"ذوق سز": عراقيون يوثقون مشاريع خدمية رديئة

"ذوق سز": عراقيون يوثقون مشاريع خدمية رديئة

16 مايو 2019
نشرت صور لمشاريع خدمية تصميمها رديء (صباح عرار/فرانس برس)
+ الخط -
تصاعدت في الفترة الأخيرة مناشدات لناشطين عراقيين بضرورة مراجعة المشاريع المنفذة من حيث اختيار التصاميم، وتوسّعت الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي لتنفيذ مشاريع خدمية في عدد من مدن البلاد، وصفها المواطنون بأنها مسيئة للذوق العام. ولهذه الغاية، دشّن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وسماً بعنوان "#ذوق_سز"، وهي كلمة باللهجة العراقية الشعبية تعني "عديم الذوق".

جاءت الحملة بعد نشر صور لأعمدة إنارة وعلامات مرورية ومشاريع رديئة التنفيذ أو سوء اختيار الألوان والأشكال. وكتب جعفر العراقي على صفحته متسائلاً "مع احترامنا للجهود المبذولة في هذه المشاريع، ولكن أين الذوق؟ هل يعقل أن حكومات محلية ومجالس محافظات يفترض أنها تضم خبراء ومهندسين ومتخصصين ليس بينهم واحد على الأقل يمتلك ذرة من الذوق؟".

وانتقد جعفر عدم لجوء القائمين على هذه المشاريع إلى فنانين، موضحاً "على أقل تقدير استشيروا فنانين مثلاً يمتلكون حساً فنياً أو ذوقياً بدلاً من صرف ملايين الدولارات بهذا الشكل المخربط (العشوائي)"، حسب وصفه.


وانتقد آخرون أشكال أعمدة الإنارة وألوانها (حمراء مستطيلة طويلة) ولوحات الدلالة المرورية في بعض مدن البلاد، معتبرين أنها تسيء للذوق العام. وقالت شيماء الشمري "كلّما نفذوا مشروعاً قلنا يا الله فُرجت ولكن المشكلة لا يوجد ذوق يا ناس. شاهدوا اللوحات المرورية في مدينة الرمادي كيف كتبوها". وتساءلت "ألا يوجد فنان أو خطاط يقوم بترتيبها؟ ولماذا أنشأوا أعمدة الإنارة في البصرة بهذا الشكل واللون وكأنها آيس كريم أو أزبري (نوع من المرطبات الشعبية)؟".

وأطلق ناشطون آخرون على أعمدة إنارة في البصرة أثارت انتقادات أخيراً، وصف "أعمدة الموطة" (المثلّجات، آيس كريم) بسبب ألوانها وأشكالها. وكتب الناشط حسين صباح على صفحته الرسمية ساخراً ومستغرباً "أعمدة (الموطة) الآيس كريم تكلف حكومة البصرة 6 ملايين دينار عراقي لكل عمود!". وقال مواطنون من البصرة إنّ هذه الأعمدة أُنشئت للتغطية على ملفات فساد وليس لأجل جمالية المدينة، كما كتب سعد البصري معتبراً أنّ "هذه الأعمدة فوق أنها أنشئت بطريقة عديمة الذوق، فهي أنشئت للتغطية على ملفات الفساد". وتساءل "لماذا تصرف الحكومة المحلية ستة ملايين دينار (5 آلاف دولار)، على كل عمود كهرباء في حين سعره الحقيقي لا يكلف مليون دينار، في الوقت الذي من الممكن توجيه هذه الأموال لمشاريع تحلية المياه مثلاً، وهي مشكلة تعاني منها المدينة".


في مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، أثار تعليق إشارات دلاليّة مرورية على الطرق الخارجية انتقاداً من ناشطين بسبب كتابتها بطريقة غير منظّمة، وقال سمير الدليمي "فرحنا بمثل هذه المشاريع الخدمية ولكن انتبهنا إلى اللوحات الدلالية المرورية التي علقت فوق بعض الطرق الخارجية وطريقة كتابتها العشوائية التي تدل على انعدام الحس الفني والذوقي للأسف". ورأى الدليمي أنّ "مثل هذه المشاريع وتنفيذها بهذه الطريقة العشوائية وغير المنظمة يدل على وجود ملفات فساد تشوبها، وإلا لماذا لم تنفذ بطريقة حضارية تضيف لمسات جمالية للشوارع؟".

وقال مهندسون إنّ المشكلة في تنفيذ المشاريع هي افتقارها إلى اللمسات الجمالية والذوقية، فتنتهي بمظهر مضحك مثير للسخرية، وذلك لعدم وجود استشارات فنية لمتخصصين. وكتب المهندس أحمد الحسني "المشاريع الخدمية في العراق من نافورات وجزر وسطية وأعمدة إنارة وحدائق عامة ولوحات دلالية ونصب تذكارية مشكلتها أن أشخاصاً مقاولين يشرفون على إنشائها دون استشارة متخصصين من فنانين مثلاً أو خطاطين أو مهندسين"، متابعاً "لذلك ينتهي المطاف بهذه المشاريع بتحولها إلى مادة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي فضلاً عن هدر ملايين الدولارات عليها دون فائدة للأسف".

المساهمون