"فرنسية" الوزراء الجدد تغضب الجزائريين

"فرنسية" الوزراء الجدد تغضب الجزائريين: "عقدة نقص سنّها بوتفليقة"

04 يناير 2020
أراد المحتجون التركيز على العربية (رياض كرامدي/فرانس برس)
+ الخط -
أثارت أول تصريحات معظم الوزراء في الحكومة الجديدة في الجزائر، واستعمالهم للغة الفرنسية، جدلاً وغضباً من عودة المسؤولين الجزائريين لاستعمال اللغة الفرنسية، رغم أن الدستور الجزائري ينص على أن العربية هي اللغة الرسمية، ورغم أن مظاهر ومواقف السلطة، بعد بداية الحراك الشعبي، كانت تدفع باتجاه تركيز استعمال العربية.

واستغرب الناشط صلاح الدين مقري حديث وزير الصناعة الجديد، فرات آيت علي، باللغة بالفرنسية، وكتب:" آيت علي سمعه كثير منا يتحدث العربية -أو الدارجة على الأقل-بشكل جيد وقدرة تعبيرية ممتازة.. اليوم في لقاء استلام المهام اختار الحديث بالفرنسية رغم كل ما سبق!!! وكذلك فعل وزراء آخرون خلال استلام مهامهم هذا اليوم"، معتبراً أن "السلطة التي بنت كل دعايتها على نقاط الهوية والعداوة مع فرنسا، وكسبت جمهوراً واسعاً وصل إلى حدّ الدفاع عن الدكتاتورية في سبيل الهوية، تتصرف في الأخير وكأنها تُمعن في إهانة الجزائريين، وبشكل خاص إهانة من أمّنوا لها نجاح مسارها الجبري الذي قَسّم الجزائريين".

وكتب الإعلامي في قناة "الجزيرة"، حاتم غندير، معلقاً على إمعان الوزراء والمسؤولين في استعمال اللغة الفرنسية، قائلاً إنها "سُنّة لعينة سنَّها بوتفليقة لم يسبقه إليها رئيس جزائري من قبل، هي حديثه بالفرنسية في لقاءات رسمية ومع وسائل إعلام جزائرية..  هي في الغالب نتيجة عقدة نقص مركبة، احتقاره لأصله وللشعب الجزائري لا غير".

وينص الدستور الجزائري على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية، لكن جزءاً من القطاعات الحكومية ما زال يصر على اعتماد اللغة الفرنسية في المخاطبات والمراسلات الرسمية. وفي السادس من إبريل/نيسان عام 1999، أقرّ الرئيس الجزائري السابق، ليامين زروال، قانون استعمال اللغة العربية، لكن الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، الذي تسلم السلطة خلال الشهر نفسه حينها، عطّل هذا القانون الذي يطالب قطاع واسع من الجزائريين في الوقت الحالي بإعادة تفعيله.

وعلق الناشط السياسي منير آيت يعلى: "أنا جد متأسف لماذا تصرون على الحديث باللغة الفرنسية مع مواطنيكم... لغتنا الرسمية العربية". وسخر الإعلامي مروان الوناس من هذه الظاهرة: "تبون (رئيس الجمهورية) في أول ظهور له تكلم بالفرنسية، وكذلك فعل وزراؤه اليوم، وسلملي على الباديسية النوفمبرية". وتنسب التسمية إلى مبادئ ثورة الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 1954 التحريرية، أما الشق الأول (باديسي) فنسبة إلى منهج العلامة عبد الحميد بن باديس مؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

وكتب الناشط في الحراك الشعبي حسين بن زينة: "الحقائب الوزارية لا علاقة لها بالواقع الذي نعيشه، لغة معظم الوزراء غير دستورية ولا يستعملها عامة الشعب الذي انتخب".

وقال رئيس "منتدى الحراك الأصيل" يحيى جعفري: "عودة الفرنسية إلى دائرة الاستعمال الرسمي!!! يبدو أن حليمة لا يمكنها التخلي عن عادتها القديمة".

وعلق ياسين عمران: "أصغر وزير يتحدّث بالفرنسية.. نحن نطالب بالشباب لإحداث قطيعة مع ممارسات السابقين. كل الشباب الفاعلين الذين أعرفهم (يطيروا) بالإنكليزية. جاؤونا بوزير شاب ولكن بعقلية واحد شيخ كحال المسؤولين البيروقراطيين الرديئين والجهلة الذين يحكموننا".

المساهمون