالجة الحالات وإعادة تأهيلها في المجتمع، عبر ندوات تثقيفية وورش عمل جديرة بشفاء تلك الحالات لتكون أكثر فاعلية في بيئة مسالمة ملؤها الأمل، كما أن لإقرار القوانين التي تحدّ من ممارسة العنف الأسري دوراً بارزاً في مكافحة هذه الظاهرة".

المساهمون