الصحف الأميركية... خيبة ما بعد التجييش

الصحف الأميركية... خيبة ما بعد التجييش

09 نوفمبر 2016
أيّدت معظم الصحف الأميركية كلينتون (جاستن سوليفان/Getty)
+ الخط -
عبرت معظم الصحف الأميركية المؤيدة للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون عن خيبة أملها ومخاوفها بعد انتخاب المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، لرئاسة الولايات المتحدة. وتعرضت هذه الصحف، سابقاً، لهجوم قاسٍ من قبل ترامب منذ بدء الحملة الانتخابية. واعتبرت مرات عدة أن وصول ترامب إلى البيت الأبيض يهدد الصحافة والصحافيين في الولايات المتحدة.

وأعلنت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن دعمها لكلينتون، منذ بدء المعركة الانتخابية. ولم تكتف الصحيفة بإعلان تأييدها لكلينتون، بل ركزت على مهاجمة ترامب الذي اعتبرته "المرشح الأسوأ في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية". فكانت سبّاقة بنشر رواية امرأتين اتهمتا ترامب بالتحرّش بهما، ما أدّى إلى تهديد ترامب بمقاضاتها. كما نشرت لائحة بـ282 اسماً لأشخاص وأماكن وأشياء أهانهم ترامب عبر "تويتر" في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وبعد فوز ترامب بالرئاسة الأميركية، عنونت "نيويورك تايمز" مقالها الرئيسي بـ"ترامب ينتصر". ونشرت عدداً من مقالات الرأي التي تشير إلى أن فوز ترامب سينعكس سلباً على الولايات المتحدة. فظهر مقال بعنوان "رسالة للتجديد مع استئنافات وانقسامات عنصرية". واعتبر كاتب المقال أن "فوز ترامب تتويج مذهل لحملة انتخابية متفجرة وشعبوية واستقطابية"، ومضيفاً أن "فوزه أثار تشنجات في كافة أنحاء العالم".

كما نشرت مقالاً تحت عنوان "وعود ومخاوف من تنظيم جديد للعالم"، ومقالاً بعنوان "فوز ترامب الصادم"، بالإضافة إلى مقال "بزوغ فجر عصر ترامب"، وقال فيه الكاتب، "نتمنى أن يملك ترامب الذكاء الكافي، ولا يكتف بكونه هداماً أو غوغائياً. أما إذا تحطم هذا الأمل فعلينا أن نجد طرقاً أخرى لمقاومته".

وتعليقاً على فوز ترامب، كتب الناشط، الممثل والموسيقي، هاري بيلافونت، مقالاً تحت عنوان "ماذا لدينا لنخسره؟ كل شيء"، بينما أشار كاتب آخر إلى أن فوز ترامب "استبعد الرجال النسويين خارج الصورة".

أما مجلة "وايرد" التي أعلنت سابقاً أن "دعم كلينتون جزء من كفاح المجلة نحو المستقبل عوضاً عن الماضي"، فاستعملت صورة كاريكاتورية لترامب على صفحتها الرئيسية، وكتبت: دونالد ترامب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة: خيبة الأمل الكبرى في التاريخ الرئاسي".

وكانت مجلة "إنكويرير" أعلنت عن دعمها مرشحة الحزب الديمقراطي، للمرة الأولى منذ تأسيسها منذ 126 عاماً، لأن "ترامب يشكل خطراً واضحاً على البلاد"، ما أدّى إلى انخفاض اشتراكات المجلة بعد موقفها هذا حينها.

ونشرت مادة رئيسية تحت عنوان محايد: "انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة"، لكنها أشارت في المقال إلى أن "انتصار رجل الأعمال المشهور والمبتدئ السياسي جاء بعد استغلاله لقلق الناخبين من الأوضاع الاقتصادية في البلاد. كما استفاد من التوترات العرقية التي غلبت الاتهامات بالتحرش التي وُجهت له منذ بدء مسيرته نحو البيت الأبيض". ولفتت إلى أن ترامب دعا في خطاب النصر الأميركيين إلى "الاتحاد كشعب واحد، بعد أن أدار حملة انقسامية".

بدورها، أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى فوز "المبتدئ السياسي" برئاسة الولايات المتحدة. ودعمت كلينتون سابقاً، وقالت إن انتخاب الأخيرة وحده يحول بين مستقبل الولايات المتحدة المشرق و"عهد الرئيس غير المستقر والفخور بجهله وغير الجاهز نفسياً لدخول البيت الأبيض".

ونشرت الصحيفة مقالاً تحت عنوان "الحملة الانتخابية الأكثر جنوناً في التاريخ الحديث"، ونشرت مقالات عدة تشير إلى "انخفاض أسعار الأسهم بعد الفوز المفاجئ لترامب". وركزّت على خبر تهنئة ترامب من قبل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. واعتبرت أن فوز ترامب يثير "الشكوك والتوتر في الخارج".

من جانبها، اعتبرت صحيفة "يو أس ايه توداي" أن "فوز ترامب نهاية مذهلة لحملة انتخابية عنيفة"، ونشرت مقالاً تحت عنوان: "كيف فاز دخيل معادٍ للمؤسسات بالرئاسة؟"، مشيرة إلى أن ترامب أدار "حملة وحشية"، و"سيأخذ البلاد إلى المجهول". كما رأت الصحيفة أن فوز ترامب "هزيمة لملايين النساء"، واعتبرت أن "ترامب سيسيء للحزب الجمهوري نفسه". لكن الصحيفة لم تعلن صراحة عن دعمها كلينتون في الانتخابات الرئاسية، إلا أنها هاجمت ترامب، ووصفته بـ"غير المستقر" و"الكاذب المتسلسل".

أما صحيفة "ذا ديترويت نيوز" فنشرت مقالاً بعنوان "انتخاب ترامب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة"، معتبرة أن فوز المرشح الجمهوري "نهاية درامية للانتخابات الوحشية". ونقلت بموضوعية إلى حدّ ما العملية الانتخابية وتفاصيلها. لكنها أنهت مقالها بتصريح من أحد الناخبين الذي قال: "لا أتخيل حقيقة وصول شخص بهذا اللؤم والتوحش إلى منصب رئيس الولايات المتحدة. اقتربنا من الجحيم فعلاً".

ونشرت مجلة "بوليتيكو" مقالاً تحت عنوان "الرئيس ترامب: خيبة الأمل الكبرى التاريخ الأميركي، الملياردير يصدم البلاد والعالم"، واعتبرت أن "الانتخابات كانت وحشية"، كما نشرت مقالاً بسؤال "هل يستطيع ترامب فعلاً أن يحكم؟". ورأت أن فوز ترامب "صدمة هائلة". وكتب الصحافي مايكل غرنوالد مقالاً تحت عنوان "ما الذي أدّى إلى هزة ترامب"، مشيراً إلى أن "الخبراء لا يستطيعون التصديق أن الناخبين يمكن أن يشتروا ما حاول ترامب بيعهم إياه".

وعنونت صحيفة "دايلي نيوز" مقالها كالتالي: "انتخاب دونالد ترامب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة في إطاحة ناسفة لمؤسسات العاصمة"، كما خصصت صورة غلافها للبيت الأبيض، واصفة إياه بـ"بيت الرعب".