"ليبراسيون" تفتح صفحاتها لصحيفة مجرية أوقفتها السلطات

"ليبراسيون" تفتح صفحاتها لصحيفة مجرية أوقفتها السلطات

15 نوفمبر 2016
كاريكاتور ليبراسيون عن قمع الصحيفة (تويتر)
+ الخط -


فتحت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسيّة صفحاتها، اليوم الثلاثاء، للصحيفة المجريّة "نيبزابادساغ"، والتي تعتبر أكبر صحيفة للمعارضة، أخرست السلطات المجرية صوتها وأوقفت صدورها.

"ليبراسيون" التي بدّلت عنوانها قبل أشهر ليوم واحد إلى "تحرير" تضامناً مع الصحافة السورية والثورة، أصدرت ملفًا من أربع صفحات أشرف عليه صحافيون مجريون. وكانت افتتاحيته بعنوان "اليومَ دورُنا، وغداً دورُكُم"، وقّعها كلّ من كابور هورفات وأندراس ديزي.

وكتب الصحافيان في الافتتاحية: "صُدِم الكثيرون في أوروبا حين دفعت حكومة أوربان برلمانها، في ديسمبر/كانون الأول 2010، لتبنّي قوانين جديدة تَحُد من حرية التعبير. كَردّ فعل ظهرت الصفحة الأولى من صحيفتنا، بيضاء، وقدمنا طعناً لدى المحكمة الدستورية، التي أعلنت أن كثيراً من الإجراءات في هذه الترسانة التشريعية غير قانوني".

وأضافا: "قيل لنا إننا على حق، ولكن كي نصل إلى تحقيق ذلك يتوجب تغيير المؤسسات. وهو مسارٌ يتطلب ما بين 5 إلى سنوات. حدث قبل ست سنوات، ومنذئذ حذت بولونيا حذو أوربان".

وواصل الصحافيان: "يشكك الكثيرون في إمكانية حدوث هذه الأشياء في فرنسا أو بلجيكا، ولكن، قبل عشر سنوات، لم يكن يتصور أحدٌ حدوثها في بلدنا. وبعد مرور 60 سنة على الثورة المجرية، سنة 1956، يجد الغرب نفسه في قلب حرب باردة جديدة. إن حرية التعبير وإمكانية تنوع الآراء، تفترض، في أوروبا الوسطى، وخاصة في المجر، استثمارات رئيسية. كما يجب على شعوب أوروبا الوسطى أن تشارك بمالها الخاص إذا أرادت صحافةً تمتلك نظرة نقدية ومستقلة عن البروباغاندا الرسمية".

وكتب الصحافيان "إن مهمة الصحافة الحرة ليست فقط ممارسة رقابة على السلطة والمعارضة، وانتقادها باستمرار، ولكن أيضا عرض مرآة عن البلد. إلا أنّه عبر تصفية صحيفتنا، فإنّ هذه المرآة تشققت.

واعترف الصحافيان بوجود فضاءات صحافة مستقلة ولكنهما أقرّا بأنّ "اغتيال الصحيفة الوطنية اليومية الأولى في المجر، هو إنذار لهذه الصحافة المستقلة، أيضا". وفي النهاية حذر الصحافيان من "انتقال العدوى من الشرق إلى الغرب".

وساهم مدير "ليبراسيون" لورونت جوفرين، بافتتاحية أخرى بعنوان "خطر". وكتب فيها: "شيئاً فشيئاً، وعبر مسار صاخب، اختار فكتور أوربان حصاناً أكثر فعالية في المعركة، في نظره، يضمن له دعم رأي عام مُجمَّد من الخوف من المهاجرين ويداعبه حلم العظمة: القومية. 
وعلى منوال تركيا وروسيا، وبنفس الشعارات التي حملت ترامب إلى السلطة، نعثُرُ في بروباغاندا حزب الجبهة الوطنية، وحتى في خطابات مَجَريِّنَا نحن، نيكولا ساركوزي، إرساء نظام جديد، ديموكتاتورية (خليط بين الديمقراطية والديكتاتورية)، على مزيج من تعددية الواجهة واستبداد حقيقي. إننا ننتقل من أوربان إلى (جورج) أورويل. في بلد خيالي؟ غرائبي؟ في أُمّة تنتمي للاتحاد الأوروبي. خَطَر!".

وتضمن الملحق مقالات أخرى تتحدث عن المجر، من بينها "أوربان: ترامب المجريّ". وتحدث المقال عن أنّ "رئيس الحكومة المجري حوّل الديمقراطية إلى نظام سياسي "فوق الحقيقة"، حيث الكلامُ الرسمي يحرّف الوقائع ويُكنّس كل تفكير بديل". في حين تحدث مقال آخر عن "الفساد المقنن، واختفاء الرشوة".

ولخص مقال آخر عن "الميديا التي تتعرض للتكميم والتفكيك والمحرومة من أي دعم مالي"، مجزرة الصحافة في هذا البلد الأوروبي: "الميديا المرتبطة بالنظام ليس لديها أي هاجس، ففي العام الماضي وزّعَت الحكومةُ المجرية مبلغ 81 مليون يورو على الشركات العمومية من أجل شراء فضاءات إعلانية في صفحاتها".

المساهمون